زار الإعلامي اللامع مراسل قناة ال(بي بي سي) بواشنطون لقمان أحمد مسقط رأسه منطقة الملم في دارفور، وذلك تواصلاً مع أهله ومتابعة لما بدأه من مشروعات لمساعدة المواطنين هناك، وفي جولته قبل أيام تجول في أطراف المنطقة وكتب ما يلي: يا لها من خطى (صحيح جايين تعمروا الدار)، هكذا حياني طفل وشقيقته يرعيان إِبلاً داخل قرية (تربا) إحدى أجنحة قرية (الملم) والتى أحرقتها الحرب عام 2003، قلت لهما (نعم بدأنا تعميرها اليوم وسيعود إليها أهلها)، سألني (حتبنوا مدرسة؟)، قلت له نعم، فقال لي مترجياً (أنا وأختي دايرين نقرأوا فيها)، فوعدته بأن يكونا من تلاميذها إذا لم يرتحلا عن محيط قرية (تربا) حسب حركة وترحال ذويه الرحل. برغم حبي ومعرفتي ل(تربا) بسنين قبل ميلاد الطفلين، إلا أنهما أخذاني في جولة داخل القرية بدءاً بالمدرسة المحطمة ومروراً بمراح إبلهم وحتى مورد الماء داخل وادي القرية الذي يجري حداً يفصل ولاية جنوب دارفور عن شمالها. برغم استدعاء ذكريات الحرب الأليمة، غطاني تفاؤل كبير ببزوغ مستقبل أفضل ربما يتيح حياة أفضل لسكان المنطقة مزارعين ورحل. رافقني عمدة (تربا) العمدة خليل وشقيقه زميل الدراسة محمد طاهر وعدد كبير من ضيوفنا فى رحلة العودة وبعث الحياة من جديد. جلست وسط وادي (تربا) وتحسست رماله وصخوره تحيطني جبال (تربا) الشامخة وكانت لحظات بديعة.