شخصية معمر القذافي أثارت جدلاً في الأوساط العالمية، وأسهمت كذلك في زرع روح الإبداع الفكاهي لدى الفنانين الليبيين، الذين حاكوا بلوحاتهم الفنية شخصية العقيد من كل جوانبها. وظل دائماً العقيد الليبي معمر القذافي يرادف الضحك في وجوده وحتى بعد غيابه، فشخصيتُه المثيرةُ للجدل حتى الجرائم المتهم بارتكابها ضد الليبيين شكلت مصدر الوحي الرئيسي للفنانين الليبيين الذين حولوا جدران بنغازي الى لوحات كاريكاتورية تلونُ شوارعَهم. وأولُ من افتتح هذا الفن في ليبيا هو قيس الهلالي, لكن قوات القذافي لم تتحمل جرأتَه فاغتالته في مارس/آذارالماضي. وفي هذا السياق تحدث فنان الكاريكاتير الشاب إبراهيم بن حميد عن أن مقتل قيس لم يخيفه، وإبراهيم هو شاب لا يتجاوزُ الثانيةَ والعشرين من العمر وجد في الرسم على الجدران أفضلَ وسيلةٍ للتعبير عن أفكاره. وحول رأيه عن استخدام الفن كأداة للتعبير عن الرأي قال إبراهيم: "الفنانون ليس هناك من يرعاهم أو يدعمُهم فهم من يشترون بأنفسِهم الريشَ والألوان َودافعُهم الوحيدُ هو توقُهمُ لحرية التعبير". ويظهر معرضُ "جرائم الطاغية" قدراتِ الشباب الليبي, فهم وكانَهمُ كانوا ينتظرون فقط الفرصةَ التي تتيحُ لهم تفجيرَ إبداعاتِهم. ومن جانبه، قال عبدالحكيم مفتاح، وهو أحد أعضاء اللجنة المشرفة على المعرض: "الفنانون حولوا القذائف والرصاص الذي وجهه القذافي نحوهم الى منحوتات فنية وآخرون صبوا تمنياتهم ورؤيتهم للقذافي في تماثيل، أما الباقون فحولوا خطابات القذافي وأفعاله إلى أضحوكة لكل من يزور المعرض".