الهلال يواجه اسنيم في لقاء مؤجل    تكوين روابط محبي ومشجعي هلال كوستي بالخارج    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    محسن سيد: اعدادنا يسير بصورة جيدة للقاء انتر نواكشوط    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحافة الكاركتير
البورتريت كارتون فن ( الفوضى الخلاقة )
نشر في الوطن يوم 03 - 11 - 2012

يعتبر فن البورتريت ( رسم الوجوه الشخصية ) واحده من أرقى أنواع الفنون التي أبدعتها يد الإنسان منذ أقدم العصور وحتى الآن ، ومن غير تحديد مسار زمني معين يمكننا القول أنه ما من شك ومن الصعوبة بمكان أن يأخذ ( فن البورتريت ) كل هذا الحيز من الوجود وكل هذا الشأن من الاهتمام من قبل المتلقي والفنان معاً ما لم يكن هذا الفن يحوى في داخله كل عوامل الجمال والحسن والتألق ، وليس من قبيل الصدفة أن تهتم معظم الشعوب بمختلف ثقافتها وطبائعها الاجتماعية وتركيبتها المتابينه ، ليس من قبيل الصدفة أن تحتفظ في ذاكرتها البصرية بإعمال الفنانين المعاصرين والقدامى على حد سواءً . فكل العالم الآن ( تقريباً ) قد شاهد لوحة (ا لموناليزا ) ومن لم يكن قد شاهد فقد كان من السامعين وتمنى مشاهدة ( أعظم بورتريت أنجزته يد البشرية ) أو كما يقول علماء الجمال .
هذا تقديم بسيط لفن البورتريت أما فيما يختص بفن دراسة الوجوه بأسلوب كاريكاتيري فيمكن القول أن الاهتمام به لم يصل بالتأكيد إلى مرحلة الذيوع والانتشار كتلك التي قدمنا لها في السطور السابقات والسبب يرجع إلى عدة عوامل أولها هو أن فن البورتريت الكاريكاتيري رغم أنه قديم جداً لكن يعتبر من الفنون المستحدثة والجديدة نوعاً ما على المدارس والمعاهد والتي تقوم بتدريس أصول رسم الكاريكاتير، من حيث الأساس ، ويرجع ذلك إلى قلة الفنانين الذين يشتغلون بهذا النوع من الفنون . حيث أنه وبالرجوع إلى أساسيات فن البورتريت نجد أنه هنالك فنانين قليلون جداً وهبوا حياتهم للتخصص في رسم الوجوه والشخصيات العالمية الشهيرة من خلال الدراسة الاكاديميه في معاهد وكليات الفنون المختلفة حول العالم ، ولما كان فن البورتريت الكاريكاتيري يحتاج في الأصل إلى شيئاً من الدراسة ( الأكاديمية ) لتشريح جسم الإنسان والوجه على الخصوص . كانت الأعداد وفقاً لذلك الشرط قليله نوعا ما مقارنة برسامي الكاريكاتير والمعروض الآن على صفحات الجرائد والمجلات الدورية . ليس تقليلاً أو تسهيلاً من شأن رسم الكاريكاتير في شيء ولكن لصعوبة تحصيل الكم الهائل من الجمال والمعاني والإبداع والسخرية اللازمة لتحقيق بورتريت كاريكاتيري يوازى في فعله الإبداعي ما يقدمه رسام الكاريكاتير بل ولربما في بعض الأحيان يتفوق عليه تماماً.
