أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس حالة الكارثة الكبرى في ولايتي نيويورك ونورث كارولاينا وأمر بتقديم مساعدات فيدرالية للمناطق التي تأثرت بالإعصار «ايرين». وذكر البيت الأبيض في بيانين منفصلين ان أوباما وقع إعلان الكارثة الكبرى في الولايتين وأمر بتحويل مساعدات فيدرالية إليهما وبذل جهود إغاثة محلية في المناطق التي تأثرت بالعاصفة. وقتل الإعصار ايرين نحو 40 شخصا في 11 ولاية وتسبب في أضرار بقيمة حوالي 7 مليارات دولار وأقفلت مدينة نيويورك. في السياق نفسه اثارت عضو الكونغرس الاميركي ميشيل باكمان التي تتنافس للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ضجة باعلانها أمام حشد من المؤيدين في ولاية فلوريدا ان الاعصار آيرين الذي اسفر عن مقتل اكثر من 40 شخصا، وترك ملايين الاميركيين بلا كهرباء، كان طريقة الرب في افهام السياسيين الاميركيين بأن من الضروري خفض الانفاق ومعالجة العجز في الميزانية. وقالت باكمان خلال فعالية انتخابية في ولاية فلوريدا: لا أدري كم يتعين ان يفعله الله للفت انتباه السياسيين، اذ اننا تعرضنا الى زلزال أرضي وتعرضنا الى اعصار، فقال «هل ستبدأون الاستماع الي؟». واطلقت باكمان تصريحات مماثلة في فعالية أخرى خلال زيارتها فلوريدا مثيرة بعض الضحكات بين جمهور الحاضرين، ولكن حين بدأت تعليقاتها تلفت الانتباه وتثير الانتقادات سارعت الى التحرك للحد من الاضرار وأكدت انها كانت تمزح حين قالت ان الاعصار والزلزال الارضي كانا تحذيرا من الله لواشنطن. وقالت باكمان في مدينة ميامي انها قالت ما قالته من باب الفكاهة ومن غير المعقول ان يؤخذ بمعنى آخر، واضافت «أنا شخص يحب النكتة ولدي حس فكاهة كبير». وكان العديد من تصريحات باكمان وضعت تحت المجهر منذ اصبحت السياسية المفضلة لدى حزب الشاي مندفعة الى صدارة المتنافسين على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري لمواجهة الرئيس اوباما في انتخابات 2008. وخلال حملة باكمان في يونيو اعلنت ان الممثل الاميركي الشهير جون واين ينحدر من مدينة ووترلو مسقط رأسها في ولاية آيوا لكنه في الواقع من مواليد مدينة تبعد اكثر من 240 كيلومترا عن المكان الذي ذكرته. كما تعرضت لوابل من الاسئلة بشأن تصريحها الذي قالت فيه ان على الزوجة ان تخضع لمشيئة زوجها، وفي كلمة القتها مؤخرا خلطت بين تاريخ ميلاد المغني الفيس بريسلي وتاريخ وفاته. ونقلت صحيفة الغارديان عن الخبير الجمهوري في الحملات الانتخابية مات ماكوياك ان تصريح باكمان حول الاعصار آيرين يعكس مأزقا تعيشه عضو الكونغرس من ولاية مينسوتا بين اتخاذ موقف يميني لاستعادة مواقعها في مواجهة المرشح الآخر ريك بيري حاكم ولاية تكساس ولكنها حين تفعل ذلك تثير تساؤلات عما اذا كانت لديها فرص حقيقية للفوز. وتتمتع باكمان بشعبية واسعة بين انصار حزب الشاي والمحافظين الاجتماعيين الدينيين، وفازت في استطلاع مهم في ولاية آيوا في وقت سابق من هذا الشهر ولكن الاستطلاعات التالية اظهرت تراجعها وراء بيري والمرشح المعتدل ميت رومني. وفي استطلاع اجرته شبكة سي ان ان يوم الاثنين جاءت باكمان بالمرتبة الرابعة بين الجمهوريين بنسبة 9% متخلفة وراء حاكمة الاسكا السابقة سارة بيلين التي لم تعلن ترشيحها اصلا. من جهة اخرى أفادت وسائل إعلام أميركية الثلاثاء بأن محصلة القتلى في الإعصار الحالي الذي اجتاح الساحل الشرقي لأميركا الشمالية تتجه نحو 40 شخصا وربما تتعدى هذا الرقم، ولايزال بعض الأفراد في عداد المفقودين. وبلغت المحصلة الرسمية للقتلى 36 شخصا، إلا أن وسائل إعلام مختلفة أوردت أرقاما تصل إلى 41 قتيلا، علاوة على ذلك، لايزال هناك أشخاص في عداد المفقودين في أعقاب الإعصار «ايرين» الذي ضرب بعضا