قبل نحو أسبوع شحنة جديدة من المخدرات ضبطتها الشرطة في ميناء بورتسودان، في الشحنة الأخيرة تمت تعبئة الحبوب المخدرة داخل حاويات تفاح، وانتهى الأمر بأن الشرطة ضبطت شحنة مخدرات جديدة، ولا مجال فيما يبدو للسؤال عمن وراءها، وكيف وصلت إلى الميناء، ضبط والسلام. وهذه الشحنة واحدة من سلسلة شحنات وصلت الموانئ السودانية وضبطتها الشرطة، وانتهى الأمر عند الضبط.. مرة (هلوسة)، ومرة (كبتاغون). قصة حاويات المخدرات بدأت تلفت إليها الأنظار منذ تفجر تلك القضية.. تذكرون قضية ال (5) حاويات مخدرات التي تم القبض عليها في بورتسودان في أبريل 2014م، والتي صنفتها السلطات المختصة- آنذاك- بأنها أكبر عملية تهريب مخدرات تمت على المستوى الإقليمي في الشرق الأوسط، وأفريقيا. القضية الشهيرة وردت معلوماتها الأولية من لبنان، ثم دخلت السعودية على الخط، حتى وصلت الشحنة إلى بورتسودان بمتابعة لصيقة من السلطات، حتى تم إلقاء القبض عليها، وإحباط دخولها. لكن ماذا حدث بعد ذلك؟، انتهت القضية التي شغلت الرأي العام إلى حالة (لا متهم)، فقد وضعت الشرطة حداً نهائياً لقضية ال (5) حاويات مخدرات التي دخلت البلاد باسم شركة تعمل داخل السودان، أغلقت الملف؛ لعدم كفاية الأدلة، نعم، هكذا ببساطة، لا يوجد دليل فلا يوجد متهم، ولا يوجد جريمة. الأمر لا يمكن أن يكون بهذه البساطة، حاوية مجهولة، تحمل مخدرات، قادمة باسم شركة وهمية، وبأرقام هواتف وهمية، وعناوين وهمية- كذلك- وتتحول القضية الوهمية إلى قضية رأي عام، وينتهي الأمر إلى أن السلطات لم تجد متهماً. الشرطة التي في إمكانها تتبع مثل هذه الخيوط وصولاً إلى إحباط دخول مثل هذه الحاويات مؤكد أن في مقدورها أن تصل إلى نهاية هذه الخيوط الشائكة. ليس منطقياً أن تُسيّر جهة ما حاويات معبأة بالمخدرات إلى وجهة ما دون أن يكون لديها ما يسندها هناك، الأمر ليس خبط عشواء- كما يُصور للناس. شحنات المخدرات ليست شحنات برتقال فاسد، إنه دمار شامل معبأ في أكياس محدد الوجهة.. من خلال العمليات التي تلت قضية ال (5) حاويات مخدرات وشحنات مشابهة لها، أقل أو بمقدارها.. الواضح أن السلطات أصبحت تكتفي- فقط- بضبط شحنات المخدرات دون أن تسير في الأمر حتى نهايته؛ لأنها غالباً ما تصطدم بمافيا لا ترحم، وهذه المافيا لها من النفوذ ما يجعل السلطات المختصة أن تكتفي بعملية الضبط؛ حيث لا نعلم ماذا يحدث بعد عمليات الضبط. التيار