وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)    ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك        أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشارو الرئيس عبء على ميزانية الدولة ولا أخشى أن يطالني التقليص..الصادق الهادي المهدي : هذه هي أسباب الصراع داخل بيت المهدي الكبير.. مستعدون لتقديم كافة التنازلات لأجل وحدة حزب الأمة بعد تحقيق هذه الشروط
نشر في الراكوبة يوم 15 - 09 - 2011

د.الصادق : هذه هي أسباب الصراع داخل بيت المهدي الكبير
حين طرحنا مبادرة الإصلاح داخل الحزب كان مبارك ضدها
حاوره:رئيس التحرير - شوقي عبد العظيم
مستشار رئيس الجمهورية رئيس حزب الأمة القيادة الجماعية د. الصادق الهادي المهدي :
مستعدون لتقديم كافة التنازلات لأجل وحدة حزب الأمة بعد تحقيق هذه الشروط
مسألة إمامة الأنصار قضية معقدة وحلها عند هؤلاء
نعم أنا ابن آخر إمام مجمع عليه ولكن ...
مبارك الفاضل المهدي سيحاكمه التاريخ على ما فعله
مستشارو الرئيس عبء على ميزانية الدولة ولا أخشى أن يطالني التقليص
المستشارون من خارج الوطني ليسوا مهمشين ولكن ..!
ما حدث في النيل الأزرق خيانة وغدر وتآمر
في داره المطلة على النيل من ناحية أمدرمان ( ولعله أول بيت على مجرى النيل الرئيسي فى مساره الطويل الى الشمال) استقبلنا الدكتور الصادق الهادي المهدي بهدوئه المعهود .. لم نكن فى حاجة لكبير جهد لينساب الحوار سلسا بيننا رغم المطبات الكثيرة التي اعتورت مسار الحوار مثل قضية الإمامة وتعقيداتها، ودور آل المهدي في خلافات حزب الأمة ثم حكاية (كترة) المستشارين وفاجأنا الرجل باعترافه الجريء حول الموضوع فإلى تفاصيل الحوار.
هنالك من يرى أن آل المهدي دائما هم سبب في الصراع داخل حزب الأمة ..كيف ترى ذلك ؟
الخلافات داخل حزب الأمة وبالعودة للتاريخ الحديث نجد ثلاثة خلافات رئيسية: الخلاف الأول كان صنيعة الانجليز قبل الاستقلال ولخوف المستعمر من توجه حزب الأمة، فرض على زعماء القبائل والعشائر الموالية لحزب الأمة تكوين حزب سياسي أسموه الحزب الجمهوري الاشتراكي، وهؤلاء توجهوا سراً للإمام عبد الرحمن وأطلعوه على طلب الانجليز، فقال لهم كونوا الحزب حتى تحافظوا على مواقعكم وزعامتكم لأهل السودان، والخلاف الثاني أيضا كان وراءه المستعمر التركي في ذلك الوقت، إلا أنه نشط هذه المرة وسط أبناء الخلفاء في الثورة المهدية، ودفعهم لتكوين حزب لإضعاف حزب الأمة يساند الحزب الاتحادي، وينادي بوحدة وادي النيل، وكونوا حزب التحرر الوطني، وفي أول انتخابات نيابية تلاشى، الخلاف الثالث كان داخل البيت وداخل الكيان الأنصاري، وقاده السيد الصادق الصديق المهدي ضد الإمام الهادي، وكان خلافا مؤلماً وهو أول خلاف بين قيادات من آل المهدي، ومن داخل كيان الأنصار والحزب، وحجة الصادق في ذلك الخلاف مطالبته بالنهج الديمقراطي ورفضه للأبوية والجمع بين