خرج مئات المتظاهرين في السودان، اليوم الأحد، في موكب جديد من الاحتجاجات، لا سيما في مدينة أم درمان، غربي العاصمة الخرطوم، تحدياً لحالة الطوارئ المعلنة في البلاد منذ 22 فبراير/شباط الماضي. وطوّقت قوات الشرطة والأمن مقر حزب "الأمة "، بعدما حدّدته المعارضة نقطة لبداية التجمع المقرر له التوجّه إلى مقر البرلمان، إلا أنّ المحتجين انسحبوا لنقاط أخرى، ورددوا هتافات الحراك الشعبي المعتادة "حرية سلام وعدالة" و"الثورة خيار الشعب"، و"رص العساكر رص… الليلة تسقط بس"، "سلمية سلمية ضد الحرامية"، وغيرها من الشعارات. وكان تحالف "إعلان الحرية والتغيير" المعارض الذي يضم "تجمّع المهنيين السودانيين"، و"نداء السودان" وقوى الإجماع الوطني والتحالف الاتحادي، قد أصدر بياناً مشتركاً دعا فيه للتجمع أمام مركز حزب "الأمة" في مدينة أم درمان، للانطلاق نحو البرلمان، من أجل تجديد المطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، وتشكيل حكومة انتقالية. وقال البيان إنّ "موكب اليوم في أم درمان، الذي يتزامن مع مواكب أخرى في عدد من المناطق، يأتي احتجاجاً على التعذيب والقتل، وضد نظام البطش والتنكيل والقهر، ورفضاً لقانون الطوارئ"، مؤكداً "التزام المواكب بالسلمية مع التزام كل من تجمع المهنيين وحلفائه بالعمل السلمي في كافة خطواته الساعية للتغيير". ودعا البيان "الجميع لرفع اللافتات، واستخدام مكبرات الصوت، والهتافات الموحدة، والتلويح بالأعلام الوطنية، تعبيراً عن وحدة الصف الوطني تجاه قضية رحيل النظام، ورفض أي التفاف على مطالب الثوار". وأطلقت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، اليوم الأحد، فيما ألقت قوات الأمن القبض على العشرات، تمهيداً لتقديمهم لمحاكم الطوارئ، كما حدث في الأيام الماضية. وفي 22 فبراير/شباط الماضي، أعلن البشير حالة الطوارئ وحل الحكومة المركزية وحكومة الولايات، ودعا المعارضة لحوار سياسي للخروج بالبلاد من أزمتها، لكن المعارضة تجاهلت تلك الدعوة، وتعهدت بالمضي في تظاهراتها حتى إسقاط النظام. وحكمت محكمة في الخرطوم، أمس السبت، بالسجن لمدة شهر والجلد 20 جلدة، بحق 9 متظاهرات لإدانتهن ب"التظاهر غير المشروع". وكان جهاز المخابرات السودانية قد أعلن، قبل يومين، عن توقيف شحنة أسلحة وذخائر جرت محاولة تهريبها للخرطوم لتنفيذ "مخطط إجرامي كبير" تشارك فيه أطراف من الداخل والخارج، وتلعب فيه حركة "تحرير السودان" بزعامة عبد الواحد محمد نور، الدور الرئيسي فيه، على حد قول إفادات الجهاز. لكن الحركة نفت في بيان، تخطيطها لمثل هذه الأعمال، مؤكدة أنها تدعم الحراك الشعبي في البلاد. ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اندلعت احتجاجات شعبية في السودان، شملت أكثر من 30 مدينة، وسقط نتيجتها أكثر من 50 قتيلاً، وفق إحصاءات المعارضة، بينما تقول الحكومة إنّ العدد يصل إلى 32 قتيلاً فقط. العربي الجديد