قرار الادارة الأمريكية الجديدة - ادارة ترامب - بإرجاء البت في الرفع النهائي للعقوبات الأمريكية المفروضة على حكومة السودان لمدة 90 يوماً، كان موضوع النقاش لكثير من المهتمين بالشأن السياسي السوداني، (الراكوبة) سألت هؤلاء عن قرائتهم للقرار، فبماذا ردوا: د. سليمان بلدو: كنت أتوقع تأجيل قرار مستقبل العقوبات الامريكية العامة علي السودان وذلك لعدة أسباب 1. توقعت ان يمر الأربعاء بدون تغيير في الوضع الحالي مع تمديده لأشهر محسوبة. السبب في ذلك ان إدارة ترمب لم تملا بعد مناصب شاغرة بوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي من صلاحياتها الإشراف علي اليات تقييم اداء السودان في فترة المراقبة و التوصية للبيت الأبيض بالقرار النهائي علي ضوء ذلك - مثالا لذلك منصبي مساعد وزير الخارجية لأفريقيا ومدير الادارة الافريقية بمجلس الأمن القومي لا يزالان شاغرين 2. بيان وزارة الخارجية المرافق للقرار الراسي أوضح ان هناك حوجة لمزيد من الوقت للتأكد من وفاء السودان بالتزاماته بشكل كامل اضافة لما تحقق من إنجازات حتي الان وخاصة للاطمئنان علي وصول المعونات الانسانية لكل أنحاء البلاد التي تحتاج لمثل هذه المعونات - 3. بيان الخارجية الامريكية اوما الي ان إدارة الرئيس ترامب تتوقع تحسنا في احترام حكومة السودان للحقوق الاساسية لمواطنيها وبصفة خاصة احترام حرية المعتقدات - كذلك أومأ البيان لتوقع الشريك الامريكي لمساعي جادة لتحقيق السلام الشامل بالبلاد وهذه معايير لم يتضمنها قرار رفع العقوبات المشروط والمؤقت الذي اصدره الرئيس اوباما على كل حال - ليس من المتوقع اعادة فرض العقوبات علي السودان ولكنني أتوقع ان تواصل الادارة الامريكية العمل علي تطبيق هذه الالية لتشجيع وتحفيز النظام علي السعي الجاد للتوصل لحلول شاملة للصراعات المسلحة في السودان وإبداء جدية اكثر في احترام حقوق مواطنيه - هذا بالاضافة لمواصلة احراز إنجازات ملموسة وفق الخمس مسارات الأصلية. د. الوليد مادبو: ليس للإدارة الأمريكية هذه أو من كان قبلها موقفا أخلاقيا من الحكومة السودانية إنما هي مواقف تكتيكية (واذا شئت انتهازية) الغرض منها الحصول علي أكبر قدر من التنازلات في شأن الحرب المزعومة علي الإرهاب. اي معلومات إضافية يريد السيد ترامب استقصاؤها واي فائدة يرجو الشعب السوداني جنيها من خطوات لن يغني اتخاذها في شأن اقتصاد يعاني من إشكالات بنيوية واختلالات وظيفية؟ لماذا لا تعي الحكومة حتى الآن اهمية التعويل علي الذات الراشدة (فالإنابة اولي من الاعاقة)؟ على كل، لقد استنفدت كل من الإدارة الأمريكية والحكومة السودانية غرضه من الاخر ولم تبق إلفرضية الظرفية كي يتحلل كل منها من علاقة كانت وما زالت عبئا على الضمير الانساني والسوداني. مصطفى سري: النظام السوداني رفع من سقوفاته، وتوقع ان يحدث تغيير في السياسة الامريكية بين ليلة وضحاها، على الرغم ان هناك اكثر من عشرين عاما من المقاطعة، وكذلك الملف عند النظام لدى اكثر من جهة اخرها كان مدير مكتب البشير طه عثمان. الامر الثاني الخرطوم لم تتعامل بجدية مع القضايا والمطلوبات التي قدمتها الادارة الامريكية وفكرت فقط في المسالة الامنية فيما يخص الاٍرهاب ووضح ان اجنحة النظام المختلفة ما زالت تغذي المجموعات الإرهابية في ليبيا ومصر، كما ان قضايا اضطهاد المسيحيين في السودان خاصة من جبال النوبة أصبحت قضية مركزية الى جانب قضية حقوق الانسان. مسالة اخيرة ان احداث الخليج ألقت بظلالها على المشهد وكان ذلك واضحاً، وأعتقد ان الخرطوم ستعلن موقفها في الازمة بعد القرار الامريكي وفي الغالب ستقف الى جانب قطر بصورة علانية اذن السؤال كيف ستتصرف الخرطوم، هناك قضايا داخلية تتعلق بوقف الحرب وتوصيل المساعدات وحقوق الانسان والتحول الديموقراطي وقد تزيد هذه القائمة. أسعد التاي: اعتقد أن البشير وإخوانه و زمرته أكثر الناس فرحا بهذا القرار و ابعاد عراب تجسير الهوة مع امريكا الفريق طه عثمان و تلغيم الأجواء الداخلية بما يغضب الجهات الأمريكية الرافضة لرفع الحظر (محاكمة الصحفية امل هباني نموذجاً) كلها امور الغرض منها ترجيح كفة الإبقاء على الحظر. مرتضى أحمد: قرار ايجابي طبعا لان المواطن لن يستفيد شيئا من رفع العقوبات ولن يعود عليه بالرخاء في ظل هذا النظام الباطش، وقس ذلك على فترة الستة أشهر الماضية. ما يستفيد من رفع العقوبات هم سماسرة النظام دون غيرهم حمدان جمعة: الكرة الآن في ملعب المعارضة بكل مكوناتها بغض النظر عن الاختلافات السائدة ليقف الجميع يدا واحدة لاستغلال هذه الفترة والبناء على موقف أكثر من خمسين نائبا وعضو الشيوخ الأمريكي في مذكرتهم القوية بعدم رفع العقوبات والتي لعبت فيها منظمات أمريكية صديقة بانحيازها للشعوب السودانية التي ظلت تتعرض للموت والدمار وبشكل يومي في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق. بل إن هذه الفرصة ادعى لأن تجمع القوي الوطنية المعارضة كل مواردها وتحشد كل أعضائها لتكون وقفاتها أكثر ظهورا عما ظللنا نشاهد. مرتضى جعفر: الولاياتالمتحدة تنظر الى السودان في اطار استراتيجية جديدة لها حيال المنطقة بأسرها، فيها استدامة اتفاقها مع إيران حول الملف النووي وفيها الpolitical turmoil الحادثة في الخليج وفِي الشرق الأوسط at large والأدوار التي يلعبها السودان في كل ذلك. هذا بكل تأكيد يؤخر التطبيع السوداني الأمريكي وهو أمر مهم يمكن أن تستفيد منه المعارضة في سبيل مواصلة الجهود الرامية لتعرية النظام في المنابر التي تجمع المعارضة بالمجتمع الدولي. عيسى جديد: قرار متوقع في ظل عدم تقديم حكومة الخرطوم اي خطوات إيجابية واضحة وملموسة لكافة الاشتراطات التي أعلنتها أمريكا رغم أن مدة الستة شهور كانت كافية لتنفيذ هذه الاشتراطات وتطبيقها علي أرض الواقع. وهذا التمدد الأخير هو فرصة أخري للحكومة لاتخاذ خطوات عملية في بناء الديمقراطية عبر احترام حقوق الإنسان وتطبيق الحريات وإجراء مفاوضات السلام.