الخرطوم: الزين عثمان: طريق جديد تسعى للعبور من خلاله المعارضة في السودان او قوى جوبا والتي بدأت في حزم حقائب العودة الى عاصمة الجنوبجوبا في مسار يتعلق بالتصويت على الاستفتاء والسعي من اجل تحقيق الوحدة الوطنية، عودة ترتبط في مساراتها بما حدث سابقا ومن نفس تلك القوى التي كانت هناك قبل الانتخابات التي افرزت واقعا جديدا انفرد فيه الشريكان بالامر كله في البلاد بعد انتخابات ابريل الذي انتهى ويناير الذي ينتظر ان يفرز واقعا جديدا يتمنى الكثيرون ان يكون وحدة بالرغم من مجموع العقبات التي تواجه هذا الامر وهي نفسها العقبات التي يمكن ان تواجه قوى المعارضة في خطوتها الجديدة والتي صارت كالمستجير من نار المؤتمر الوطني برمضاءالحركة الشعبية ،وهي النيران التي تتعلق بتغير الاوضاع والمواقف معا ففي الوقت الذي وفرت الحركة الشعبية دعما كبيرا لقيام المؤتمر السابق يرى الكثيرون انه كان دعما في اطار التكتيك من اجل تحقيق مكاسب سياسية خاصة اثبتتها الوقائع لاحقا ، وهو ما سيؤثر على الدور الذي يمكن ان تلعبه قوى جوبا في عملية تحقيق الوحدة الوطنية في ظل المواقف الجديدة على الساحة السياسية السودانية تتعلق بمواقف القوى والاشخاص، فعلى سبيل المثال العراب والمحرك الفعلي لمؤتمر جوبا السابق امين عام الحركة الشعبية باقان اموم اصبح يجلس في منطقة اخرى ويحزم حقائبه في المطارات مسوقا لفكرة الانفصال مما يعني ان الدعم الذي وجدته قوى جوبا سابقا ستفقده في مقبل الايام ،هذا بجانب العلاقة المتوترة اصلا مابين قوى جوبا والمؤتمر الوطني منذ نهاية الانتخابات والاتهامات المتبادلة التي كان آخرها ما جاء على لسان مستشار رئيس الجمهورية والقيادي بالمؤتمر الوطني مصطفى عثمان اسماعيل والذي وصف دورها بالسلبي تجاه قضية الوحدة وانها تمارس الجلوس في ابراجٍ عاجية وترسل اللعنات فقط. الامر بدا واضحا حتى في عملية اعلان بدء نشاط قوى جوبا والذي انعقد امس الاول من خلال ندوة تم عقدها بالمركز العام للحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل والتي جاء فيها ان على الشريكين الوعي بانهما لايمثلان الشمال والجنوب وانهما لايمكن ان يقررا في قضية الوحدة بمفردهما وربما يتم التعامل مع الامر في اطار رد الفعل على بدء التفاهمات الثنائية فيما يتعلق بقضايا مابعد الاستفتاء. قوى جوبا التي طالبت بالعمل الجماعي والتكاتف من اجل الوصول للوحدة ورفعت شعار معا لدعم الوحدة الوطنية واعادت مطالبتها بعقد مؤتمر دستوري لمناقشة قضايا البلاد وفي مقدمتها قضية الوحدة الوطنية وهو المقترح الذي تقدم به الحزب الشيوعي واضاف عليه الحزب الاتحادي الاصل مقترحا آخر بضرورة عقد مائدة مستديرة لمناقشة نفس القضايا. وقال سليمان حامد القيادي بالحزب الشيوعي ان الحديث عن دولتين منفصلتين تعيشان في سلام هو حديث بعيد عن الواقع وقال ان الوحدة التي يجب العمل من اجلها لها مقوماتها وعلى رأسها التحول الديمقراطي. ويرى بعض المراقبين ان تحرك قوى جوبا نحو عملية دعم الوحدة هي لاتعدو ان تكون عملية اداء للواجب فقط فلا احد يمكنه معرفة الاساس الذي ستتعامل به تلك القوى مع الحركة الشعبية في ظل الراهن السياسي وفي ظل تداعيات