وضع يوفنتوس قدماً في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا بفوز عريض على ضيفه برشلونة في ذهاب ربع النهائي والذي أقيم على ملعب السيدة العجوز في مدينة تورينو بشمال إيطاليا. المدرب ماسيمليانو أليجري قدم مباراة ممتازة على الصعيد الخططي والتكيكي بعكس منافسه لويس إنريكي الذي واصل تخبطه ووضح دراسة المدرب الإيطالي جيداً لخصمه واختياره لأفضل طريقة ممكنة وبتشكيل مثالي. يوفنتوس لعب بطريقته المعتادة خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وهي 4-2-3-1 بالتشكيلة الطبيعية دون اي تغيير بعدما فضل أليجري الدفع باللاعب البرازيلي أليكس ساندرو في مركز الظهير الأيسر بدلاً من الغاني أسامواه مثلما أشارت التقارير الإعلامية قبل المباراة بينما اختار لويس إنريكي عكس التوقعات طريقة 3-4-3 بوجود ماثيو في الدفاع مبقياً على جوردي ألبا وأندري جوميز على مقاعد البدلاء. أليجري لعب وبوضوح على ضعف دفاع برشلونة بشكل عامة وخاصة من ناحية اللاعب ماثيو، فمع سرعة تحركات كوادرادو من جهته ومنح باولو ديبالا حرية تامة في التحرك بين الخطوط كما يشاء دون التقيد بموقعه في القلب شكل خلخلة واضحة في دفاع برشلونة. الأداء الكارثي للأرجنتيني خافير ماسكيرانو وعدم القيام بدوره في الكثير من الأوقات كلاعب وسط مدافع يضغط على لاعبي يوفنتوس ويتواجد بالقرب من قبل مدافعي فريقه بشكل دائم ساهم أكثر في انهيار المنظومة الدفاعية لبرشلونة خلال الشوط الأول. قيمة امتلاك يوفنتوس لحارس عملاق مثل جيجي بوفون ظهرت بوضوح في التصدي الرائع لكرة إنييستا والتي حولت اللقاء من تعادل بهدف لكل فريق إلى تقدم يوفنتوس بهدفين دون رد بعدما سجل بعدها بثوان قليلة ديبالا الهدف الثاني ليوفنتوس. في الشوط الثاني عدل لويس إنريكي طريقة اللعب بإدخال أندري جوميز بدلاً من ماثيو ليتحول الفريق إلى طريقة 4-3-3 بعودة ماسكيرانو لقلب الدفاع بجوار بيكيه ويتحول أومتيتي إلى مركز الظهير الأيسر فيما دخل سيرجي روبيرتو في وسط الملعب بجوار جوميز ليتحول راكتيتش إلى الجانب الأيمن. واصل يوفنتوس نفس الأسلوب الذي لعب به بعد الهدف الثاني بترك الكرة للاعبي برشلونة والعودة للتمركز بشكل مميز دفاعياً مع تضييق المساحات وهو الأمر الذي كاد يكلف يوفنتوس تلقي هدف في بعض الأوقات لولا التدخل المناسب من المدافعين أو من العملاق بوفون بخلاف الرعونة الكبيرة من لاعبي برشلونة في التعامل مع الكثير من الكرات. الهدف الثالث الذي سجله يوفنتوس يعكس خللاً واضحاً في تعليمات المدرب لويس إنريكي، فمع امتلاك برشلونة للاعبين طوال القامة مثل بيكيه وأومتيتي كان القصير ماسكيرانو المسؤول عن مراقبة الطويل جورجيو كيليني في مشهد غريب كان من المنطقي نهايته بهدف في شباك برشلونة. قدم جونزالو هيجواين مباراة جيدة على صعيد التحركات والتي ساهمت في فتح الطريق لزملائه دائماً ولكنه لو كان في حالته الطبيعية في التعامل داخل منطقة الجزاء لزادت النتيجة دون شك. البرازيلي أليكس ساندرو ومعه ماريو ماندزوكيتش قدما مباراة أكثر من ممتازة ونجحا في إيقاف الأرجنتيني ليونيل ميسي بشكل كبير فيما كان وكالمعتاد الألماني سامي خضيرة رمانة الميزان لوسط ملعب فريقه وتميز في الجوانب الدفاعية كعادته كما شكل خطورة واضحة عند تقدمه للأمام.