وقد نتساءل ولو للحظه ماهية علاقة رسم الكاريكاتير بما كتبناه أعلاه عن الموناليزا ودراسة الوجوه وعلاقته تحديداً بالجانب ( العلمي والأكاديمي ) من المسألة ، وهل لا يتم رسم الشخصيات الكاريكاتيرية إلا بالعبور عبر تلك النظريات التشريحية الدقيقة ، وهل إن تم لنا كل ذلك ألا يبعدنا قليلاً عن مجال ( السخرية والفكاهة ) الحبل السري لفن الكاريكاتير ...!! وللإجابة على كل تلك الأسئلة المشروعة نقول أن فن الكاريكاتير جاء ليحقق عند البشر وظيفة التمتع والتسلية ( المشروعة ) حال كونه إنسان وباستطاعته أن يبتسم وفقاً ( لظروفه ) النفسية والاجتماعية التي تبيح له السخرية والتهكم على الآخر دون تجاوز وتطاول على مفهوم ( الإنسانية ) . وفن البورتريت الكاريكاتيري فن موازي إن جاز لنا التعبير لفن الكاريكاتير ويكمل بعضهما البعض مع العلم أن لكل منهما وظيفة جمالية تختلف عن الآخر وهى بينة ولا تحتاج إلى كثير حديث . ولكن التكامل والتوافق بينهما يكمن في أن لكليهما خاصية بث وتصدير الفعل الساخر إلى المتلقي ، وأن لكليهما خاصية الهمز واللمز (الكاريكاتيري) التي متى ما وظفت التوظيف السليم من قبل الفنان الحاذق فإنها تعمل مفعول السحر عند المتلقي ويتم استقبال الرسالة على أنها ساخرة للغاية حتى وإن كانت مجرد بورتريت كاريكاتيري لشخص أنت لا تعرفه .
إذن واحده من عوامل نجاح البورتريت الكاريكاتيري وقبوله لدى المشاهد هو احتفاظه بعوامل السخرية كما قلنا وذلك من خلال قلم واعي ومدرك للأسباب الجمالية ( المنطقية ) التي فرضت نفسها على علم الجمال لقبول هذا النص البصري المفرط في الإبداع من خلال وعى الفنان الذي يستمده من ثقافته البصرية التعليمية والتشكيلية والتي تستند في الأساس على ( علم التشريح ) للجسد البشري وعضلات وعظام الوجه على وجه الخصوص ، لماذا لأنها هي المحرك الأساس للانفعالات والإيماءات التي تصدر من الوجه وتتفاعل وفقاً للظروف النفسية و الاجتماعية التي يمر بها الشخص ( المرسوم ) في تلك اللحظة . ولأن فن الرسم عموماً ليس فناً ديناميكياً فحسب بل فإن الأمر يحتاج فعلاً لسكب مهارة نفسيه عميقة جداً من قبل الرسام حتى يخرج بالعمل إلى حيز الوجود ، فكيف يتسنى لنا التعبير مثلاً عن حالة الملاكم تايسون وهو يسدد القاضية إلي منافسه الذي تهاوى طريح الحلبة ، كيف يتسنى للرسام أن يصرخ مع ميسي فرحاً وهو يحرز أروع أهدافه في مرمي الريال ، كيف يتسنى لنا التقاط مشاعر الحزن والفرح والغضب و.... الخ من وجوه الناس إذا لم تكن أصلاً لدينا القابلية ( النفسية ) لتلقى إنفعالتهم!!. فن الرسم ليس خطوطاً ومسافات ومقاسات على ورقة بيضاء أنه فن التقاط انفعالات الناس وسكبها على الورق والبورتريت الكاريكاتيري لا ينفصل أبدا عن نظرية بنا وتكوين الإنسان وفقاً لتكوينه ( الطبيعي ) بل كل الذي يحدث وبساطه هو أن تلتقط المشهد بسخرية وترسمه وتعبر عنه بسخرية أكبر . عملياً يحتاج الرسام إلى تدريب وشرح مكثف لكيفية تكوين البورتريت الكاريكاتيري لأن المشهد هنا يتحول من ( طبيعي ) إلى ( مشهد ساخر ) كما قلنا وعندما نقول ساخر لا نشترط أن يكون ( مضحكاً ) فالسخرية شيء قد لا يكون له علاقة ( لازمه ) مع الضحك . عموماً حتى نعبر بالوجه الطبيعي إلى حيز الكاريكاتير دعونا نفهم تركيبة الوجه الطبيعي أولا ، وتبسيطا للشرح والتشريح فإن الوجه يمكن أن يقسم إلى خطوط أفقيه ورأسيه مختلفة تمر بنقاط معينه مثل الخط الأفقي الذي يمر بمنتصف العيون ونهاية الأنف وآخر ببداية الفم ثم خط الفك السفلى وكلها يتم تخطيطها من قبل الفنان ( الأكاديمي ) لتسهيل البناء والتكوين الأولي للوجه . والأهم من ذلك خط التنصيف الأفقي الذي يمر من أعلى الوجه ويمر بأرنبة الأنف فيصبح لدينا شقين متساويين ، هذا النقاط التشريحية لازمه للفنان الذي يريد أن يفهم طبيعة تكوين الوجه البشري لأنها ( القاعدة الرئيسية ) التي ينطلق منها لرسم البورتريت الكاريكاتيري ومن غيرها يصبح من الصعوبة بمكان تحقيق النجاح والإبداع . وهى النقاط التي تسهل على الرسام الدراسة والمعرفة ( النفسية ) للوجه المراد رسمه ( كاريكاتيرياً ) ، ومنها يبدأ مرحلة التكبير أو التصغير للأجزاء التي يراد تصغيرها أو تكبيرها ، حيث تبدأ من هنا نظريات خاصة بعالم ( البورتريت الكاريكاتيري) من حيث المعاينة أولاً للشخصية المراد رسمها ، بما تتميز ، هل لصاحب هذا الصورة أنف طويل !! أصلع . هل له شارب مميز !! الخ.
