عادة غريبة ودخيلة على المجتمع والشارع السوداني الذي عهد الفتاة بإستحيائها إنها ظاهرة الفتيات اللائي يغنين بصوت عالٍ مع ال (MB3) أوالجوال في الشارع العام، فهل اندثر الحياء؟ أم هو أسلوب جديد انتهجته حواء لتتحاشى به معاكسات آدم؟ «الرأي العام» أجرت استطلاعاً اجتماعياً بين المواطنين كانت حصيلته:- (ليلى) طالبة جامعية قالت: كل يوم أخرج من المنزل متجهة الى الجامعة وأنا أضع سماعات ال (MB3) في أذني وأغني بصوت قد يكون عالٍياً لأنني لا أشعر بأن صوتي مرتفع وذلك هرباً من المعاكسات التي أسمعها من الشباب والرجال المتقدمين في العمر عند سيري في الشارع، فهم يقومون بإطلاق كلمات جارحة للحياء. فيما ذهبت (أم محمد) إلى أن هذا الأسلوب هو عدم حياء وعلى الفتاة احترام الشارع ومن فيه حتى تلاقي احترام الجميع وعدم لفت الأنظار إليها والتزامها بالأخلاق أثناء سيرها مما يدل على التربية والنشأة التي قامت عليها، لذلك عليها عدم رفع صوتها سواء أكان (بالونسة) أو الضحك لأن صوت المرأة (عورة) وفتيات (الزمن ده) أصبحن جريئات جداً بفعل الفضائيات والانترنت فقد كسرت حياء الأنثى. وترى (هالة) موظفة بإحدى الشركات أن الظاهرة حالة مرضية وغير جميلة وقد تكون تعبيراً عن شئ معين بداخل الشخص قد تخرجه مثلاً من (الزهج) والملل أو هواية وهذا يرجع الى طبيعة الشخص وبالتأكيد لها تأثير نفسي وأيضاً تقلل من استحياء الأنثى إضافة الى أنه ليس لها أي معنى سوى أن الفتاة تحب أن تعبر بالقول (شوفوني) وهي منتشرة بين الشابات خاصة الجامعيات وقد تؤدي الى الإعتقاد غير الجميل بحق الفتاة بالذات (فالناس عليها بالظاهر) لذلك لابد للفتيات الحد منها وإذا كان لابد منها فيمكن أن تكون السماعات (مخفية) وراء الطرحة وعدم ترديد الأغاني بصوت مرتفع في الشارع. (عبد المنعم) ضابط بالمرور قال إن هذه الظاهرة تعني أن البنت غير محترمة وتود جذب انتباه الآخرين لها، وأضاف: إنها خطر على الفتاة أثناء سيرها في الشارع فهي عندما تضع السماعات على أذنيها لا تسمع أصوات العربات وتشغل انتباه السائقين لأنهم يظلون يطلقون «البوري» ولكنها لا تسمع، ونحن نلاحظ هذه الظاهرة في تزايد مستمر وقد تسببت في كثير من الحوادث المرورية مثلاً قبل فترة وجيزة تعرضت طالبة بجامعة النيلين لحادث أثناء سيرها في الشارع فقد كانت تضع السماعات وتسمع الأغاني بصوت مرتفع مما أدى إلى اصطدامها «بلوري» وفقدت حياتها في نفس اللحظة، لذلك فالموضوع خطير جداً لأن الشباب وهم يضعون الاستريو أو ال «MB3» على آذانهم لا يسمعون أو ينصتون لصوت «البوري» نعاني من هذه الظاهرة لانها تتسبب بتعطيل الحركة المرورية ونقوم دوماً بنصح وارشاد الكثيرين ولكن لا حياة لمن تنادي. الباحثة الاجتماعية (أماني عبد الرحمن) قالت: إن هذا الإسلوب هو تعبير عادي بالنسبة للشباب من الجنسين فأغلب هؤلاء هم من المراهقين لذلك نجدهم يخترعون أشياء جديدة يريدون بها الخروج عن القوقعة المألوفة للمجتمع السوداني الذي يصفه هؤلاء الشباب بالمعقد والأنطوائي ذلك لأن الشارع السوداني لا يقبل التغييرات والتطورات التي تحصل في العالم لأنها لا تتماشى مع أخلاق وقيم مجتمعنا، فسماع الأغاني بصوت مرتفع وترديد الشباب لها ظاهرة عالمية أي موجودة في أغلب البلاد والسودان واحد منها، فالشباب يرون ويقلدون بعضهم في كل دول العالم فالظواهر تنتقل من بلد الى آخر بفضل التطور الذي طرأ على العالم والتكنولوجيا الحديثة التي جعلت العالم مفتوحاً على بعضه، اما مجتمعنا فيعتبر ان هذه الظاهرة الوافدة اليه من الخارج غريبة وغير مقبولة بالأخص إذا كانت متمثلة في الفتيات إضافة إلى أن الكثير منهن يهربن بها من المعاكسات باللجوء «إلى دنيا الأغاني بواسطة السماعات. الخرطوم: دار السلام علي