الزعامة السياسية والإمامة الدينية، ولا لحكم بالوكالة ونعم بالحكم بالأصالة، في إشارة إلى أن محمد أحمد محجوب ليس أصيلاً، وفي هذه النقطة بالتحديد يجب أن أقول إن المحجوب لم يكن غريبا على كيان الأنصار وحزب الأمة، والإمام الهادي انتهج طريق أبيه وأخيه اللذين سعيا لجمع جميع أبناء السودان تحت راية حزب الأمة، ومن قبل كان هناك الشنقيطي وعبد الله خليل بك، والمحجوب المهندس والسياسي والأديب والقانوني وشارك في رفع علم الاستقلال مع الأزهري وهو حفيد أمير المهدية عبد الحليم مساعد، وهذا يرد حجة من يقول إنه حكم بالوكالة، وهذا الصراع تجاوز أثره حزب الأمة إلى المشهد السياسي في السودان، ونتج عنه انقلاب مايو، والخلافات داخل حزب الأمة في الوقت الحالي في تقديري ناتجة عن تجارب حزب الأمة في الماضي والتجربة الأخيرة في الديمقراطية الثالثة، وضياعها ببساطة بعد أن كلفت الوطن شهداء ودماء وسجون وتضحيات خلق سخطاً عند الناس والمطالبة بإصلاح، وراية الإصلاح لم ترفع في مؤتمر سوبا الاستثنائي الذي انعقد في 2002 لحركة الإصلاح والتجديد، ولكن حركة الإصلاح بدأت بعد ذهاب الديمقراطية الثالثة بيد العسكر في 30 يونيو مباشرة، وكنا نبشر بالإصلاح في خارج السودان وداخله، والتداعيات التي حدثت بعد عودة السيد الصادق من الخارج بعد (تهتدون) ويمكن أن نقول إن فترة المعارضة من الخارج أيضا صاحبها تردد واضح وربكة في القرار السياسي، الدخول في التجمع الوطني الديمقراطي واتهام الحركة الشعبية بالعمالة والأجندة الخارجية، وبعدها تم لقاء بين الصادق ورئيس الجمهورية في جيبوتي، وبموجبه تم التوقيع على نداء الوطن، وبعد كل ذلك اتجه مجموعة إلى المعارضة والمطالبة بإسقاط النظام مما أحدث ربكة وخرج تيار آخر مطالب بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في جبوتي، وطالب بالمشاركة لأن جيبوتي كانت فيها بنود غير معلنة من بينها المشاركة وتخصيص مقاعد لحزب الأمة في الحكومة، ومن هنا خرج تيار الإصلاح والتجديد بقيادة السيد مبارك الفاضل المهدي و هو خلاف آخر داخل البيت والكيان والحزب، ومن هذه الخلفية التاريخية للصراع داخل الحزب آل المهدي ليس وحدهم في ذلك،
ولكن هذا لا ينفي أن القيادات من آل المهدي دائما في قيادة فريقي الخلاف..
آل المهدي أسرة لا تضم أبناء وأحفاد الإمام المهدي وحدهم بل تضم أبناء الخلفاء والأمراء وبينهم مصاهرة في ما بينهم، وهي أسرة كبيرة جدا وبمثابة قبيلة، ومن الطبيعي أن تكون هنالك خلافات في الرأي بين قياداتها والمهتمين بالعمل العام من أبناء هذه القبيلة عددهم قليل مقارنة بحجمها، ووجود قيادات منها في هذا التيار أو ذاك ليس بأمر مستبعد، وقد يكون الشخص الذي ينتمي لآل المهدي له وضع خاص وبصححوا ليهو من 50 % ، ويتمتع ب( credit) لأنه يحمل اسم المهدي؛ لما لهذا الاسم من وضعية خاصة في قلوب أهل السودان بصفة عامة، وقلوب الأنصار بصفة خاصة.