المواقف السابقة للحركة الشعبية في الانتخابات الاخيرة وهو ما يعيد للاذهان التساؤل حول حقيقة تحالف جوبا مابين الجانبين ومصير الاوراق التي ناقشها المؤتمر فالحراك من هذه القوى في سبيل الوحدة هو حراك ايجابي يحسب لها ولكن في اطار ان السياسة هي فن الممكن فما هو الممكن لهذه القوى والتي في ظل ماهو سائد لن تستطع القيام بشئ يدعم عملية تحقيق الوحدة الوطنية. وهو امر يطرح تساؤلا آخر حول اجندة مؤتمر جوبا لأنه من المستحيل تماماً أن تتصور قيام أحزاب الأمة القومي بزعامة السيد الصادق المهدي والشعبي بزعامة الترابي والشيوعي بزعامة نقد والبعث والناصري وبقية هذه القوى بالالتقاء مع الحركة الشعبية في ذلك اللقاء الذي سبق الانتخابات على أساس أن الحركة متجهة الى الانفصال!! فإذا كان لقاء هذه القوى - يومها - على أساس الانفصال، فإن اللقاء يصبح فارغ المحتوى وتكون هذه القوى قد شاركت ودعمت فصل الجنوب مما يخالف ما تقول به وتزايد به على غريمها الحزب الوطني الحاكم. أما اذا كان تحالف جوبا قد توافق في ذلك الحين على الوحدة، فإن الشئ الطبيعي ألاّ تكون هناك حاجة الآن للبحث عن الوحدة طالما أن أمرها محسوم!!، إذن الأمر لا يخلو من غموض وضبابية في هذا الصدد وأن قوى جوبا هذه بدت رديفة للحركة الشعبية منساقة خلفها بلا رؤية ولا بصيرة. ان الامر هنا لا يتعلق بالتقليل من جهد هذه القوى سعياً لترسيخ الوحدة فأي جهد وطني خالص يصب في مصب وحدة السودان هو جهد مطلوب وباهظ الثمن والقيمة، ولكن في ذات الوقت فإن أي تحرك ينبغي أن يكون على (محجة بيضاء) لا على آمال وتمنيات، ونحن هنا ودون أن نستبق نتيجة حراك قوى جوبا هذه نستطيع التأكيد على أنه يبدو مثل (أداء واجب) ترغب هذه القوى القيام به تخلص نفسها من أي عواقب محتملة مع أنها لو كانت جادة لما رفضت المشاركة في الحكومة والعمل بفاعلية من داخلها وان كان اخلاصها خالصاً للجهد الوطني والمصالح العليا للبلاد وهو امر يعيد تساؤلا آخر يتعلق بعلاقة تلك القوى بالمؤتمر الوطني التي لا ترى فيه سوى معوق اساسي لعملية الوحدة وتحمله كافة النتائج المتعلقة بما يأتي به الاستفتاء خصوصا ان صوت الجنوبيون للانفصال، فيما يرى الدكتور بكلية القانون بجامعة الخرطوم شيخ الدين شدو في توجه قوى جوبا توجها ايجابيا من شأنه ان يساهم في عملية تحقيق الوحدة الوطنية خصوصا في ظل السباق مع الزمن مضيفا ان هذه القوى تتمتع بالثقة عند الحركة الشعبية التي تعتبر العنصر الاساسي في الاستفتاء والعامل المؤثر الاكبر ويعني ان تلك خطوة وطنية من هذه القوى يجب دعمها من الآخرين في سبيل الحفاظ على وحدة الوطن التي يجب ان تعلو على المصالح الحزبية والذاتية الضيقة، وهو الامر الذي يختلف معه استاذ العلوم بجامعة النيلين الدكتور محمد حمدنا الله عبد الحافظ والذي قال للصحافة ان قوى جوبا ليست هي الجسم المناسب لتقوم بدور فك الاشتباك مابين الشريكين في عملية ترتيبات مابعد الانفصال والذي هو وبحسب رؤيته صار امرا واقعا يجب التعامل معه في هذا الاطار في انتظار ان تحدث معجزة قبل ان يضيف حمدنا الله ان قوى جوبا غير مؤهلة للعب هذا الدور وذلك من خلال نظرة الشك التي يتعامل بها المؤتمر الوطني