برلين - لا يمكن إعتبار منطقة مارتسان في الجزء الشرقي من برلين ملحمة شعرية يتجلي فيها روعة وجمال المساحات الخضراء بمعني الكلمة كما أنها لا تحتل مكانة بارزة بين المقاصد السياحية في العاصمة الألمانية. ويتوقع الكثيرون الذين يرتادون هذا المكان أن يشاهدوا فقط مباني سكنية شاهقة سابقة التجهيز وباهتة اللون – كأحد معالم فنون العمارة في الحقبة الشيوعية. ومع ذلك فإن واحة مارتسان الخضراء التي يطلق عليها الشعراء في دواوينهم اسم "حدائق العالم " تتفرد بماتحويه من تنوع بهيج من ثقافات البستنة من مختلف بلدان ومدن العالم علي مساحة تبلغ 21 هكتارا . وتتاح لهؤلاء الذين يمضون فترة ما بعد الظهر – أو من الأفضل اليوم بأكمله - فرصة التجوال عبر مناطق الحدائق المختلفة التي تمثل نماذج لحدائق عدد من البلدان والمدن العالمية بدءا من بالي بإندونيسيا إلى اليابان، ومن كوريا حتى إيطاليا، وحدائق الديانات المختلفة. ويمكن للزائرين في الوقت نفسه نشر البساط الخاص بالرحلات علي الارض أو وضع مقعد حديقة في أحد المروج للاستراحة قليلا أو الاستمتاع بحمام شمسي. وتعد "الحديقة المسيحية" أحدث الحدائق المضافة حديثا والمفتتحة في شهر نيسان/أبريل الماضي. وللحديقة ممشى بطول 100 متر يشبه الأديرة ويؤدي إلى فناء داخلي. ولا ينصح بالمشي بسرعة عبر هذا الفناء وما يجعله مميزا هو أن جدران الممشى وسقفه مصنوعة من الألومنيوم ومزينة بنقوش من الذهب وتحتوي على نصوص من الكتاب المقدس وأخرى لفلاسفة وشعراء مطبوعة بأحرف كبيرة. وصنع الجدار من كلمات تحيط بالممشى من كل الجوانب. وتتمتع الحديقة الشرقية بجمال مميز من خلال زهورها والزنابق والنخيل وأشجار الدفلى وأشجار الرمان والتوت. وتشبه عمارة الحديقة بصورة كبيرة الرياض المغربية والمساجد المزينة بمهارة فائقة. وما يجعلها مميزة هو الاستخدام الكبير للمياه – بالإضافة إلى عدد كبير من الينابيع الفردية هناك وتدفق المياه علي شكل أقواس كاملة فوق حوض كبيرة أرضيته مغطاة بالبلاط المزخرف. وتحمل هذه الحديقة الجذابة اسم "حديقة الينابيع الأربعة" وهو اسم ملائم تماما لها. وهناك الحديقة الكورية وهي هدية من مدينة سول. وفي أحد الأجنحة يمكن للزائر النظر إلى منظر الآثار الكورية – بالمنحدرات والمياه وبراعم الخيزران وأشجار الصنوبر. ويوجد تمثال خشبي كبير يطلق عليه "تسانج سونج" والذي يذكر بنظام المعتقدات الشامانية في الحضارة الكورية القديمة.