طالب زعماء العالم الغربي الخميس الرئيس السوري بشار الاسد بالتنحي، مؤكدين ان نظامه فقد كامل شرعيته، كما فرضوا على نظامه عقوبات جديدة. وقاد الرئيس الامريكي باراك اوباما تلك الحملة حيث اصدر امرا تنفيذيا بتجميد جميع اصول الحكومة السورية وحظر الاستثمارات والصادرات الامريكية الى سورية، وتبعه قادة الاتحاد الاوروبي. وقال اوباما 'قلنا باستمرار انه على الرئيس الاسد ان يقود انتقالا ديمقراطيا او ان يتنحى، لكنه لم يقد (الانتقال)، ومن اجل الشعب السوري فقد آن الأوان لكي يتنحى الرئيس الاسد'. وهذه اول مرة تدعو فيها الولاياتالمتحدة الاسد علانية الى التنحي في الوقت الذي يتزايد فيه الضغط الدولي على الاسد لانهاء اشهر من حملة القمع ضد المتظاهرين والتي اودت بحياة اكثر من الفي شخص، بحسب ما يقول نشطاء حقوقيون. الا ان اوباما اكد ان واشنطن 'لا تستطيع ان تفرض ولن تفرض هذا الانتقال على سورية' ووعد بالالتزام برغبة السوريين القوية 'في عدم وجود اي تدخل خارجي في حركتهم' المطالبة بالتغيير. وقال 'لقد حان للشعب السوري ان يقرر مصيره وعلينا ان نواصل الوقوف بحزم الى جانبه'. وفرض اوباما مجموعة من العقوبات الاقتصادية الجديدة على سورية قال انها 'ستعمق العزلة المالية لنظام الاسد' المستهدف من قبل الولاياتالمتحدة الذي تتهمه الولاياتالمتحدة برعاية الارهاب. وفور ذلك اصدر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نداء مشتركا للاسد بالتنحي، كما حذر الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة، من فرض عقوبات اوروبية جديدة. واعتبرت مسؤولة اعلامية سورية رفيعة الخميس ان الدعوة التي وجهها الرئيس الامريكي وبعض الزعماء الغربيين الى الرئيس السوري بشار الاسد للتنحي تؤدي الى 'تأجيج العنف' في سورية. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية في وزارة الاعلام ريم حداد لوكالة فرانس برس 'ان ذلك يؤكد ان سورية مستهدفة من جديد'. وفي هذه الاثناء استدعت سويسرا سفيرها في دمشق، بعد يوم من توسيعها قيودا مماثلة ضد نظام الاسد واضافة 12 شخصا الى قائمة الاشخاص المفروض عليهم حظر مالي وحظر على السفر، كما جمدت ارصدة قدرها 27 مليون فرنك سويسري (34.14 مليون دولار) عائدة الى الرئيس بشار الاسد و22 شخصا اخرين. وقالت ميركل وساركوزي وكاميرون 'ندعوه (الاسد) الى مواجهة حقيقة ان الشعب يرفض نظامه تماما والتنحي من اجل مصلحة سورية العليا ووحدة شعبها'. كما اعربوا عن دعمهم لفرض عقوبات جديدة على الاسد الذي 'يواصل قمع شعبه بعنف ورفض تلبية تطلعاتهم المشروعة'. وتابعوا 'ندعم بقوة فرض مزيد من العقوبات الاوروبية القاسية على نظام الرئيس الاسد'. واعتبر الزعماء الثلاثة ان 'الرئيس الاسد الذي لجأ الى القوة العسكرية الوحشية بحق شعبه والذي يتحمل مسؤولية الوضع، خسر كل شرعية ولا يمكنه ان يحكم البلاد'. واضافوا 'على العنف في سورية ان يتوقف الان'. وصرحت وزيرة خارجية الاتحاد كاثرين اشتون في بيان ان 'الاتحاد الاوروبي يرى ان بشار الاسد فقد شرعيته بشكل تام في عيون الشعب السوري ويرى ضرورة تنحيه'. واوضحت ان 'اضافة اسماء جديدة الى قائمة الذين تستهدفهم عقوبات الاتحاد الاوروبي هو امر قيد التحضير، كما ان الاتحاد الاوروبي يتقدم في مشاوراته لاتخاذ اجراءات جديدة توسع نطاق هذه العقوبات ضد النظام السوري'. واعتبرت ان تصاعد القمع في سورية امر 'لا يمكن قبوله'. واعلن اوباما الخميس فرض عقوبات جديدة قاسية على دمشق من بينها تجميد الاصول السورية وحظر الاستثمارات الامريكية في سورية. واعلنت وزارة الخزانة الامريكية الخميس ان واشنطن حظرت التعامل التجاري مع خمس من شركات النفط السورية في اطار عقوبات واسعة تهدف الى الضغط على بشار الاسد للتنحي وتشمل ايضا تجميد كل ارصدة الدولة السورية في الاراضي الامريكية. وقال بيان للوزارة ان الرئيس الامريكي امر بفرض عقوبات على المؤسسة العامة للنفط، والشركة السورية للنفط والشركة السورية للغاز، وشركة سترول. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الخميس ان العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على قطاع النفط السوري 'تضرب قلب نظام' الرئيس السوري وتدعم مطالبتها له بالتنحي. وصرحت في بيان تلته على الصحافيين ان 'هذه العقوبات تضرب قلب النظام عن طريق حظر الواردات الامريكية من النفط السوري ومنتجاته، وتحظر على الامريكيين التجارة في هذه المنتجات'. ورغم دعوة اوباما الاسد الى التنحي الا ان البيت الابيض اعلن الخميس ان الرئيس الامريكي 'لا يعتزم' استدعاء السفير الامريكي في دمشق روبرت فورد، بعدما دعا اوباما الرئيس السوري بشار الاسد لاول مرة الى التنحي. وقال تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي لوكالة فرانس برس 'نحتاج الى ان يبقى (السفير) هناك'. ومن المقرر ان يعقد مجلس الامن اجتماعا جديدا الخميس حول الوضع في سورية لدراسة امكانية قيام المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في القمع الدموي للحركة الاحتجاجية التي دعا ناشطوها الى تظاهرات جديدة في 'جمعة بشائر النصر' اليوم. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ان 'اطلاق رصاص سمع في حي الرمل الجنوبي في اللاذقية (غرب) صباح الخميس لوقت قصير وتوقف بعد ذلك'. ويأتي ذلك غداة تأكيد الرئيس بشار الاسد للامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان العمليات العسكرية والامنية ضد المعارضين لنظامه 'توقفت'. من جانبها، رأت اللجنة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان في تقرير ان حملة القمع السورية ضد الاحتجاجات قد ترقى لمستوى جرائم ضد الانسانية، ودعت مجلس الامن الدولي الى احالة المسألة الى المحكمة الجنائية الدولية. من جهتهم، دعا الناشطون على صفحة 'الثورة السورية' على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك الى تظاهرات الجمعة تحت عنوان 'جمعة بشائر النصر'. وعلى الارض، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن استمرار حملات المداهمة والاعتقال التي تقوم بها الاجهزة الامنية فجر الخميس ومساء الاربعاء في مدن ومناطق سورية عدة. وقال خبير اجنبي مقيم في دمشق ان الخطة العسكرية تغيرت منذ بداية شهر رمضان، موضحا ان 'الجيش النظامي يقوم بمحاصرة المدن قبل اقتحامها وتقوم الاجهزة الامنية والعناصر الموالية للنظام بترهيب السكان قبل ان تشن القوات الخاصة حملة اعتقالات تشمل اشخاصا محددين بحسب قوائم اسمية'.