يبدً الفنان معركة ( المعرفة والاستكشاف ) وذلك بالمشاهدة الدقيقة للتفاصيل ( الظاهرة ) للشخصية ثم بعد ذلك محاولة التركيز على ما هو ( باطن ) هذا الوجه، هل هو وجه عابس !! خائف !! متفائل.. باكي الخ.. إلى ما إلى ذلك من الانفعالات التي تظهر على وجه الشخص المراد رسمه. لذلك كثيراً ما نشاهد عند رسامي البورتريت تكبير أو تصغير لبعض مناطق الوجه ، والسبب في ذلك كما قلنا أنهم يهدفون إلى رسم ( السخرية ) بقدر المستطاع على ذلك الوجه وتلك هي الإضافة ( المحمودة ) التي أضافها فن البورتريت الكاريكاتيري وتميز بها عن ( الموناليزا ) وبورتريهات رامبرنت وفان جوخ وغيرهم ، ومحاولة السخرية برسم الوجوه كتب لها النجاح منذ عدة أزمان قد يكون هنا من الصعب علينا ضرب العديد من الأمثال للذين تميزوا في هذا المجال ولكن الأمثلة الكثيرة المتوفرة الآن على شبكة الويب ضربت لنا أكبر مثال على أن هذا النوع من الفن لم يحجز لنفسه كل هذا الحيز من الفراغ ولا من العدم بل هو المولود الشرعي لما جادت به ريشة عظماء التاريخ من فناني ( الواقع والطبيعة ) حتى أصبح الآن شيئا فشيئا موجوداً في أكبر المتاحف وصالات الفنون ونظمت له مهرجانات وخصصت له جوائز وشهادات .
وختاماً يمكننا الإشارة إلى أن من بين الشعوب المتميزة جدا الآن في هذا المجال هم الأمريكان بلا شك ومعهم الإيرانيين والصينيين والبرازيليين هؤلاء ومن خلال تصفحنا ( المتواضع ) لشبكة الويب هم سادة رسم البورتريت الكاريكاتيري الآن ولديهم من الأسماء والأعمال ما يكفى لإقناع الجميع ، أما قارة أفريقيا والوطن العربي فيبدو أن قطار التميز قد فات على الكثيرين منهم ، ومر دون أن يعتليه أحد ولولا إشراقات الرسام العراقي ( أمير تقي ) في البورتريت الكاريكاتيري و الذي يمكننا أن نعتبره أسطورة في هذا المجال ، لقلنا على العرب وإفريقيا ... السلام .

--
كركتر وكاريكاتير مع الروائي (بركة ساكن)
فكرة منع النشر نفسها فكرة كاريكاتورية
الكاريكاتير يوجد بصور شتى في كل مناحي الحياة ، كتبت مسرحية من وحي هذا الفن
بعد هذا الكاريكاتير لم أستطع هضم صلاح جاهين..!
أجراه الكاريكاتيرست : نادرجني
الكاتب الروائي عبد العزيز بركة ساكن الشهير (ببركة ساكن) هو ضيف«كركتر وكاريكاتير» هذه المرة والاختيار لم يكن ضربة حظ.. قصدنا عنوة اللقاء به بعد أن مُنعت روايته «الجنقو مسامير الأرض » من النشر فأصبح بذلك ينتمي إلى قبيلة «الممنوع من النشر» وهي قبيلة كبيرة ولا تزال تكبر يوماً بعد يوم مع مشاكل «البلاد الكبيرة » وكما هو معلوم أن الفن الكاريكاتيري يشكل عرقاً أساسياً في هذه القبيلة ليس في السودان فقط وإنما في العالم ككل.
