الهيئة النقابية للأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة وآيرلندا بالتعاون مع الهيئة القومية لدرء الوبائيات في السودان والروابط والنقابات المهنية السودانية بالمملكة المتحدة وآيرلندا تعلن تفشي وباء الكوليرا في السودان عقدت الهيئة النقابية للأطباء السودانيين بالمملكة المتحدة بالتعاون مع الهيئة القومية لدرء الوبائيات بالسودان والروابط والنقابات المهنية السودانية بالمملكة المتحدة (SATU-UK) مؤتمراً صحفياً اليوم بمدينة لندن في بريطانيا أوضحوا فيه أن الإسهالات المائية المنتشرة بصورة وبائية في عشرة ولايات في السودان ما هي إلا وباء الكوليرا بعد إثبات ذلك معملياً وقد أشارت الأنباء إلى انتشار وتفشي المرض في ولايات البحر الأحمر ونهر النيل والولاية الشمالية وولاية القضارف وولاية الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وجنوب كردفان وشمال كردفان وولاية سنار وأكد المؤتمرون أن انهيار النظام الصحي وعجز الحكومة عن احتواء تفشي المرض يعود الى ضعف البنية التحتية للخدمات الصحية والصحة العامة مما رفع نسبة الوفيات. وقد تحدث الدكتور هشام خضر نقيب الأطباء للهيئة النقابية بالمملكة المتحدة وآيرلندا في المؤتمر مشيراً إلى خطورة الوضع حيال عدم تجاوب النظام الحاكم في إعلان تفشي وباء الكوليرا واصفاً تعنت النظام في عدم الإعلان عن ذلك مما أدى الى ارتفاع عدد الوفيات وحصد مزيد من الأرواح كما اشار إلى أنهم يتابعون الوضع في السودان عن كثب مع نقابة الأطباء الشرعية في السودان ومنظمات المجتمع المدني المتعاونة معهم وقد بذلت جهود مقدرة من أجل تخفيف معاناة المواطنين وأهاب بالمسؤولين في وزارة الصحة التحلي بالشجاعة اللازمة وإعلان تفشي وباء الكوليرا حتى تستطيع المنظمات الدولية تقديم العون الفني واللوجستي والمساعدات اللازمة للمصابين والمرضى واحتواء المرض في ظل بنية تحتية صحية متهالكة ووضع بيئيي مترد كما أكد على حقيقة هامة وهي أنه لابد من تضافر الجهود المحلية والدولية في مكافحة المرض حيث يعتبر ذلك هو السبيل الوحيد للخروج بالأزمة الصحية إلى بر الأمان . وقد أشار الدكتور عبدالعظيم عبدالرحمن السكرتير العام للهيئة النقابية إلى خطورة تفشي الوباء وعجز وزارة الصحة من توفير العلاجات الضرورية وعزل الحالات المصابة مما زاد من حدة إنتشار وباء الكوليرا بين المواطنين وانتقاله إلى مناطق جديدة لاسيما التي تنعدم بها الخدمات الصحية الأساسية موضحاً أن المجهودات التي تبذلها المنظمات الأهلية والشبابية تعتبر محدودة مقارنة بحجم تفشي الوباء في مناطق واسعة في كثير من الولايات المختلفة بالسودان. كما أفادت الدكتورة سارة أبراهيم عبدالجليل السكرتير الإعلامي للهيئة النقابية خلال المؤتمر بإحصائيات دقيقة لتفشي المرض في الولايات المتأثرة به مستعينة بالجداول والإحصائيات التوضيحية والرسومات البيانية التي توضح إنتشار المرض وأوضحت ان وزارة الصحة أعلنت أن نسبة الوفيات بالنسبة للمصابين مابين 2% إلى 4% لكن في الحقيقة وخلال المتابعة اليومية في كافة الولايات تبين أن نسبة الوفيات الحقيقية بين المصابين ما بين 4% إلى 8% على أقل تقدير وأشارت إلى ضرورة إبلاغ المنظمات الدولية بوباء الكوليرا لتضافر الجهود لمكافحة المرض . كما تحدث في المؤتمر الدكتور نبيل