***- الانقلاب السلمي الذي كان متفقآ عليه بين البشير وصلاح قوش، ووقع بالامس الجمعة 22/ فبراير الحالي وقام به الفريق أول صلاح قوش، لم يكن مفاجأة لاحد، خصوصآ اذا ما علمنا ان البشير بعد ان انسدت امامه كل طرق الخروج من الازمات الطاحنة والمشاكل الاقتصادية التي جلبها للبلاد ، لم يكن امامه من حل اخر الا تسليم كل زمام امور البلاد لمدير جهاز الأمن المخابرات الفريق أول صلاح عبدالله قوش ، وترك له البشير الحبل علي الغارب، وملكه حرية التصرف بكامل ارادته في ادارة شؤون البلاد بما يحلو له وبمزاجه!! ، وان يتصرف (قوش) في خلق الله كما يريد بدون مساءلة او حساب من احد او من اي جهة رسمية !! 2- ***- لم يكن امام البشير من حلول اخري الا ان يقبل بفكرة قوش الرامية الي التخطيط لانقلاب يبعد عنه معاناة الشارع المنتفض ، وان يبقي بعدها البشير رئيس (صوري)!!، ويصبح وضعه الجديد مثل وضع ملكة بريطانيا لا يحكم ويتمتع بصلاحيات سياسية رمزية، وان لا يتدخل في الشأن الداخلي والخارجي للبلاد!! 3- ***- منذ وقوع انقلاب الامس الجمعة 22/ فبراير، اصبح البشير رئيسآ "هامشي" بمعني الكلمة ، حاله مثل حال عشرات الآلاف من اعضاء الحزب الحاكم يقف موقف المتفرج علي الاحداث بلا تدخل او توجيهات!! ، مسؤولياته اصبحت تنحصر في التفرغ للسفريات والرحلات داخل البلاد وخارجها ، له الحق في ممارسة هواية الرقص والتنطيط ، واطلاق ما شاء له من تصريحات وعبارات في اثناء طوافه بالولايات مع وداد او بدونها!! 4- ***- من مهازل ما وقع بالامس بعد نجاح الانقلاب – (وهو شيء لم يحدث من قبل في تاريخ الانقلابات العسكرية في السودان)- ، ان المشير البشير الذي هو اعلي رتبة عسكرية من الفريق قوش، هو من قام بمهمة الاعلان عن الانقلاب علي الملأ، وقرأ علي الحاضرين في القصرالبيان العسكري رقم واحد بدلآ عن قوش صاحب الانقلاب!! 5- ***- اعلن البشير في البيان العسكري عدة قرارات عسكرية لم تكن جديدة، وسبق ان عاصرنا مثلها من قبل في انقلابات سابقة!! 6- ***- انقلاب الفريق أول (أمن) قوش يشبه الي حد بعيد الانقلاب السلمي الذي قام به فلاديمير بوتين ضد بوريس نيكولايفيتش يلتسن وابقاه "رئيسآ صوريا" في روسيا، وتولي هو (بوتين) ادارة الدولة منذ عام 1999 حتي اليوم. 7- ***- لو تمعنا في حال الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية اليوم ، لوجدنا ان عبدالعزيز بوتفليقة الذي بلغ مرحلة متقدمة من العمر (82) عامآ ولا يقوي علي المشي والحركة ويعاني من اثار جلطة دماغية ليس هو الرئيس الفعلي في الجزائر، وانما ادارة (دائرة الاستعلام والأمن الجزائرية)، التي ابقته رئيس "ديكور" تحكم الاستخبارات البلاد من خلفه!! 8- ***- سبق من قبل ان طرحت جهات سياسية ودبلوماسية متعددة، وايضآ مؤسسات صحفية سؤال حول من (يحكم سورية اليوم؟!!)، تنوعت الاجابات : (أ)- ***- فهناك من يؤكد ان إن روسيا هي التي تحكم سوريا. (ب)- ***- ويقول آخر، بل إيران هي التي تحكم الأرض بينما روسيا تحكم سماءها. (ج)- ***- ويقول ثالث، لا تنسوا اليد الخفية لإسرائيل ومن خلفها الولاياتالمتحدة التي أنشأت قواعد عسكرية في سوريا وتوقفت عن دعم المعارضة. (د) ***- وقد يذكرنا أحدهم بوجود قوات عسكرية لعدة دول تشارك في الحكم من وراء ستار بذريعة كونها تشارك في مكافحة الإرهاب. (ه)- ***- ولن ننسى الحضور القوي للميليشيات الطائفية والعرقية التي جاءت من كل أصقاع الأرض، وبخاصة من لبنان والعراق، وتقاسمت النفوذ مع الآخرين بحسب قوتها العسكرية. (د)- ***- لكن واقع الحال في سوريا، يؤكد ان (المخابرات السورية) القوية هي القابضة علي زمام الامور في البلاد، وهي التي تفرض سيطرتها وارادتها علي الرئيس (المهمش) بشار الاسد!! 