في حديثك قلت أن الخلاف بين القيادات من بيت المهدي أمر طبيعي وعادي ..ونحن نرى أن هذه الخلافات تفرز أحزابا بالكامل من ما يؤكد أنها خلافات عميقة وكبيرة والآن هنالك خمسة أحزاب أمة!؟
الأمر ليس بهذه الطريقة، وبالعودة بالتسلسل الطبيعي للخلاف الأخير نجد أن الأحزاب الخمسة التي ذكرتها؛ انبثقت من الإصلاح والتجديد وهو أساس الخلاف، وجميعها كانت بقيادة السيد مبارك الفاضل، وعندما نقض الاتفاق وقرر العودة إلى المربع الأول، مربع المعارضة، ولا أود الخوض في التفاصيل، إلا أنه أيضا نقض قرار مؤتمر عام بالمشاركة، عندها انقسم الناس لتيارين تيار مع موقف مبارك، وتيار رافض لموقفه، وفي اجتماع عاصف لم تتفق قيادة الإصلاح على موقف، وكان السؤال من يقود التيار الرافض لموقف مبارك، وكان هنالك المهندس عبد الله مسار وأحمد عقيل وغيرهم، في الحقيقة أنا بالذات رفضت قيادة التيار إلا أنهم أصروا على أن أقود هذا التيار لما اسم المهدي من قبول، وفي الحقيقة لم أكن رأس رمح في ذلك التيار رغم أني اتفق معهم في الرأي بأن فض الشراكة عملية غير موفقة سياسيا، المجموعة الأخرى خرجت مع السيد مبارك، إلا أنها تراجعت لاحقا وخرجت عن مبارك وأسسوا حزب الأمة بقياد الزهاوي ابراهيم مالك، وهنالك مجموعة خرجت من الحكومة قبل خروج مبارك، وهي مجموعة بقيادة أحمد بابكر نهار وشكلوا حزب الأمة الفدرالي، وقيادات آل المهدي كانوا على رأس ثلاثة أحزاب من مجموع الستة أحزاب بإضافة الأمة القومي، والثلاثة الأخرى لا صلة لقيادتها بآل المهدي، لذلك هذه المسألة مناصفة
هل تريد أن تبرئ القيادات من آل المهدي من الخلافات التي تعرض لها الحزب والكيان؟
لا ، ما أريد توضيحه أن وجود أحد أفراد أسرة المهدي على رأس تيار، يضيف إليه بعداً مختلفا لما لهذا الاسم من قبول، كما ذكرت، لذلك هذا الانطباع بأن الخلاف كأنما خلاف داخل الأسرة الواحدة
من وجهة نظر كثيرين، الصراع داخل آل المهدي صراع حول الزعامة فما هي أسباب الصراع الحقيقية من وجهة نظرك؟
الأمر ليس بهذه البساطة، قد يكون الصراع حول المجد، ولكن لا يمكن أن يكون موقفي مثلا بسبب أني ابن الإمام الهادي لذلك أطالب بالقيادة والزعامة، وكنت حتى 2002 في مركب واحد مع السيد الصادق المهدي..والإمام استشهد منذ 1970، ووقتها كنا نرجوا الكثير من هذا الحزب ليقدم حلولا لمشاكل السودان الكبير، ولجماهير الحزب في مختلف مناطق البلد وخيبة الأمل دفعت الناس للبحث عن بدائل؛
لذلك يجب أن يعاد النظر في جميع هذه الخلافات لصالح الكيان والحزب
ما هي الفرص الممكنة لجمع المنشقين في حزب واحد وكيان قوي موحد ومؤثر في الشأن السوداني ؟
ممكن، والفرص موجودة والخلاف أساسا حول الرؤى السياسية والوسائل التنظيمية في داخل حزب الأمة القومي، ولو اتفق الناس حول الرؤى السياسية من خلالها ستحل كثير من القضايا، وفي ما يتعلق بالوسائل قد نتفق في الأهداف مثلا، ولكن نختلف في الوسيلة والأجندة الوطنية التي طرحها الأمة القومي لا تختلف عن ما طرحناه في شكل برنامج وطني فهم مثلا قد يروا تحقيق الأجندة الوطنية عبر إسقاط النظام، ونحن نرى تحقيق البرنامج الوطني عبر الحوار أو التنازلات.