نحو كل مبادراتها ويحسب انها الاقرب للحركة الشعبية والتي لا تختلف نظرتها لها غير انها محسوبة على النخبة الشمالية وتعمل في نفس اتجاهاتها العامة . وقال ان النخبة الجنوبية حسمت موقفها فيما يتعلق بامر الوحدة واختارت الانفصال وتسعى لتحقيق اكبر قدر من المواقف ووصف حمدنا الله مواقف القوى السياسية بالضبابية وعدم الوضوح في التعامل مع القضايا ومع الرأي العام. وقال ان الامر بدأ بالوحدة الجاذبة وانتقل الآن لمرحلة الجوار الاخوي وربما تأتي لاحقا دعوة الصراع الجاذب ،وقال ان الدور لاي جسم يتعلق بموقف الشريكين وموقف جوبا يرتبط بموقف الحركة منها وهو مايطرح تساؤلاً هل للحركة مصداقية اتجاه التزاماتها منذ التجمع الوطني الى مؤتمر جوبا وهل الحركة ملتزمة اتجاه مشروعاتها نفسها حتى تلتزم اتجاه مواثيقها مع القوى السياسية. وقال ان خطوة قوى جوبا تعبير عن قول سلفاكير مسبقا ان ميعاد الوحدة قد فات وهي لعب في الوقت بدل الضائع وقال اذا كانت لقوى جوبا اطروحة تتعلق بتحقيق الوحدة فلماذا لم تتقدم بها منذ توقيع الاتفاق وما تقوم به المعارضة الآن هو محاولة لارضاء الذات ليس الا لن يكتب لها النجاح في الوقت الحالي وذلك من خلال القراءة الخاطئة لمجمل الواقع السياسي وهو امر تعودت عليه تلك القوى منذ تكوينها كتجمع مرورا بقوى جوبا التي تم تكوينها لتحقيق مآرب خاصة بالحركة وهو الامر الذي يحدث الآن منها وان كان هنالك سؤال ماهي جدوى الحركة في تعاملها مع قوى جوبا وان كانت تفكر في الوحدة فإن مكاسبها في الطرف الآخر ومع المؤتمر الوطني فهو الاقدر على تقديم التنازلات، الخط الذي تلعب عليه الحركة الآن وقال بعيدا عن قوى جوبا وجدواها فان الامر يحتاج للتعامل مع القضايا بوضوح وبعيدا عن العاطفة التي ستزيد الامر تعقيدا ولن توفر حلولاً للقضايا العالقة ما بعد الانفصال. الشباب الصومالي المجاهد تبنى تفجيرات كمبالا انتهت فعاليات كأس العالم ولم تنتهِ تداعياته!! تقرير: صباح أحمد ٭ خسرت القارة الافريقية نتيجة المونديال العالمي وخرجت فرقها منذ المنافسات الاولية لكنها في المقابل ربحت حينما نجحت في ترتيب وتنظيم واستضافة بطولة كأس العالم. لكن وقبل ان تكتمل مشاهد الفرح اهدى اتحاد شباب الصومال المجاهد العالم شلالاتٍ من الدماء أفسدت روعة الختام وذلك حينما نفذ عمليتين فجرت احداهما مطعماً اثيوبياً جنوب العاصمة اليوغندية كمبالا وفي وقت متزامن استهدف التفجير الآخر ملعباً رياضياً شرقي العاصمة وراح ضحية الحادثتين قرابة 47 شخصاً من بينهم سودانيون وامريكيون ووصلت اصابة البعض في الهجوم الى أكثر من 04 شخصاً.. وهنا تطرح العديد من التساؤلات عن مغزى الهجوم وتداعياته ومؤشراته لا سيما وان كمبالا تعد العدة لاستضافة قمة افريقية طارئة من بينها بحث معالجة الاوضاع في الصومال على أن الامر الواضح أن التفجير رسالة واضحة ليوغندا الرسمية التي يشكل جيشها عماداً لقوات حفظ السلام التي تقوم بحماية الحكومة الصومالية بزعامة الشيخ شريف!! لكن طبقاً لمعلومات يتبادلها خبراء استراتيجيون فإن كمبالا اصبحت مركزاً لاستيراد الاسرائيليين اليهود الذين يتوافدون ويتدفقون على العاصمة اليوغندية لفرض وجود اسرائيلي