لا نريد أن نخوض في سيرة الرجل الذاتية.. فهو غني عن التعريف.. ولكن يمكننا أن نذكر في التعريف به ، فوز قصصه القصيرة بجائزة راديو (BBC) لندن لثلاث مرات وبالتالي تم نشرها في «مجلة العربي » الكويتية كما منعت مجموعته القصصية «على هامش الأرصفة » من النشر بعد أن تم طبعتها على نفقة الخرطوم عاصمة للثقافة 2005م ثم شوهدت المجموعة ذاتها تباعاً في جناح الفعالية بمعرض الخرطوم بعد أن تم مصادرة جميع نسخها.. والتي من المفترض أنها «أُعدمت » بالحريق التام.. ! ثم حدث وان ورد اسم كتبه ضمن المجموعة المتوفرة في معرض الخرطوم الدولي للكتاب هذا العام 2012، ثم شهدت تعسفاً عظيماً بين مطار الخرطوم وأرض المعارض حتى قطعت (الرقابة) قول كل خطيب بأن هذه الكتب ممنوعة ولن يتم عرضها !!! الجدير بالذكر أن الكاتب قال إنه سيوفر معظم النسخ للقارئ السوداني عبر نسخ الكترونية يسهل تحميلها من الإنترنت ومن مدونة الكاتب الخاصة .
فاز بجائزة الطيب صالح لرواية في العام 2010عن روايته« الجنقو مسامير الأرض » والتي أعتبرها البعض نقطة تحول في السرد الروائي لبركة ساكن وللرواية السودانية ككل. وبعد أن تم طباعتها بشكل جميل من مركز «عبد الكريم ميرغني الثقافي » جاءت يد الرقابة لتمنع «الجنقو » من النشر .. اليوم نلتقيه تضامناً مع رواياته المسجونة.. والرجل ليس بعيداً عن الكاريكاتير فإنه «ساخر حد المرارة » يعامل شخوصه القصصية بحس (فُكاهي) جاذب كما أن أبطاله الخيريين لا تنقصهم المعرفة بالفنون وبواطن الأمور والقراءة السياسية وفي أحيان كثيرة حيث تقرأ سيرة أبطاله تكتشف نوعاً من الكوميديا السوداء..تذكرك بكاريكاتيرات (ناجي العلي) . عزيزي القارىء كعادتنا لم نحاول أن نحاصر ضيفنا بالأسئلة الكثيرة لأن المبدع سلفاً محاصراً بالأسئلة.
٭ بركة ساكن نلاحظ بعض سريالية الكاريكاتير في تعبيراتك السردية؟
الصورة الكاريكاتورية في رواياتي وقصصي القصيرة موجودة ولو أنها تظهر كخطفة برق وربما السُخرية المُرة في «صابر الدقيس ».. و «الضلالات » و «طائر، أسدوجحوش » - قصص للكاتب - تبدو كرسوم كاريكاتورية ويوجد في الشخوص الروائية متنقلاً حسب المواقف الكاريكاتير يوجد بصور شتى في كل مناحي الحياة وحركات وأفعال البشر وبالتالي في أحوال الكتابة..
٭ بالتأكيد هناك علائق بين الفنون تتقارب وتتباعد أحياناً وتتقاطع في سياق الطرح مثل التحريض، السخرية، صناعة الحدث، وتحريكه ما تعليقك بين فن الرواية وفن الكاريكاتير؟
هذا السؤال يحمل معه الإجابة يضحك إن الفنون تتقاطع في سياق سردها وتضع الحدث وتحرك الأحداث النائمة وكل ما ذكر صحيح بين الرواية والكاريكاتير.