وما هي فرص الاتفاق على الرؤية السياسية والوسائل التنظيمية ؟
قبل الانتخابات شكلنا لجنتين من قبلنا، ومن قبل الأمة القومي، واختلفنا حول الرؤى السياسية والوسائل التنظيمية، ومن قبلنا قدمنا حلولا، والمشكلة أن لجنة الأمة القومي لم تكن تملك رؤية واضحة لتجاوز الخلاف حول النقطتين، وقالوا إنهم رفعوا الأمر لرئيس الحزب ليقدم حلا نهائيا أو قرارا حولهما
ما هي رؤيتكم لتجاوز هاتين النقطتين؟
قلنا إن البلد في مرحلة تحول ديمقراطي ومقبلة على انتخابات، وجميعنا ننطلق من منصة واحدة، وجماهيرنا مشتركة ومن المصلحة أن نخوض الانتخابات موحدين، ورؤيتنا في تلك المرحلة أن تصنيف معارض أو مشارك انتهى؛ لأن الانتخابات ستفرز واقعا جديدا، وما نطالب به بدأ فعليا يتحقق التحول الديمقراطي والسلام، لذلك فالوقت مناسب للاتفاق حول الأهداف، وفي ما يتعلق بالمشكلة التنظيمية أيضا قلنا لهم نحن مقبلون على انتخابات، ومن الضروري أن تكون هنالك لجنة انتخابات مشتركة للتنسيق، رغم ذلك لم يقدموا حلولا وكانت لجنة مشلولة فهي بلا تفويض، أما الخيار الثاني وهو أن نفعل كما فعل مبارك الفاضل بحل حزبه وعاد إلى حزب الأمة القومي، فكيف تخرج وتقود انشقاقا ثم تخرج عن الحكومة ثم تعود لحزب الأمة القومي مرة أخرى وأسباب خروجك لم تعالج، ودون أن تقدم أسبابا، وهذا موقف يسأل عنه على كل حال.
هذا يقود إلى سؤال: طالما كان الشخص الذي أخرجكم قد عاد فما هي مبررات عدم عودتكم للحزب؟
نحن لم نخرج مع شخص، بل خرجنا لفكرة، ومبارك كان له رأي مخالف في مسألة الإصلاح نفسها، وعندما انضم للإصلاح والتجديد قلنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم اللهم انصر الإسلام بأحد العمرين.
وبعدها كان له دور فاعل في الإصلاح
هل تعتقد أن مبارك صبأ ثم عاد؟
في الحقيقة مبارك يقدم مبررات لعودته بتلك الطريقة، ويتحدث عن موقف السودان وضرورة انقاذه، ونحترم هذه المبررات
هل يمكن أن تفعلوا كما فعل مبارك ..تحلوا حزبكم وتدخلوا في حزب الأمة القومي؟
نحن على استعداد لتقديم كافة التنازلات لصالح وحدة حزب الأمة، إذا كان هنالك اتفاق حول الرؤية السياسية والوسائل التنظيمية، وهنالك دعوة تتلخص في حل المشاكل عبر المؤتمر العام القادم للحزب، ورأينا أن اللجنة المعدة لهذا المؤتمر يجب أن تمثل فيها القوى التي دخلت حديثا – وحديثا تحتها خطين- حتى نضمن شفافية ونزاهة لضمان تحقيق التحول المنشود داخل الحزب، لذلك التنازلات يمكن أن تقدم في سبيل وحدة الحزب ووحدة السودان، ونحن في القيادة الجماعية أكثر حرصا ومناداة بالوحدة.
متى كان آخر لقاء بينكم وحزب الأمة القومي في شأن الوحدة؟
آخر لقاء رسمي كان قبل الانتخابات، ولكن هنالك لقاءات من بعض القيادات تتم في مناسبات مختلفة، وهذا الأمر مستمر وقبل يومين كان هنالك لقاء بهذا الشكل.
قبل أن نغادر محطة حزب الأمة من هو إمام الأنصار ؟
هذا سؤال صعب الإجابة عليه مباشرة، لأن هنالك إمامين للأنصار الصادق المهدي يقول إنه منتخب من اجتماع السقاي والسيد أحمد المهدي يقول إنه صاحب بيعة منذ استشهاد الإمام الهادي، وهو سبق الصادق إلى ذلك الأمر، حسم هذا الأمر بالرجوع لمعايير اختيار الإمام نفسه.
