أدى رحيل نيمار، إلى باريس سان جيرمان، لتفكك مثلث الهجوم المرعب (MSN) المميز لبرشلونة، ما قد يكون أمرا كارثيا لدى قطاع من عشاق البارسا، لكنه في الوقت نفسه قد يمنح الفرصة للمدرب الجديد إرنستو فالفيردي، لابتكار أسلوب لعب جديد للفريق، الذي اعتمد خلال المواسم الثلاثة الأخيرة، على قوته الهجومية. فقد سجل الثلاثي الذهبي، ميسي، سواريز ونيمار، 363 هدفا، خلال المواسم الثلاثة التي تزاملوا فيها بصفوف البلوجرانا، كان نصيب نيمار 90 هدفا، و120 هدفا لسواريز، بينما استأثر الأرجنتيني ب 153 هدفا. ترجم هذا الترابط داخل وخارج الملعب إلى نجاحات باهرة، بالنسبة لأبناء كتالونيا على مدار الأعوام الثلاثة الأخيرة، هي إجمالا تسعة ألقاب وتفصيلا؛ لقبان بالدوري الإسباني، وثلاثة ألقاب كأس ملك إسبانيا، ولقب كأس السوبر الإسباني، ولقب دوري الأبطال الأوروبي، ولقب كأس السوبر الأوروبي، ولقب مونديال الأندية، وذلك من أصل 13 بطولة خاضها الفريق. لكن كانت هناك مشكلة كبرى؛ فلم يكن لدى لويس إنريكي، المدرب الذي تولى مسؤولية البرسا خلال هذه الفترة، أي مساحة للمناورة. فبوجود "لوتشو" على مقعد المدرب، أصبحت سياسة التدوير هي الأساسية في برشلونة، والذي باتت صفوفه تعاني الفوضى، باستثناء الثلاثي الأمامي، الذي كانت الأمور تصب في صالحه. ولم يؤد وجود ال(MSN) إلى تقييد أسلوب لعب البارسا فحسب، بل وأيضا محدودية الخيارات المتاحة أمام إنريكي، الذي كان مجبرا على بناء خطته انطلاقا من الوجود الحتمي، للثلاثي الهجومي، وهو ما حدث في 111 مرة. ومع رحيل نيمار، الذي غادر الفريق الكتالوني، بعد أن ارتدى قميصه في 186 مباراة، سجل خلالها 105 أهداف، وحصد فيها 10 ألقاب، طوال أربعة مواسم، ذهب (MSN) أدراج الرياح، وبات لدى فالفيردي، فرصة لابتكار طريقة جديدة للبارسا. فالمدرب الإسباني الذي طالما اعتمد خطة 4-2-3-1 بشكل أساسي، لن يكون ملزما باللعب بخطة 4-3-3 لضمان وجود ميسي ونيمار وسواريز. ويبدو أن فالفيردي، لا يتنازل مطلقا عن الأخذ بزمام المبادرة والإبقاء على الضغط العالي، لاستعادة الكرة من الخصم بعد فقدانها، وهو يعي جيدا أن النادي الكتالوني وضع تحت تصرفه أفضل مجموعة من اللاعبين مرت عليه طوال مسيرته، ما يدفعه لبذل كل شيء من أجل الاعتياد عليها. إلا أن فالفيردي، سيكون أكثر شعورا بالحرية مقارنة بإنريكي، خاصة عند الحديث حول تحديد تصميم برشلونة الجديد، ومحاولة استعادة أسلوب لعبه الذي عرف به. ويعني ذلك الدفع بلويس سواريز، كرأس حربة، وتحته ثلاثة ربما يكونوا دولوفيو في الناحية اليمنى، وميسي في القلب وربما إنييستا أو ديمبيلي، حال استقدامه من بوروسيا دورتموند الألماني على اليسار، والذي يرغب البارسا في أن يكون بديلا لنيمار. بالمثل، قد تؤدي الأمور إلى الدفع برجل أخر جوار سيرجيو بوسكيتس، في الوسط لمعاونة الأخير، وفي هذه الحالة فيعتقد أن فالفيردي، سيعيد ماسكيرانو إلى وسط الملعب، الأمر الذي سيظهر الحاجة لضم مدافع جديد. ويعد إينيجو مارتينيز (ريال سوسييداد)، الخيار الأمثل في هذه الحالة، خاصة وأنه كان محط أنظار البارسا من قبل، وربما يكون الصفقة المقبلة إذا كان أبناء كتالونيا على استعداد لدفع 32 مليون يورو، قيمة الشرط الجزائي في عقده. ولا تواجه برشلونة حاليا أي عقبات مالية، فرحيل نيمار إلى فرنسا، أدخل خزينته 222 مليون يورو، واستثمار هذا المبلغ بحرفية، سيكون بداية الطريق نحو بناء مشروع رابح آخر. وبعد إسقاط ماركو فيراتي، من الحسابات، يبدو باريس سان جيرمان، متصلبا جدا في هذا الصدد، ورفض حتى التفاوض حول انتقاله، وصعوبة الحصول على عثمان ديمبلي، يتجه النادي جديا لفيليبي كوتينيو (ليفربول) أو كيليان مبابي (موناكو) أو جان مايكل سيري (نيس). ولن تكون مشكلة برشلونة في تعويض نيمار هي الأموال، ولكن في رفض الأندية الأخرى بيع لاعبيها، وهو ما يأمل الفريق الكتالوني في التغلب عليه في الفترة المقبلة.