على منطقة البحيرات والسيطرة على منابع نهر النيل.. وهو الامر الذي قد يستفز الاسلاميين في تلك البقاع. ٭ وبالطبع فإننا لا ننسى أن كمبالا اصبحت في الوقت الراهن محوراً لنشاط المخابرات الاجنبية خاصة الامريكية والبريطانية والاسرائيلية (الموساد). ولا يستطيع المرء ان يغفل الدور المشبوه ليوغندا تجاه السودان ووحدة ترابه واراضيه خاصة وأنها تطمع في الاراضي التي تشكل منطقة تماس حدودي بين شمال يوغندا وجنوب السودان ويكفي دليلاً على العداء المتزايد ضد السودان استضافتها لمؤتمرات عديدة مشبوهة كان آخرها مؤتمر محكمة الجنايات الدولية الشهر المنصرم!!. ٭ حسناً.. دعونا نعود الى أصل القضية لنستجلي الأمر من خلال ربط الوقائع والحيثيات بما جرى أمس الاول من استهداف حركة الشباب الصومالي لموقعين بالعاصمة اليوغندية كان أغلب ضحاياهما مشجعين ومتابعين لمباريات كأس العالم. ونشير الى عنصر (المفاجأة) باعتباره اهم عامل للنصر في نظر القادة العسكريين.. ونتساءل.. كيف يمكن تحقيق المفاجأة في عصر المعلومات الفورية.. فكل ما كان يمكن لحركة الجهاد الصومالي فعله هو ان تتحين الوقت المناسب لتنفيذ عملياتها!! ٭ يقول الخبير الامني عميد (م) حسن بيومي إن المفاجأة كانت هى السبب في نجاح العمليات التفجيرية التي نفذها منسوبون لحركة الشباب الصومالي في كمبالا خاصة وان يوغندا تمتليء الى آخرها بعناصر الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية. ويعرب عن إعتقاده في أن العمليات كانت رسالة واضحة للحكومة اليوغندية التي يبدو أنها تكثف جهودها ضد المجاهدين في الصومال وكأنها تريد القول (يمكن ان نصلكم في عقر داركم). ويعود بيومي ليقول ان الرسالة يمكن ان تشمل أيضاً الجهات التي تقف وراء يوغندا كاسرائيل وامريكا.. ٭ ربما في نهاية المطاف استطاع المجاهدون الصوماليون وبمحض الجرأة تحقيق المفاجأة الحقيقية.. ولعل هذا هو ما دفع حسن بيومي ليقول لي إن حركة الشباب الصومالي وبتنفيذها للهجوم الاخير وصلت مراحل متقدمة من العمل الارهابي!! وأن العمل الاستخباراتي لديها أصبح قوياً للغاية من خبرات تنظيم القاعدة الذي يعمل على كل المستويات الاستخباراتية والفنية. وفي الوقت نفسه تولد لدى بيومي يقين متزايد بأن ادوات الحرب عالية التقنية لدى حركة الشباب الصومالي ربما تسمح لها بتنفيذ هجمات جديدة في يوغندا وبأسلوب جديد كلياً. ٭ ربما لا.. فنهاية المونديال العالمي يشكل تراجيديا مأساوية لا يستبعد معه المرء ان حركة شباب الصومال وكأنما تريد ان تذكر البطل الفائز (الفريق الاسباني) ان ارض اسبانيا كان يطلق عليها الاندلس مركز الاشعاع الديني والدعوي في كافة دول اوربا الغربية بممالكها الاسلامية المختلفة وكيف انها تحولت من دولة اسلامية سيطر عليها النصارى وبسطوا فيها الصليب وهدموا مساجدها أو حولوها الى معابد وكنائس.. ولربما كان من الصعب أن تحتمل الحركة هزيمة البلدان الافريقية في كأس العالم مثلما هزمت اسبانيا المسلمين في الاندلس سابقاً ولم يكن للشباب الصومالي الروح الرياضية لاستقبال هزيمة جديدة فكانت تفجيرات كمبالا. ٭ عموماً لا تأخذوا الاحتمالات الأخيرة على محمل الجد رغم أنه ليس وقت المزاح!!!