يدخل يوفنتوس الإيطالي، ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، الأربعاء المقبل، أمام موناكو الفرنسي على ملعب الأخير "لويس الثاني"، متسلحا بخط دفاعه، الأقوى في أوروبا الذي لم يتلق سوى هدفين طوال البطولة، من أجل ردع القدرة الهجومية الكبيرة لفريق الإمارة الفرنسية. ويعول بطل إيطاليا، خلال المواجهتين على أرقامه الدفاعية التي تعد الأفضل والأبرز في القارة العجوز هذا الموسم، حيث لم تهتز شباكه بأي هدف خلال المواجهات الأربع في الأدوار الإقصائية، والتي تمكن خلالها من إيقاف أي خطورة لمنافسيه بورتو البرتغالي وبرشلونة الإسباني. وقادت هذه الصلابة الدفاعية، كبير مدينة تورينو للمربع الذهبي وسط أرقام تتحدث عن نفسها، حيث لم يتلق الفريق أي خسارة خلال مشواره محققا (7 انتصارات و3 تعادلات)، ليتحول إلى فريق يخشاه الجميع حتى وهو يلعب بعيدا عن جماهيره. وتذوق رجال المدرب أليجري طعم الانتصارات خارج قواعدهم في 4 مباريات وتعادلوا في واحدة، كانت أمام برشلونة في إياب ربع النهائي وبنتيجة سلبية، وسيبحثون عن تكليل هذه المسيرة الناجحة أمام أحد أفضل الفرق في أوروبا هذا الموسم من الناحية الهجومية. ولا تتوقف القدرة الدفاعية الكبيرة لليوفي، على قدرات مدافعيه فحسب، ولكنها نتجت أيضا عن العمل الكبير الذي تقدمه المجموعة بأكملها بداية من خط الهجوم. وكثيرون تشككوا عندما بدأ أليجري في اللعب بطريقة 4-2-3-1 منذ بداية يناير/كانون ثان الماضي بتواجد الرباعي المكون من الأرجنتيني هيجواين ومواطنه ديبالا والكرواتي ماندزوكيتش بالإضافة للكولومبي كوادرادو في وقت واحد داخل أرض الملعب. وبدت هذه الطريقة لكثيرين تنطوي على مخاطرة هجومية كبيرة ستؤدي إلى الإخلال بالنظام التكتيكي الذي اعتاد الجميع أن يشاهده من بطل إيطاليا الذي بنى مجده من خلال الاهتمام الكبير بالجانب الدفاعي مع الدقة في الناحية الهجومية. إلا أن هذه الآراء بدأت تتغير عندما شاهدت الأمور على أرض الواقع وثبتت صحة وجهة نظر أليجري، حيث أن هذا الشكل جعل يوفنتوس يلعب بتوازن أكبر، وذلك بسبب المجهود الكبير الذي يبذله الثنائي ماندزوكيتش و كوادرادو في الجانب الدفاعي. وسهلت مشاركة هذا الثنائي فضلا عن الضغط الذي يمارسه ديبالا أيضا، من أدوار لاعبي الوسط التي تتبدل بين الألماني سامي خضيرة والبوسني بيانيتش وكلاوديو ماركيزيو. ويمتلك اليوفي، لاعبين من الطراز الرفيع في الجانب الخلفي، بمثابة ضمانة كبيرة للفريق لاسيما مع تواجد الثنائي الإيطالي الدولي المكون من بونوتشي وكيلليني، والظهيرين البرازيليين داني ألفيس في اليمين وأليكس ساندرو في اليسار. ويقف خلف هذا الحائط الدفاعي أسطورة تتحدث عن نفسها في حراسة المرمى وهو المخضرم بوفون، صاحب ال 39 عاما والذي يبحث عن رفع "الكأس ذات الأذنين" للمرة الأولى في مسيرته. وتمكن الحارس الدولي الكبير من الحفاظ على عذرية شباكه لأكثر من خمسة أشهر في هذه البطولة، ولا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه في مباراة ذهاب ربع النهائي أمام برشلونة في إيطاليا، عندما تصدى لكرتين حاسمتين كانتا كفيلتين بقلب موازين الأمور. وبعد هذه النتائج، سيحاول رجال أليجري الحفاظ على هذه المسيرة الكبيرة على ملعب "لويس الثاني" يوم الأربعاء حيث سيكون عليهم إيقاف خطورة الموهبة الصاعدة بقوة مبابي، الذي زار شباك المنافسين في 24 مناسبة هذا الموسم.