9 ***- اذآ مما سبق اعلاه من معلومات ، نجد ان حال السودان اليوم لا يختلف عن الجزائر وسورية، وان صلاح قوش هو الذي يحرك الامور ويستاثر وحده بالشأن الداخلي والخارجي للبلاد!! 10 (أ)- ***- بالامس القريب تخلص صلاح قوش نهائيآ من الفريق أول بكري حسن صالح (اخر جنرال في المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)، وهو من امر البشير باصدار قرار الاطاحة، واخلاء منصبه السابق، وتعيين الفريق أول ركن عوض محمد احمد إبن عوف نائبا أول لرئيس الجمهورية ووزيرا الدفاع!! (ب)- ***- قبل اسابيع قليلة مضت، كان صلاح قوش قد تخلص من الفريق محمد حمدان دلقو، المشهور باسم "حميدتي" ، قص اظافره، و(نتف) ريشه ، وابقاه رئيس بلا صلاحيات علي قوات الدعم السريع!! (ج)- ***- صلاح قوش هو من قام بإعفاء الولاة وتكليف ولاة ولايات كلهم جنرالات ، بعضهم لم يسبق لهم ان تولوا مهام مدنية من قبل!! (د)- ***- لاول مرة منذ ثلاثين عامآ، نجد ان اسم الفريق أول عبدالرحيم حسين خارج قائمة التعيينات الدستورية !!، مما يؤكد ان صلاح قوش هو الذي قام بالتعيينات وتعمد ابعاد (اللمبي) صديق البشير وسائقه الخاص من تعيينه في اي منصب دستوري!! (ه)- كل الجنرالات الذين تم تعيينهم اخيرآ هم اقرب الناس التصاقآ بصلاح قوش عن البشير: – فريق أول / شرطة هاشم عثمان الحسين – ولاية الخرطوم – فريق أول ركن / علي محمد سالم – ولاية الجزيرة – لواء ركن (م) / الطيب المصباح – ولاية نهر النيل – فريق ركن / محمد علي قرينات – ولاية كسلا – لواء ركن / المرضي صديق المرضي – شمال كردفان – لواء ركن / مصطفى محمد نور – ولاية البحر الأحمر – فريق ركن / أحمد خميس بخيت – ولاية النيل الأبيض – لواء مهندس فني ركن / عيسى عبد الله إدريس – ولاية سنار – فريق أول ركن / يحي محمد خير- ولاية النيل الأزرق – فريق أول ركن / هاشم عبد المطلب أحمد – الولاية الشمالية – لواء ركن (م) / النعيم خطر مرسال – ولاية شمال دارفور – فريق ركن /أحمد علي أبو شنب – ولاية جنوب دارفور – فريق ركن / محمد منتي عنجر – ولاية جنوب كردفان – لواء ركن / خالد نور الدائم – ولاية وسط دارفور – فريق أمن / دخر الزمان عمر محمد – ولاية غرب كردفان – عميد أمن / مبارك محمد شمت – ولاية القضارف – لواء ركن / مهلب حسن أحمد – ولاية غرب دارفور – لواء ركن / سليمان مختار حاج المكي – ولاية شرق دارفور. (و)- ***- هؤلاء الجنرالات (اعلاه)، والجدد في السلطة، والقابضة علي زمام الامور هم (قد) سيسهلون ويساهمون بجدية في انقلاب (جدي) يقوم به صلاح قوش ضد المشير البشير الرئيس (الصوري)، خصوصآ وان البشير لم يعد مقبولآ في الساحة السياسية داخل البلاد، ومكروه وممقوت في كل مكان!!، اعلن قوش علي الملأ ونشرت الصحف تصريحه ان البشير لن يترشح مجددآ!!!!!!! 11 ***- ولكن هناك عامل لايمكن لا احد ان يتجاوزه ، انه مهما كانت قبضة العسكر قوية، وآلت لهم امور البلاد بالقوة ، فانها لن تقدر علي لوي يد الشعب الذي انتفض بشدة ولن يتراجع ، لقد قدم الشعب بكل جسارة وتضحيات نحو (50) شهيد، واكثر من اثنين الف جريح، ونحو خمسة معتقل مازال اغلبهم في المعتقلات، ***- انها انتفاضة لن تتوقف حتي ازالة النظام ، شاء ام ابي الجنرالات ، وليس امامهم من حل اخر الا الاستغناء عن التفكير في البقاء بالسلطة ومعاداة البشير…وان يجنحوا للانتفاضة كما حدث في يوم ستة ابريل عام 1985. بكري الصائغ bakirielsaiegh