إِذَنْ , هذا هو العنوان الذي وقع عليه اخْتِيارُنا للرواية التي فَرَغْتُ من كتابتِها ليلةَ أمْس . – لقد ذَكَر الشيخ حمد النَحْلان أنَّ والِدَتَهُ ماتت ،وهُوَ في بَطْنِها .وبعد دَفْنِها وانصرافِهِم تَذَكَّرَ أحَدُهُم أنَّه نَسِيَ جُزْلانَه في القبر .فرَجَعَ، ورجَعَ مَعْهُ آخَرون .فوجَدُوا الطفل خَرَجَ من بَطَنِ أُمِّه ،وخَرَجَ من التُرَاب ، وجَلَسَ في انتظارِهِم يلْهُو بشئٍ يُقَلِّبُه بيَدَيْهِ الصَغِيرَتَيْن .فسَمَّوْهُ, وَدَّ التُرَابِي. شَبَّ وَدَّ التُرَابِي وكَبُرَ .ولَمَّا شَبَّ وكَبُر إِدَّعَى أنَّهُ المَهْدِي المُنْتَظَر .وفي العام 1680م على عهد الفونج , كانَ وَدَّ التُرَابِي في مَكَّة ،وكانَ هُناكَ أيضاً الشيخ الصابونابي ،المدفون خارج سِنْجة ود عبد الله ،والذي يَحْلِفُ بحَيَاتِه الناس .وكانَ هناك أيضاً ميرف الحَوَارِي .فأرْسَلَ وَدَّ التُرَابِي ،أرْسلَ ميرف إلى سِنَّار لِيُعْلِن ظُهُور المَهْدِي ،فَأَمَرَ الملك ,بادى أبُو دِقِن بقَتْل ميرف والطواف به يَجَرُّونَه على الأرض .فأرْعَدَت لذلك السماء ،وهَطَلَتِ الأمطارُ في غَيْرِ وَقْتِها ،وحَطَّمَت السيول المنازل ،وأحْدَثَت جنازة ميرف خوراً هُوَ خور خنيجر . "شُكْرِي" شكرى عبد القيوم [email protected]