تونس - طمأن الوزير الأول التونسي الباجي قائد السبسي واشنطن حول مخاوف صعود الإسلاميين في انتخابات المجلس التأسيسي المقرر إجراؤها يوم 23 أكتوبر/ تشرين الاول الحالي. وقال في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست" الاميركية "لا يوجد أي داع للقلق" مؤكدا أن " تونس بلد دينه الإسلام وليس جمهورية إسلامية" في تأكيد منه على أن تونس دولة مدنية لا دينية تضمن الحريات العامة والفردية بما فيها حرية المعتقد وترفض أي شكل من أشكال التطرف والتعب والكراهية. وتابع السبسي يوجد في تونس "خط أحمر لا يمكن تجاوزه ينص على المحافظة على هوية تونس وفقا لما نص عليه دستور 1959" مضيفا أن "جميع الأحزاب الإسلامية ليست هي نفسها" في تلميح إلى أن حركة النهضة الإسلامية تصنف ضمن خانة "الأحزاب الإسلامية المعتدلة". لكن الأوساط الإسلامية في تونس لا تتفق مع رأي قائد السبسي حول حركة النهضة التي تتوجس منها القوى الديمقراطية والوطنية وترى فيها حركة سلفية تسعى إلى الاستيلاء على منابر المساجد للترويج لبرامجها وتسعى بخطابها المزدوج لاحتكار الحياة السياسية. وأكد المفكر التونسي محمد الطالبي أن حركة النهضة شأنها شأن كل الحركات الإسلامية السلفية لا تؤمن بالديمقراطية التي تعني الاعتراف بحق الاختلاف بما في ذلك "حق الكفر" مشيرا إلى أن النهضة إذا ما فازت بالأغلبية في انتخابات المجلس التأسيسي "ستكون آخر انتخابات تشهدها تونس". وذهب الطالبي إلى القول بأن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يستغل الديمقراطية للوصول إلى الحكم، "فإذا ما حقق مآربه على الديمقراطية السلام". إلى ذلك قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون إن "كل مقومات النجاح متوفرة في تونس" بالنظر إلى "ما تحظى به الحكومة من مصداقية ووجود شعب واع ومتعلم وامرأة متحررة وطبقة وسطى هامة". وأضافت خلال لقائها الباجي قائد السبسي بواشنطن أن هذه العوامل مجتمعة كفيلة بطمأنة الجميع بشأن سلامة الانتقال الديمقراطي في تونس. وأوضحت أنها عملت منذ زيارتها الأخيرة إلى تونس على حث الإدارة الاميركية والكنغرس على مساندة مسيرة التحول الديمقراطي فيها، مؤكدة أنها تتطلع إلى اللقاء الذي سيجمع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالوزير الأول قائد السبسي، للتباحث حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية بالخصوص. وتابعت أن البعثات الاميركية الاقتصادية والدبلوماسية التي زارت تونس مؤخرا "عادت بأصداء وانطباعات إيجابية عما حققته البلاد بعد الثورة" وأعلنت في هذا الصدد أن الخارجية الاميركية ستنظم لقاء يوم 15 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل سيشارك فيه حوالي 200 مستثمر أميركي للنظر في سبل دعم تونس في هذه المرحلة الانتقالية. ومن ناحيته تعهد الباجي قائد السبسي بإجراء انتخابات المجلس التأسيسي في كنف الديمقراطية الوشفافية والتعددية.