سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نقد : الجنوبيين نالوا أكثر من حقوقهم في اتفاقية السلام ..والحركة الشعبية تمارس استغلال ضد المعارضة.. عرمان يحذر الخرطوم من \"جنوب جديد\".. سلفاكير سيجري اتصالات مع متمردي دارفور
الخرطوم (رويترز) - ذكر حزب سلفا كير رئيس جنوب السودان يوم الاربعاء ان كير سيجري اتصالات بزعيمي المتمردين الرئيسيين في دارفور في محاولة رفيعة المستوى على نحو غير معتاد لاقناعهما بالانضمام الى عملية السلام في الاقليم المضطرب. وقال مسؤول كبير ان كير سيتحدث الى عبد الواحد محمد النور مؤسس جماعة جيش تحرير السودان وخليل ابراهيم زعيم حركة العدل والمساواة وسيطلب منهما ايفاد مبعوثين الى جوبا عاصمة الجنوب. وكان النور وابراهيم شخصيتين قياديتين في بداية التمرد في دارفور عام 2003 وقاوما ضغوط سلسلة من الوسطاء والمبعوثين للتوصل الى تسوية نهائية مع حكومة السودان. وفشلت سلسلة من اتفاقات وقف اطلاق النار في انهاء الصراع في الاقليم الغربي النائي الذي تشير التقارير الى أن أحدث جولاته كانت بين جماعة العدل والمساواة وجيش الحكومة يوم الثلاثاء. وكير هو النائب الاول للرئيس في السودان كله. وذكر ياسر عرمان المسؤول الكبير بحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يتزعمه كير أن نائب الرئيس قرر الاضطلاع بدور شخصي في انهاء الصراع. وقال عرمان للصحفيين ان النائب الاول للرئيس هو الوحيد في مؤسسة الرئاسة الذي يستطيع أن يتحدث الى الطرفين وانه قناة يمكن الاعتماد عليها لتسهيل الاتصالات. وذكر عرمان أن جبريل باسولي وسيط الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي لعملية السلام في دارفور طلب من كير التدخل. ويتولى باسولي حاليا تنسيق المحادثات المتعثرة بين الخرطوم وجماعة تضم عددا من الحركات التمرد الاصغر حجما في قطر. ولم يتضح على الفور ما اذا كان الرئيس السوداني عمر حسن البشير وحزب المؤتمر الوطني الشمالي المهيمن الذي يتزعمه سيرحبان باتصال كير المباشر بمتمردي دارفور. وشكلت حكومة السودان الائتلافية من حزب المؤتمر الوطتي الشمالي وحزب الحركة الشعبية لتحرير السودان الجنوبي في أعقاب اتفاق للسلام أبرم عام 2005 وأنهى حربا أهلية بين الشمال والجنوب استمرت 20 عاما. وعندما كانت الحركة الشعبية لتحرير السودان لا تزال جماعة متمردة في الجنوب قبل اتفاقية السلام حاولت تكوين تحالفات مع ناشطين في دارفور منهم عبد الواحد محمد النور. وبعد خمس سنوات من اتفاقية السلام ما زال عدم الثقة قائما بين الخصمين السابقين. ويغلب غير العرب على الجماعتين اللتين يتزعمهما النور وابراهيم واللتين حملتا السلاح في وجه حكومة السودان عام 2003 للمطالبة بمزيد من الاستقلال لدارفور المتاخم لحدود الجنوب. وانسحب النور الذي يعيش في باريس من محادثات السلام عام 2006. كما علق ابراهيم مشاركة حركة العدل والمساواة في محادثات قطر في مايو أيار. وذكرت العملية المختلطة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور (يوناميد) أن اشتباكات وقعت يوم الثلاثاء بين حركة العدل والمساواة وقوات الحكومة في منطقتين وربما ثلاث مناطق بولاية شمال دارفور وسقط خلالها عدد غير معروف من القتلى والجرحى. وقال عرمان ان مسلحين أطلقوا النار يوم الثلاثاء على مسؤول بالحركة الشعبية لتحرير السودان في الفاشر عاصمة شمال دارفور فأصابوه بجروح في هجوم يعتقد أن دوافعه سياسية. