تجددت الاحتجاجات الشعبية في عدد من أحياء العاصمة السودانية الخرطوم، الأحد، للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير وتشكيل حكومة انتقالية. وجاءت تظاهرات الاحد استجابة لدعوة من تجمع المهنيين السودانيين و3 تحالفات أخرى من قوى الحرية والتغيير، التي خصصت تظاهرات اليوم للتضامن مع الخريجين والعاطلين من العمل وفي منطقة السوق المركزي جنوبالخرطوم، سار مئات المحتجين في موكب وصل إلى تخوم الميناء البري، مرددين هتافات الحراك الشعبي المعتادة، وكلها تطالب بسقوط النظام، وذلك قبل أن تتدخّل دورية للشرطة وتطلق الغاز المسيل للدموع، ليتفرق المتظاهرون إلى الأحياء القريبة ليتجمعوا في نقاط أخرى، بينما شوهدت قوات من الأمن تهرع إلى المكان. وشهدت مدينة أم درمان غرب الخرطوم تظاهرات مماثلة شارك فيها المئات، وشملت شارع الدكاترة، أشهر شوارع المدينة، وكذلك أحياء ابوروف وودنوباوي والبوستة، واستخدمت الشرطة في مواجهتها الغاز المسيل للدموع، بينما ألقت القبض على عدد من المتظاهرين يتوقع تقديمهم للمحاكمة بموجب قانون الطوارئ، كما حدث في مرات سابقة. كذلك ألقت السلطات الأمنية القبض، أثناء التظاهرات التي شهدتها مدينة أم درمان، على ابنة رئيس حزب الأمة القومي رباح الصادق المهدي. وأكدت المهدي، في رسالة بعثت بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنها ستقدم للمحاكمة بموجب قانون الطوارئ، وطلبت من معارفها عدم دفع أي غرامة تصدرها المحكمة حتى ولو أدى ذلك إلى سجنها. ولاحقاً، برّأت محكمة رباح الصادق المهدي من تهمة التظاهر غير المشروع. وطبقاً لناشطين، فإن التظاهرات شملت كذلك منطقة الكلاكلة جنوبالخرطوم، وبري شرق الخرطوم، وفيها أغلق شباب الشوارع المؤدية إليها قبل أن يتجمعوا في تظاهرات. وتزامنت تظاهرات اليوم مع زيارة لوفد من الكونغرس الأميركي. وفي بيان له، قال تجمع المهنيين المعارض إن النظام السوداني يحاول استغلال زيارة الوفد لإرسال رسالة للمجتمع الدولي عن "سلميته"، وذلك في غياب أجهزته الأمنية عن بعض أماكن التظاهر. وأكد البيان أن "الآلاف الآن في الشوارع، وأن هتافهم يصل إلى عنان السماء، فلنؤازرهم ونخرج جميعاً من الأحياء والفرقان والحارات إلى الطرق الرئيسية للالتحام بالمواكب"، مطالباً المتظاهرين ب"إبراز قوتهم المتمسكة بالسلمية في طريقها للحرية والتغيير".