اشبيلية (اسبانيا) – دشنت الإماراتواسبانيا في اشبيلية أول محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم الثلاثاء وذلك بمساهمة مباشرة من أبوظبي، في مشروك ريادي قادر على توفير الكهرباء لعشرات الالاف من المنازل والحد من الانبعاثات الضارة بكميات هائلة. وقام بتدشين محطة "خيماسولار" العاهل الاسباني خوان كارلوس وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بحضور عدد من الشيوخ وكبار المسؤولين الاسبان. ويمثل افتتاح المحطة القادرة على إمداد الشبكة بالكهرباء على مدار 24 ساعة دون انقطاع، نقطة تحول كبرى في الدور الذي تنهض به الإمارات في قطاع الطاقة العالمي باعتبارها مركزا رائدا للمعرفة والخبرة في مجال الطاقة المتجددة. ويأتي هذا التعاون امتدادا لنهجٍ عريق يقوم على بناء علاقات دولية تعاونية وثيقة في عصرٍ تسعى فيه الإمارات إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة من مزيج الطاقة ما يعتبر أمرا ضروريا لضمان أمن الطاقة والحد من انعكاسات تغير المناخ. وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ان الإمارات ماضية في جهودها الرامية لتحقيق التنمية المستدامة والعمل على توفير أهم مستلزماتها والإسهام الفاعل في تعزيز أمن الطاقة العالمي عبر تعميم جدوى الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة المتجددة و بما يحقق توازن المصادر واستدامة الموارد اللازمة لمواجهة كافة التحديات المستقبلية. وأضاف ان النجاح الحقيقي يتطلب قيام "مصدر" (مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة) بتشجيع وإلهام ومساعدة الآخرين لإيجاد مصادر مستقبلية للطاقة، مشددا على الدور المهم لدولة الإمارات من خلال مبادرة "مصدر" في تعزيز العلاقات الدولية في مجال الطاقة المتجددة والتكنولوجيا المتقدمة والجهود الهادفة لضمان أمن الطاقة والحد من تداعيات تغير المناخ. من جانبه اكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال حفل الافتتاح على أهمية استغلال موارد الطاقة المتجددة وتطوير التقنيات المستعملة في استغلال هذه الطاقات من أجل تدعيم عملية التنمية المستدامة. وقال الشيخ عبدالله ان مشروع محطة "خيماسولار" يمثل خطوة مهمة على صعيد تطور ونمو قطاع الطاقة الشمسية في صناعة الطاقة المتجددة. تكنولوجيا في خدمة التنمية قال الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة مصدر ان افتتاح "خيماسولار" يجسد التزام دولة الإمارات بتوظيف إمكاناتها وخبراتها كأحد أكبر منتجي الطاقة في العالم في سبيل تطوير هذا القطاع. واضاف "إننا من خلال مصدر نعمل مع الشركاء الدوليين لتطوير ونشر أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية بما يضمن زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج متنوع من مصادر الطاقة يشمل النفط والغاز والطاقة النووية السلمية والآمنة لنسهم بذلك في ترسيخ الدور الريادي لدولة الإمارات بأن تصبح أيضا مركزا عالميا للمعرفة والخبرات في مجال الطاقة المتجددة". وأشار الجابر إلى أن دولة الإمارات وأسبانيا تمتلكان اهتماما مشتركا بتطوير الطاقة الشمسية نظراً لتشابه عوامل المناخ حيث توجد في اسبانيا مناطق تحظى بنصيب وفير من الإشعاع الشمسي وإن مبادرة أبوظبي لتطوير حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة تنطلق من مكانتها القوية وقدراتها الفائقة في قطاع النفط والغاز وتأتي مكملة لها موضحا أن هذه الرؤية هي التي أوصلتنا اليوم إلى افتتاح محطة الطاقة الشمسية الأهم على مستوى العالم من حيث تطبيق أحدث الابتكارات التكنولوجية على نطاق تجاري. ولفت الجابر الى أن أهمية هذه المحطة لا تقتصر فقط على كونها مشروعا تكنولوجيا بل هي مشروع تنمية اقتصادية واجتماعية و"نحن نتطلع إلى العمل مع الدول الأخرى للاستفادة من الفرص الهائلة التي ينطوي عليها هذا الإنجاز الكبير مشيرا الى ان أهمية هذا الإنجاز التكنولوجي تتمثل في إمكانية تزويد الشبكة بإمدادات مستقرة من الطاقة وبأسعار تنافسية". طاقة شمسية بعد غروب الشمس تطبق شركة توريسول للطاقة والتى تأسست كمشروع مشترك بين مصدر وسينير تكنولوجيا متقدمة ومبتكرة للطاقة الشمسية في هذا المشروع غير مسبوقة وبحقوق ملكية فكرية خاصة لاستخدام هذه الحلول على نطاق تجاري عالمي . وفي هذا السياق، أعرب إنريكي سينداغورتا رئيس شركة توريسول إنرجي عن أمله في ان تصبح شركته عالمية تقوم بتطوير واستخدام محطة الطاقة الشمسية المركزة كمصدر نظيف للطاقة لكي تساهم بحماية البيئة لأجيال المستقبل وسيمثل بدء العمل في محطة "خيماسولار" الخطوة الأولى المحورية في هذا التوجه مشيدا بالدعم الذي قدمته كل من "سينير" و"مصدر". بدوره قال جورج سينداغورتا رئيس شركة سينير ان الشركة خصصت خلال العقد المنصرم جهودا فكرية واقتصادية هائلة بغرض الإنشاء والتطوير التجاري لتوليد الطاقة الكهربائية الحرارية من محطة الطاقة الشمسية المركزة ولقد أثمرت هذه الجهود نتائجها حيث تم تقديم ثلاث مساهمات هامة لتطوير هذه التقنية بدءا بالتخزين الحراري الذي من شأنه أن يحسن بشكل جذري من أداء العمل ويجعل الإنتاج ممكنا حتى بعد غروب الشمس وزيادة فعالية الطاقة الكهربائية الحرارية من خلال اللواقط التي تعمل في درجات حرارة مرتفعة جدا وخفض التكاليف مع التصاميم الصناعية والعمليات وجميع هذه الابتكارات يتم استخدامها في محطة "خيماسولار". وقد نالت شركة "توريسول إنرجي" التي تقوم بالتطوير التجاري وإدارة الإنشاءات وتشغيل محطات الطاقة الشمسية المركزة حول العالم بتعرفة مضمونة لمدة 25 عاما من قبل الحكومة الإسبانية كما تقوم بتطوير محطتين إضافيتين هما "فالي 1" و"فالي 2" بالقرب من مدينة قادش الاسبانية وستعتمد المحطتان واستطاعتهما 50 ميغاواط على عاكسات القطع المكافئ. ومن المتوقع أن تقدما إنتاجا صافيا من الطاقة الكهربائية يبلغ 160 جيغاواط سنويا أي ما يعادل معدل استهلاك 40 ألف منزل وستساعد هاتان المحطتان على الحد من انبعاثات 90 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا ومن المقرر أن تباشرا العمل بنهاية عام 2011. و"مصدر للطاقة" تعتبر إحدى خمس وحدات متكاملة لشركة "مصدر" وتتولى مسؤولية بناء وتشغيل محفظة من مشاريع الطاقة المتجددة العملاقة كما تعمل حاليا على تنفيذ مجموعة من المشاريع الهامة مثل محطة شمس 1 بطاقة إنتاجية تبلغ 100 ميغاواط بدولة الإمارات بالإضافة إلى مشاريع عالمية مثل مصفوفة لندن بطاقة إنتاجية تبلغ 1000 ميغاواط.