محمود السكرتير المالي للهيئة النقابية ووجه نقداً لازعاً لعدم جاهزية وزارة الصحة للقيام بواجبها بتوفير التمويل اللازم لمجابهة الكوليرا حيث أفاد بأن الوزارة قد رفعت يدها تماماً لمساعدة المواطنون الفقراء الذين لا يستطيعون مواجهة أعباء العلاج اللازم من نفقتهم الخاصة ولهذا السبب تكونت الهيئة القومية السودانية لدرء الوبائيات مما دفع بالسودانيين في شتى بقاع الأرض للتنادي لتلبية هذه الإحتياجات التي هي من صميم عمل وزارة الصحة حتى يتمكن الفقراء من شراء العلاجات الضرورية لمقاومة المرض كما أشار إلى المليارات التي تصرف على الإفطارات الرمضانية في مؤسسات الدولة في حين مئات الآلاف من المواطنون عاجزون عن تحمل نفقات العلاج من الكوليرا في المناطق المتأثرة. كما أكدت الدكتورة هدى حسن إستشارية الصحة العامة بأن الحكومة لم تتبع الإجراءات السليمة في تتبع المرض ووضحت كيفية عمل هذه الإجراءات المعروفة عالمياُ بالتفصيل واستحضرت التجارب الخاصة في السودان وبعض الدول التي تعرضت للكوليرا من قبل وكيفية تتبع الإجراءات والتنسيق الذي يجب أن يتم بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية وأوضحت كيف أنه تم عمل فاكسينات خاصة بالكوليرا حيث تمت تجربة ذلك في السودان من قبل والإحصائيات تدل على أنها ادت لنتائج ممتازة ولا بد من الإسراع بإعلان المرض حتى لا يتم دخول منظمة الصحة في وقت متأخر لأن لديها نظام فعال ومعروف في السيطرة على الوباء حتى لا يتكرر ما حدث في مرض ايبولا في أفريقيا من قبل وقد اشارة الى ان ما يحدث الآن هو معالجة كل المرضى بمختلف أمراضهم في مكان واحد وإذا لم يتم محاصرة المرض قبل موسم الخريف الذي هو على الأبواب فإن المرض سيتفشى وينتشر بصورة أكبر وتصعب السيطرة عليه كما أكدت على ضرورة تلقي الدعم الفني من المنظمات العالمية والإلتزام بالنصائح البسيطة والضرورية مثل عزل المرضى وغسل اليدين والطبخ بصورة صحيحة تفاديا الإصابة بالمرض . كما تحدث من السودان الدكتور أمجد فريد مسؤول لجنة التدريب بالهيئة القومية لدرء الوبائيات متتبعا الأسباب التي أدت إلى إنتشار الوباء إلى الوضع البيئي الذي يزداد سوءا يومياً من كثرة الذباب وتكدس الأوساخ والنفايات وتلوث ماء الشرب وعجز الدولة من القيام بواجبها الأساسي فيما يخص الصحة العامة مما دفع بمبادرة نقابة الأطباء الشرعية وتكوين الهيئة القومية لدرء الوبائيات في مايو 2017م من منظمات المجتمع المدني بمختلف مكوناتها حيث إستطاعت الهيئة تدريب المدربين من الفئات الشبابية وربات البيوت في المناطق المتأثرة للمساهمة في الحد من إنتشار المرض كما أوضح الظروف المزرية والصعبة التي يعمل بها الأطباء في المرافق الصحية . وتحدث الدكتور الفاتح عمر السيد من السودان عن الهيئة القومية لدرء الوبائيات والتنسيق مع منظمات المجتمع المدني التي تعمل ما بوسعها إلا أن جهودها مهما كانت لا تفي بكل الإحتياجات الضرورية وسلط الضوء على صعوبة الحصول على المحاليل الضرورية التي يحتاجها المرضى من السوق المحلي ولا حتى من الإمدادات الطبية وأضاف إلى أنه ليس لديه مانع من التعامل مع وزارة الصحة من أجل إنقاذ مريض . وفي نهاية المؤتمر أجاب المتحدثون على أسئلة الحاضرين من الصحفيين والإعلاميين والمواطنين السودانيين المقيمين في بريطانيا.