من أكثر المناطق المأهولة بالسكان في الساحل الشرقي الأسبوع الماضي وحتى عطلة نهاية هذا الأسبوع. وذكر موقع «نيوز أوبزرفر» الإخباري امس الأربعاء أن الإعصار تسبب في تدمير أكثر من 1100 منزل في ولاية نورث كارواينا الأميركية، مخلفا دمارا بلغت تكلفته بما يقدر بأكثر من 70 مليون دولار وسط توقعات بزيادة حجم الخسائر المادية. ورغم أن الإعصار تراجعت قوته إلى عاصفة استوائية بعد وصوله إلى اليابسة ، لكنه لم يحدث أضرارا كبيرة كما كان يخشى منه أصلا، وتسببت الفيضانات العارمة أعقابه في وفيات وتعقيدات في أنحاء الولاياتالمتحدةوكندا. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما: «إننا نواصل التعامل مع آثار وفترة ما بعد اعصار ييرين»، وأضاف: «نحن نقوم بالتأكد من أن الناس يتلقون كافة الدعم الذي يحتاجونه وهم يبدأون في تقييم وإصلاح الدمار الذي خلفته العاصفة». ولايزال هناك شخصان في كندا في عداد المفقودين في إقليمكيبيك، ولم يعد رجل مسن (81 عاما) من جولة للسير قام بها يوم الأحد، كما أطاحت مياه الفيضان برجل خارج سيارته. وأفادت شبكة «سي إن إن» الأخبارية بأن معظم الوفيات الأميركية ناجمة عن الفيضانات أو سقوط الأشجار، لكنها أشارت إلى أن رجلا في ولاية ماساشوستس توفي بعد لمسه سطحا معدنيا متصل بكيبل كهرباء مكشوف. وفي ولاية نيويورك، ذكرت تقارير أن رجلا آخر توفي بعدما هرع لإنقاذ رجل آخر وابنه من كيبل كهرباء سقط في شارع تغمره مياه الفيضان. وشهدت ولاية فيرمونت بشمال شرق الولاياتالمتحدة أسوأ فيضانات خلال 84 سنة حسبما ذكرت شبكة «إيه بي سي» الإخبارية، وناشد حاكم الولاية بيتر شوملين «تقديم كل المساعدات الممكنة»، وحذر مسؤولون آخرون من أن الأنهار لم يرتفع منسوبها بعد في بعض المناطق، وأقامت الولايات ملاجئ لمئات الآلاف من العائلات. .. ومليارات الدولارات خسائر خلفها إعصار «إيرين» من جهة اخرى وفي وقت خلف فيه إعصار «إيرين» نحو 27 قتيلا، يقدر خبراء أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عنه بالنسبة للاقتصاد الأميركي، ستصل الى عشرات المليارات من الدولارات. ويرى خبراء أن الضرر الاقتصادي للإعصار يمكن أن يكون أسوأ بكثير، حيث يقول مات كارليتي، خبير التأمين ومحلل الأسهم: «إن الأضرار جسيمة، والخسائر قد تصل إلى عشرة مليارات دولار».ويمكن أن يسبب الإعصار ضررا بقيمة 7 مليارات دولار، وفقا لشركة تحليل تقدر آثار الكوارث الطبيعية على الاقتصاد، والتي قالت، إن الخسائر التي سوف يغطيها التأمين نحو 3 مليارات دولار فقط. وشكلت الفيضانات المدمرة والرياح الشديدة، واحدة من أكثر المخاطر وأكبر التهديدات للإعصار إيرين، الذي تراجعت حدته وتحول إلى عاصفة استوائية.وتتفاوت تقديرات الخسائر، إذ تقدر السلطات الأميركية تكاليف الأضرار الناجمة عن الرياح العاتية التي ترافقت مع الإعصار بأكثر من مليار دولار، بينما انقطع التيار الكهربائي عن نحو 4 ملايين نسمة. وكانت الساعات الأولى لإعصار «إيرين»، الذي ضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة وتوجه إلى كندا، قد سجلت مقتل 12 شخصا وحصول أضرار فادحة بالممتلكات وانقطاع واسع في الكهرباء وشبكات النقل. وتم الإبلاغ عن انقطاع في الكهرباء بأكثر من مليون منزل، واستمرت الدعوات للسكان غير القادرين على حماية أنفسهم بضرورة مغادرة المنطقة، وذلك رغم تراجع حدة الإعصار الذي بات مصنفا ضمن النطاق الأول، مع سرعة رياح قد تتجاوز 135 كيلومترا في الساعة. ورغم هذه الخسائر، إلا أن الأدميرال ويليام لي، المكلف من قبل قوات خفر السواحل الأميركية بمراقبة الإعصار من الجو، رجح وجود خوف مبالغ فيه من مخاطر «أيرين»، مضيفا أن الأضرار أقل بكثير من أعاصير أخرى، مثل «فردريك» و«أندرو».