كلمات استحضرتها بمناسبة زيارة الأفسد عمر البشير إلى حسين (الطِنجير)! وقد اختصرتها من كتاب العلامة عبدالرحمن الكواكبي (1855 1902م). هذا الكتاب كما قلت مرة يظل عدو الطغاة في أي عصر؛ ففيه تبيان فاضح للعقل المستبد وكيف يفكر.. وخلود أفكار الكواكبي التنويرية حول المتسلطين والظَلَمة جعلت منه شخصية حاضرة بهذا الكنز؛ مُمثلاً في كتابه (طبائع الإستبداد ومصارع الإستعباد)).. يقول في إحدى إضاءاته وكأنه يخاطبنا اليوم: (لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفاً لما أقدم على الظلم).. كما يخبرنا بملمح (كيزاني) في هذه الخلاصة: (تبقى الأديان في الأمم المأسورة عبارة عن عبادات مجردة صارت عادات، فلا تفيد في تطهير النفوس شيئاً، ولا تنهي عن فحشاء ولا منكر لفقد الإخلاص فيها تبعاً لفقده في النفوس). * وتظل هذه المختصرات (الكواكبية) أفضل ما يتأمله القارئ حول لحظة الثورة السودانية التي جمعت الأشر البشير بالأشر (البوق). (1) الأسافل لا تهمهم الكرامة وحسن السمعة، إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم من شاكلته. (2) المستبد يتخذ المتمجِّدين سماسرة لتغرير الأمة باسم خدمة الدين، أو حب الوطن، أو توسيع المملكة، أو تحصيل منافع عامة، أو مسؤولية الدولة، أو الدفاع عن الاستقلال، والحقيقة أن كل هذه الدواعي الفخيمة العنوان في الأسماع والأذهان ما هي إلاّ تخييل وإيهام يقصد بها رجال الحكومة تهييج الأمة وتضليلها. (3) كلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش المتمجدين العاملين له، المحافظين عليه، واحتاج إلى مزيد الدقة في إتخاذهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو ذمة. #موكب24مارس وحِّدوا الصفوف.. أو.. وحِّدوا المواكب في (موكب الأحد).. فبوحدة ثوار السودان ستسقط دولة البغاة وسماسرتهم ومرتزقتهم و(دابّتهم) المِكرِّشة بالسحت و(حق الناس)..!