هيبة الدولة تتجلى في ما يتمتع به ملكها أو أميرها أورئيسها من ثقل وهيبة على المستوى المحلي أو الإقليمي أوالدولي ..! فلا تجده يتهافت على الاخرين من جانب واحد حتى يصبح وزنه خفيفاً في مستويات من يستقبلوه عند مواني الوصول ..وظله ثقيلاً أثناء مدة بقائه كضيف .. ويتنفس مضيفوه الصعداءويكسرون ( القلة ) في إثر مغادرته لديارهم والعكس عن كل ذلك هوالصحيح ! فمنذ إندلاع أزمة دول الجوارمع دولة قطر أوحتى قبلها كم عدد المسئؤلين الخليجيين الذين زارو السودان وعلى أدنى مستوى في السلك الحكومي والدبلوماسي مقارنة مع المرات العديدة التي سافر اليهم رئيس السودان شخصياً... فالمقارنةهنا طبعاً مفقودة المعطيات وذلك ما يجيب على السؤال المحير بكل بساطة ! بالأمس سافر المشير الى المملكة المغربية الشقيقة والإعلان الرسمي لسبب الرحلة ..يقول انها خاصة ..على ذات سياق الإستجمام الملوكي المعتاد لحكام الدول الثرية وهم الذين يملكون القصور و الفلل و العِذب و الشواطيء المغلقة لأسرهم ! وعادة ما يذهب اولئك الملوك والأمراء أو ما دون ذلك للإستجمام بعد جهد بذلوه في مؤتمر قمة مثلاً كالذي نظمته المملكة العربية السعودية للرئيس الأمريكي الجديدترامب ومجموعة الدول الإسلامية وما تلاه من استقبالات و مداولات عقب اندلاع الأزمة اياها ..وهوما استدعى أن يخلد الى الراحة في أجواء المغرب المنعشة رجل في سن وصحة وثراء الملك السعودي وقد أودع سلطاته في ايدي ولي عهده ثم غادر الى إجازته في أملاكه هناك على أرض مليك شقيق ! الرئيس البشيركل كل جهده الداخلي يتمثل في افتتاح راقص فوق جسرمتهالك أوزيارة مطرب مريض أوتاجر عمله يجترمعه ذكريات بيعه لدولارات غربته السابقة لدولارات رحلاته الرئاسية اللاحقة ! وهو يغادر بلداً تتأكل جنبات أرضها جراء السيول ويتساقط مواطنوها كالفئران نتيجة صعقات الكهرباء أو يدفنون تحت أنقاض ما كانوا يعتبرونه مجازا كموئل.. وعملة البلاد تلعق أحذية الدولار بأن يكف عن دوسها وسحقها والمعاليا والرزيقات يتبارون في عدد الرؤوس التي يجزونها في سجالهم الدامي المتجدد الذي ترعاه سلطته بالفرجةإن لم يكن بتولي صب الزيت على ناره! فما الذي يجعله يلحق بالملك الذي ترك له كل قصور الرياضوجدة هربا من كثرة طلاته التسولية ! هل بقصد التشبه بالأثرياء في هذا الداب وهوالذي يدعي مراراً انه عاجزعن العيش الكريم لضآلة راتبه وقلة دخل مزرعته ! أم أن المسالة هي دعوة ملكية له ولأسرته وبالتالي تكون ثمرتها قصر ملوكي مهجور يهديه خادم الحرمين .. لهادم الوطنيين شمال وجنوب ..يكون ذخراً لمقبل ايامه إذا ما افلت من قبضة الجنائية بترتيب من المملكة العربية السعودية وإن هولبى كل مطلوبات بيع الكفيل القطري الإخواني ونقل كفالته بالكامل على محور الرياضابوظبي ..وقد يكون هذا هوسبب الإستدعاء للتفاهم خارج حدود بلد المقدسات التي ربما لاتحتمل المزيدمن التملق والصفقات المشبوهة .. ففضل الطرف المُستدعي أن يأنيه المكفول المُستدعى ..في أرض محايدة شيمتها الذرائعية السياحية التي تبيح من الإتفاقات والعطايا ما تحرمه ظاهرياً أرض الحرمين ! [email protected]