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية يوم الاثنين مذكرة اعتقال ثانية بحق البشير ليواجه اتهامات بتدبير ابادة جماعية خلال حملة الحكومة المضادة للتمرد في دارفور. والرئيس السوداني مطلوب اعتقاله بالفعل بخصوص سبعة اتهامات تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في الاقليم. عرمان يحذر الخرطوم من "جنوب جديد" عماد عبد الهادي-الخرطوم حمّل ياسر عرمان نائب الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان الخرطوم مسؤولية انفصال الجنوب، ودعا لتغيير جذري في المركز الذي يمارس حسبه السيطرة على مقاليد الحكم منذ الاستقلال، وقد يرث "جنوبا جديدا"، في وقت تحدث فيه الصادق المهدي عن نذر "ترشح بلادنا لانفصال عدائي، ومواجهات إقليمية مع دول الجوار بسبب مشاكل الحدود". وقال عرمان متحدثا في منتدى السياسة والصحافة الشهري -الذي يستضيفه زعيم حزب الأمة الصادق المهدي- إن البحث عن الوحدة "لن يكون في جوبا عاصمة الإقليم الجنوبي أو الفاشر عاصمة شمال دارفور وإنما في الخرطوم". وتأتي تصريحاته في وقت يبحث فيه المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ترتيبات ما بعد الاستفتاء، كما نصت عليه اتفاقية نيفاشا في 2005. واعتبر عرمان أن استفتاء الجنوب مرتبط بالحريات العامة وبقضية دارفور وحقوق أقليات الأقاليم المختلفة، وتوقع أن ينبثق عن الانفصال "جنوب جديد أقرب إلى الخرطوم وأعنف من سابقه" في إشارة إلى ولايات أبيي والنيل الأزرق وجبال النوبة، التي ستصبح جغرافيا -إذا انفصل الجنوب- جنوبا جديدا للدولة الأم. "انفصال عدائي" وقد دعا المهدي للاتفاق على برنامج عدلي يخاطب مخاوف ومطالب الجنوبيين المشروعة، وسكان المناطق الثلاثة (أبيي والنيل الأزرق وجبال النوبة)، وكافة مناطق التظلم، ويقيم آلية قومية باسم منبر خيار المستقبل الوطني الآمن أو التوأمة العادلة بين دولتين ليقوم بالدعوة للوحدة. وتحدث عن الحاجة إلى خطة تنظم علاقة دولتي السودان إذا وقع الانفصال، وقال إن ميعاد الاستفتاء اكتسب قدسية لا مناص من الاتفاق والالتزام بها. كما حذر من نذر "ترشح بلادنا لانفصال عدائي والتهاب في دارفور وصدام في الشارع السياسي ومواجهات إقليمية مع دول الجوار بسبب مشاكل الحدود"، واتهم -في ورقة طرحها أمام المنتدى- شريكي الحكم بأنهما أمضيا أعوام الفترة الانتقالية في مشاكسة ومنافسة دون العمل لجعل خيار الوحدة أمرا جاذبا على الإطلاق. تحقيق المعجزة لكن الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر أكّد أن بإمكان القوى السياسية تحقيق المعجزة بإنجاز الوحدة بين شطري السودان بقطع الطريق أمام "رغبات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في تحقيق الانفصال". وتحدث عن اضطهاد يعانيه الجنوبيون بسبب قوانين تطبقها الدولة دون مراعاة لخصوصيتهم، وقال إن عبئا كبيرا يقع على القوى السياسية "لجهة المحافظة على السودان موحدا دون انتظار لشريكين متشاكسين يسعيان لتمزيق السودان". "مشروع تفتيتي" أما رئيس حزب التحالف الديمقراطي المعارض العميد عبد العزيز خالد فدعا القوى السياسية لطرح عقلية المقاومة ضد السلطة الحاكمة بدلا من عقلية المبادرة، وقال إن وحدوية القوى السياسية لن تؤثر في نتيجة استفتاء يراد له حسبه السير في اتجاه واحد هو الانفصال. وتحدث عن مشروع "تفتيتي وإرهابي وعنصري" يمتلكه المؤتمر الوطني الذي يمتلك أيضا حسبه أدوات ومنظرين لتنفيذه. واقترح تشكيل محكمة شعبية لمحاسبة كافة المساهمين في تشطير السودان، ونعى تجمع جوبا الذي لفظته الحركة الشعبية حسب توصيفه بعدما حققت رغباتها ومطالبها من المؤتمر الوطني. واستنكر سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد ما وصفه باستغلال تمارسه الحركة الشعبية ضد المعارضة، لكنه اعتبر أن الانفصال ليس مصدر ندم "لأن الجنوبيين نالوا أكثر من حقوقهم في اتفاقية السلام ومن قبلها الحكم الفدرالي". وطلب أن يترك الجنوبيون لحال سبيلهم يقررون ما يشاؤون "وسيجد الجميع أن الجنوبيين قد غيروا رأيهم واختاروا الوحدة لو نظم استفتاء لديهم بعد سنتين من الانفصال".