ما هي المعايير في رأيك وأنت ابن آخر إمام أجمع عليه الأنصار؟
المعايير التي وضعها الإمام المهدي تقول كل من تقلد بقلائد الدين، ومالت إليه قلوب المسلمين، إلا أن مرجعية اختيار الإمام في التاريخ بعد وفاة الإمام عبد الرحمن تولى الأمر ابنه الصديق لأنه الابن الأكبر، و الإمام الصديق في فراش الموت حدد مجلس إمامة مكون من السيد الهادي المهدي والسيد عبد الله الفاضل المهدي والسيد أحمد المهدي والسيد الصادق المهدي، وهذا المجلس بعد وفاة الإمام الصديق اجتمع قبل أن يوارى الجثمان الثرى واقتحم المجلس الناظر يوسف هباني والسيد أحمد كان خارج البلاد، وأول من تحدث السيد الفاضل المهدي، وقال أنا أولاكم بالإمامة بصفتي الأكبر، ولكن الإمامة انحصرت في أبناء الإمام عبد الرحمن لذلك أنسبكم السيد الهادي، واستشار الجميع ووافقوا وخرجوا وتمت البيعة، والسيد أحمد بعد أن عاد لم ينازع، وبعد وفاة الإمام الهادي المفاجئة لم يحسم أمر الإمامة والصادق لم ينازع فيها، والسيد أحمد المهدي مضى في بيعة له من مجموعات محدودة من الأنصار باعتبار أنه أكبر أبناء السيد عبد الرحمن الموجودين، بيعة الصادق في السقاي هي التي أظهرت أن الكيان برأسين، والأمر في نظري يحتاج إلى معالجة وتراضي بين السيد أحمد والسيد الصادق، وخاصة أنه من قبل عاب الجمع بين الزعامة الدينية والسياسية
وهذا الأمر يحسب عليه.
بصفتك مستشارا لرئيس الجمهورية هنالك حديث بأن المستشارين ما شغالين..ما رأيك في ذلك ؟
المستشارية أمر يختلف عن عمل الدواوين الحكومية أو الوزارات، وهنالك مستشارون لهم تكاليف واضحة ومحددة يطلبها رئيس الجمهورية من أحد مستشاريه، كملف دارفور والمستشار فيه د.غازي صلاح الدين العتباني، وبعضهم يكلفون بمهام في مدة زمنية محددة، والبعض - في حالات- يرى أن قضية ما تحتاج إلى أن يبدي فيها رأيا فيرفعها لرئيس الجمهورية متطوعا دون تكليف، ويمكن للرئيس أن يأخذ برأيه أو يتركه جانباً.
هل هنالك مستشارون فاعلون وآخرون عكس ذلك؟
الملفات قد تكون موزعة بطريقة غير متكافئة، وفي تقديري السبب في ذلك أن هنالك مستشارين من المؤتمر الوطني، ومن ناحية تنظيمية يجب أن ينشطوا في الملفات الحساسة التي تهم الحزب وهو حزب حاكم، وهو أمر مفهوم في السياسة، وأنا شخصيا كلفت ببعض المهام البسيطة هنا وهناك، وأديتها وأنا أديت قسم على ذلك، وكانت لنا رؤى حول بعض القضايا قدمتها للسيد رئيس الجمهورية من بينها قضية حلايب والتنمية والإقليم الأوسط كنموذج، وحاولت التدخل في قضية تتعلق بحركة العدل والمساواة جناح كردفان، وقدمت رؤية في ما يتعلق بالعمل الشبابي والطلابي والاتحاد الوطني للشباب السوداني، وضرورة توسعة المشاركة فيه لكل الشباب.
