أدانت معظم القوي السياسية المعارضة اندلاع الحرب بالنيل الأزرق ، وحملت المؤتمر الوطني مسؤولية ما حدث ، وجاء في بيان للمكتب السياسي للحزب الشيوعي إن الاحتياج ماثل وعاجل للوصول لقواسم مشتركة وتفاهمات لوقف الحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق وانجاز المشورة الشعبية بهما ، وإيجاد صيغة مناسبة لتسريح قوات قطاع الشمال على ضوء نيفاشا والبروتوكول ، وللتعامل مع الحركة الشعبية كتنظيم سياسي في السودان الشمالي. مضيفاً لقد أظهرت الأزمة في النيل الأزرق ، بعد جنوب كردفان ، عجز الحكومة عن إدارة البلاد ، وفي مثل هذه الظروف والأحوال حق للشعب السوداني أن يتساءل: إلى أين نحن مساقون؟ في ظل حكومة المؤتمر الوطني مطالباً بوقف الحرب في النيل الأزرق وجنوب كردفان اليوم قبل الغد . من جهتها قالت الحركة الشعبية في بيان صادر عنها إن المؤتمر الوطني سيدفع نتائج هذا العدوان السافر والاعتداء على المواطنين والجيش الشعبي ومنزل الحاكم المنتخب لولاية النيل الأزرق. مؤكدة انكشاف مغزى ومعني الإعلان المخادع لوقف إطلاق النار في جنوب كردفان بغرض تمهيد المسرح السياسي والعسكري لشن العدوان بالنيل الأزرق ، كما أدان حزب الأمة القومي وبأقوى العبارات اندلاع الحرب في النيل الأزرق والمناطق الأخرى وأكد أن الحرب لن تحل المشاكل بل تعقدها مشيراً إلي أن الحلول الجزئية لن تجدي في حل المشاكل والمطلوب هو حل قومي شامل لكل القضايا. من جهة أخري أكد السفير برنستون ليمان المبعوث الأميركي للسودان أن استتباب الأمن بين السودان وجنوب السودان “لمصلحة الجميع". وقال في تصريح له عقب لقائه أمس مع محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصري في القاهرة، إنه تم بحث الموقف في السودان الذي يعد حساسًا للغاية بسبب المناوشات القتالية الدائرة حاليًا بين الشمال والجنوب. مضيفاً إن الوضع في منتهى الخطورة، وكلنا نشعر بالقلق ونرغب في إجراء محادثات سياسية بين الجانبين بأسرع وقت ممكن . تعليق سياسي: العودة للمربع الأول إبراهيم ميرغني هاهي الحرب تندلع بعد أن اندلعت في أبيي وجنوب كردفان من قبل . وبغض النظر عن الاتهامات المتبادلة بين الحركة الشعبية قطاع الشمال والمؤتمر الوطني حول كيفية اندلاع الاشتباكات . ومن البادئ بالقتال فان الأزمة في تلك الولاية كانت قد بلغت القمة جراء رفض المؤتمر الوطني سماع صوت الحكمة والعقل الذي انطلق من معظم القوي السياسية الوطنية والديمقراطية. لقد حذر هؤلاء أكثر من مرة من مغبة أن تظل استحقاقات نيفاشا المعلقة عرضة للابتزاز أو أن تكون ثمناً للمساومة مع دولة جنوب السودان فيما يتعلق بالنفط أو التبادل الاقتصادي. وإذ رفضت الحكومة كل ما من شأنه تطبيع الأوضاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، فإنها علي مستوى المركز والشأن السياسي تعد العدة لجمهوريتها الثانية. أو قل شموليتها الممتدة فكان لابد أن يحدث ما حدث ليزداد جرح البلد عمقاً. متى تفهم القلة المتنفذه بالحديد والنار أن العنف والبندقية لا يحلان القضايا السياسية ، وأن الحرب تقضي علي طرفيها . وان معظم مشاكل السودان الراهنة هي تداعيات الحرب الأهلية الطويلة التي امتدت في بلادنا لأكثر من نصف قرن. لترتفع أصوات السلام والحرية عالية ولتتشكل جبهة واسعة من أجل غل يد تجار الحروب ومن أجل استعادة الديمقراطية كيما يمكن أن يستعاد النسيج الاجتماعي علي الأقل فيما تبقي من السودان القديم . إما هذا..وإما حرب لن تقف عند حدود الدمازين والروصيرص أو كاد وقلي وكاودا... تزايد أعداد النازحين من الدمازين سنجة : سيف جديد تدفق الآلاف من مواطني ولاية النيل الأزرق من مدينتي الدمازين و الرصيرص شمالاً إلى مدينة سنجة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلي المناطق الجنوبيةالغربية للولاية ، جراء الاشتباكات المسلحة التي وقعت في المدينة بين الجيش الحكومي وقوات الجيش الشعبي ليلة الجمعة الماضية. وقال شهود عيان من سنجة ل(الميدان) أن مئات الأسر والأفراد وصلوا إلى مناطق ود النيل وأم بليل وسنجة مستغلين السيارات والدراجات النارية والعربات التجارية ، وأضافوا أن أعداداً كبيرة منهم تم استقبالهم في المدارس ومنازل المواطنين ، بالإضافة إلى عدد آخر عبر الولاية إلى مدني ومدينة ربلو في النيل الأبيض ، وأكدوا استمرار تدفق النازحين بصورة كبيرة ليوم أمس ، وأشاروا إلى تأثر الوضع الغذائي بالمدينة بازدياد أعداد النازحين ، حيث ارتفعت أسعار بعض المواد الغذائية مع انعدام البعض الآخر . وحذر عدد من المواطنين من تدهور الأوضاع الإنسانية بالمنطقة في حالة عدم تدخل السلطات المختصة لتوفير الغذاء والخدمات للنازحين خاصة مع استمرار هطول أمطار عنيفة.