٭ ربما لم أوفق في طرح السؤال، طيب كيف يرى الروائي بركة ساكن فن الكاريكاتير؟
أول من نبهني لفن الكاريكاتير كان «ناجي العلي » وبدأ لي حينها كفن مصادم جداً وجاد جداً وغير مضحك البتة بعكس النمطية السائدة إنما مبكي جداً ومحزن جداً وعصبي جداً كان مثل سلاح سحري يطلق النار على كل من يشاهده.. ثم حدث وأن أُعجبت بالكاريكاتيرست المصري (صلاح جاهين) زمناً إلى أن شاهدت رسماً كاريكاتورياً له يسخر من الليبين بشدة.. عندما رست قطع من الأسطول الأمريكي على شواطئهم «حاملة الطائرات » وصّور ليبياً شبيهاً بالقذافي يسقط حبوب منع«الحمل» على «حاملة » الطائرات..، بعد هذا الكاريكاتير لم أستطع هضم «صلاح جاهين » ولم أستطع تقبل أعماله الكاريكاتورية
٭ والكاريكاتير السوداني..!؟
يعجبني الكاريكاتير السوداني وأعتقد أنه يمر بمرحلة انتعاش.. برغم كبت الحريات والرقابة بكافة أنواعها والكثير منكم جادون ومثابرون والرقيب الذي يمنع النشر الروائي أو الكاريكاتوري يفكر بنفس الطريقة وهو يسهم بذلك في قرار بالنشر السريع والواسع وهي مفارقة كاريكاتورية
٭ شر البلية ما يضحك أليس كذلك..!
نعم، لأن عملية منع النشر عملية مؤلمة وغير منصفة وتجعل المبدع يحس بالغُبن والظُلم ويتصور أنه مستهدف و أن هناك أعداء يتربصونه.
٭ بالنسبة للأفكار .. نحن في الكاريكاتير يحدث أن تأتي فكرة في موضوع ما جميلة حد الصدفة وفي الغالب تكون أجمل من التي نتكلف فيها ونرصدها.. ، بالنسبة للرواية هل تأتيك بعض الأفكار بالصدفة .. أم أن كل الأفكار هي تحت تكليف ومراقبة دقيقة !؟
على ما أعتقد في الكاريكاتير أيضاً لا تأتي الأفكار بالصدفة دائماً، طالما كانت هناك مشكلات عميقة في خلد الفنان وهو مهموم بها ويقول المفكرون إن الصدفة تأتي لمن يبحث عنها، وفي الرواية وخاصة الآن أعمل دائماً فيما يشبه البحث العلمي الدقيق.. ففي رواية الطواحين قرأت كتباً كثيرة عن الفن التشكيلي وعن روسيا وبعض الشيء في الشعر، أما في رواية رماد الماء كما هو واضح بحثت فيها عن الأدب الأفريقي الشفهي والحكمة والأمكنة وتاريخ الطعام وثقافة الشرب.. وحدث الشيء ذاته في «الجنقو مسامير الأرض » حيث سافرت في أثر «الجنقو » قبيلة الحصاد إلى أثيوبيا وأريتريا وحلالات القضارف والحدود السودانية بين هذه الدول بحثاً عن المعرفة وتصيداً لك لماهو (جنقو جواري) و كتبت (مسيح دارفور) بعد أن أقمت في دارفور زهاء العام ونصف العام.
٭ هل تنجح عملية الرقابة في أهدافها؟
تنجح لبعض الوقت في بعض الأهداف الظاهرة مثالاً تنجح في حجب الكتاب في حالة الجنقو وإخوانه من الكتب الممنوعة من المستهدفين الذين ليس لديهم صلة بعالم الإنترنت.. لكن الرقابة في السودان رقابة خارج الزمن يستخدمون أساليب عفا عليها الزمن وأصبحت مكشوفة في عالم منفتح ومتواصل وصريح.. يستطيعون دفن رؤوس الناس في الرمال لكنهم لا يستطيعون دفن الأفكار..
٭حتى الكتب التي طبعتها أخيراً ستقوم بنشرها للقراء مجاناً عبر ألنت ومدونتك الشخصية ؟
إلي جمهور القراء والأصدقاء والصديقات قريبا جدا ستطرح كل الكتب التي منعت في معرض الخرطوم، اقصد كتبي في الشبكة العنكبوتية للقراء (داخل السودان)نعم مجاناً.. لابد من إتاحة الكتب للقراء، وهذا أيضا نوع من المقاومة
كلمة أخيرة
أتمنى التوفيق لرسامي الكاريكاتير المثابرين في السودان وأحب أن أقول لهم إن هذا الفن مؤثر جداً ويغذي سلسلة الأفكار في الفنون الأخرى.. أنا مثلاً كتبت مسرحية وحيدة وهي بعنوان (لحظات ليست أخيرة مع حنظله) متأثراً بصور واضحة لرسوم «ناجي العلي»
(نقطة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.