عبر عدد من البحرينيين مساء الخميس الماضي عن انزعاجهم البالغ من التحالف الايراني السوداني خلال الندوة السياسية التي نظمتها ما يُعرف بساحة الشرفاء بإحدى الميادين الكبيرة بمدينة المحرق البحرينية تحت عنوان ''الثقافة الوطنية ودور الشباب في حماية الوطن''، وذلك في اطار الأحداث التي شهدتها البحرين في شهري فبراير ومارس الماضيين، واتهمت فيها جهات بحرينية ايران بدعم المعارضين. وفي ختام الندوة أشارت متحدثة بحرينية في مداخلتها إلى التحالف الايراني السوداني وما جاء في تصريحات الرئيس عمر البشير ، متسائلة عن الفعل الواجب عمله في ظل التحالف (الايراني السوداني) وما يمثله من تهديد للمنطقة معبرة عن مخاوفها ومخاوف البحرينيين من هذا الاتفاق. وقد تابع البحرينيون ما نقلته الفضائيات العالمية والعربية زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد للسودان وما خرجت بها من تصريحات أكدت التعاون بين الجانبين السوداني والايراني والتنسيق فيما بينهما في المجالات المختلفة، وقد استمع البحرينيون لتصريحات عمر البشير وأحمدي نجاد بالكثير من التحفظ والاستغراب في ذات الوقت نسبة للعلاقات القوية التي تربط بين السودان ومملكة البحرين، وما يجده السودانيين المغتربين من حسن معاملة ومن تقدير واحترام شديدين، وقد انشغلت المنتديات العفوية البحرينية بزيارة الرئيس الايراني للسودان، مستغربة من التقارب بين البلدين في ظل ما تقوم به الجارة ايران من تهديد وزعزعة للامن والاستقرار في البحرين. وقد تحدث في الندوة كل من الدكتور العراقي طه الدليمي، والنائب الكويتي وليد الطباطبائي والاعلامي البحريني محمد الشروقي وفي معرض حديثه قال الدكتور العراقي طه الدليمي "أن إيران هي عدو مشترك للخليج العربي، تستهدف بمخططاتها المنطقة من شمال الخليج - حيث العراق- إلى مضيق هرمز"، مشدداً على أنها العدو الأخطر، منبهين "إلى أن الخطر الفارسي الصفوي، قائم على الهرطقة والافتراء والنيل من الدين الإسلامي، وسب وشتم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو فكر شعوبي يستهدف العروبة والإسلام". وأضاف'' إن ولاية الفقيه تحاول التغلغل في بقية دول العالم كمصر والسودان لنشر فكر ولاية الفقيه، والزمرة الصفوية تواصل تهديداتها للبحرين، حيث مازال علي سلمان يعلن استعداده للتعاون مع أي قوى خارجية لقلب نظام الحكم، كي تتولى هذه الجماعة الحكم في البحرين كعادتهم في التآمر والتعاون مع الأطراف الأجنبية، كما تعاون جدهم ابن العلقمي، والعلاقمة الجدد حكام العراق حالياً''..حسب قول المتحدث. ويُذكر أن شعوب منطقة الخليج العربي أصبحت تنظر لجمهورية ايران على أنها العدو الأول المُهدد لأمنها الاستراتيجي وخاصة بعد الأحداث المؤسفة التي حدثت في البحرين وراح ضحيتها حوالي 25 شخصاً من المتظاهرين ورجال الشرطة وبعض المدنيين، وقد أسس العاهل البحريني لجنة تحقيق مستقلة من كفاءات قانونية دولية للتحقيق في الأحداث وملابساتها وقد باشرت بالفعل اللجنة عملها ومن المزمع أن ترفع تقريرها للملك نهاية اكتوبر الجاري، وقد أشادت الأممالمتحدة والمنظمات الحقوقية بهذه الخطوة غير المسبوقة في العالم العربي. ومن الجدير ذكره أن مملكة البحرين تحتضن جالية سودانية قديمة قوامها حوالي 3 ألف سوداني يعمل أكثرهم بقوة دفاع البحرين، ويليهم المستشارون في مجال القانون والمحاماة وفي مجال المحاسبة وأكاديميين بجامعتي البحرين والخليج العربي والقليل من رجال المال والأعمال والصحفيين والاعلاميين.