إلى أي مدى أخذ برأيك في هذه القضايا؟
قد لا يؤخذ برأيك في كافة الملف، وقد تؤخذ بعض النقاط فيه، وعلى سبيل المثال في قضية حلايب كانت لنا رؤية واضحة في أن تكون منطقة تكامل رغم أننا نؤمن بأنها سودانية، إلا أنها ظلت مؤشر العلاقات السودانية المصرية، ووضع حد لهذه المشكلة أن تصير منطقة تكامل، ومنطقة حرة وتنشأ فيها جامعة للتكامل، واقترحت أن تسمى حبايب، إلا أن النظام القائم وقتها هو نظام حسني مبارك لم يكن متحمسا
هل يمكن أن نفهم من ذلك أن هنالك مستشارين مهمشين من خارج الوطني؟
لا يمكن أن نقول مهمشين، ولكن إسناد الملفات وبالضرورة السياسية لا يمكن أن يكون متساويا، وحتى بين أعضاء المؤتمر الوطني أنفسهم، ومن الصعب أن نقول مهمشين أو هنالك تهميش متعمد
كان من المتوقع أن ينشط المستشار د. الصادق في ملف أزمة الأطباء بحكم تخصصه..؟
حقيقة لم أكلف بهذا الملف، إلا أنه أثناء إضراب الأطباء اتصل علي عدد من الزملاء وطلبوا مني التدخل وقد كان، اتصلت بالوزير المعني الأخ عبد الله تيه وتحدثت لرئيس الجمهورية.
هل تعتقد أن تجربة المستشارية مجدية أم فيها أعباء مالية على الدولة؟
تمثل أعباء مالية على الدولة أكثر من كون أنها مفيدة، ويجب تقليص عدد المستشارين بشكل كبير جدا، وفي تقديري هذا العدد الكبير سببه الترضيات السياسية في المرحلة السابقة، إلا أن الحكومة المقبلة يجب أن تكون حكومة رشيقة ذات مهام محددة، وفي تقديري عدد المستشارين يجب أن لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
ألا تخشى أن يطالك هذا التقليص ؟
العمل التنفيذي تكليف مزعج جدا، والمرحلة مرحلة دقيقة وحساسة؛ لذلك لا نرى أن مشاركتنا يجب أن تكون عبر مواقع تنفيذية مرتبطة بقسمة كيكة السلطة ويمكن أن نكون مشاركين عبر الرؤى والأهداف، وهذا يقود إلى ضرورة الالتفاف حول برنامج وطني لتنتفع به البلاد.
إلى أين وصل الحوار بينكم والمؤتمر الوطني حول المشاركة في الحكومة الجديدة؟
لا يوجد بيننا والمؤتمر الوطني حوار حول هذه القضية، ولكن نلتقي في اللقاءات الجامعة، ونوضح رؤيتنا السياسية بصورة واضحة، وطوال الفترة الماضية كنا نقول ونفعل ما يمليه علينا ضميرنا وتاريخنا الوطني الناصع. أمر التشكيل الوزاري والمشاركة لا تهمنا كثيرا.
ما هي نظرتكم لما يحدث في النيل الأزرق وجنوب كردفان؟
بالنسبة لنا أن هذا السيناريو واضح ومكشوف وليس بالأمر الجديد، وما يحدث من تداعيات اتفاقية نيفاشا التي انتهت نهايات مأساوية ومؤلمة، وهذه الاتفاقية رغم أنها أوقفت الحرب؛ إلا أنها اشتملت على ثغرات عديدة، وما يحدث في النيل الأزرق وجنوب كردفان جزء من مؤامرة تستهدف استقرار السودان ومستقبله، ويجب أن تتعامل الدولة مع أولئك المتآمرين بحزم وبقوة، ومن المهم أن يقدموا للمحاكمات لما قاموا به من جرائم.
في حال سلمنا بنظرية المؤامرة، ما هو الحل للوضع القائم الآن في تلك المناطق ؟
أعتقد أن الحل يجب أن يكون سياسيا وعسكريا في وقت واحد، هنالك متفلتون وخارجون عن القانون روعوا المواطنين الأبرياء وارتكبوا جرائم، وزعزعوا الأمن لا يمكن التساهل معهم، وآخرون من الحركة الشعبية ضد ما يفعله مالك عقار يمكن التوصل معهم لتفاهمات لضمان عدم حدوث ذلك في المستقبل، ومعالجة الوضع القائم بحسم مهم جدا، والنهاية المؤسفة لاتفاق نيفاشا تسببت فيها الحركة الشعبية
لكن المؤتمر الوطني طرف في هذه الاتفاقية ؟
هذا صحيح، قد يتحمل الوطني المسؤولية في قبوله ببعض البنود وغض الطرف عن أخرى، ولكن الحركة الشعبية تتحمل المسؤولية الأكبر في ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.