كم كانت المفاجأة صادمة للذين بالغوا في الإستخفاف بدعوة التظاهر في يوم النصرعلى الديكتاتوريات الغاشمة في كل أزمنة بسالة شعبنا ذلك الجواد الأصيل الذي يكسب الرهان دائما بعد الصبر الطويل سعياً في مضمار بلوغ الهدف المرسوم . وهاهي مهلة اليومين قد مرت على إنتظارك يا نافع فخاب توقعك اللئيم وسقط المشهد على راسك كالصخرة ..مثلما كانت الإثنتان في المائة التي قيم بها حسين خوجلي عددية الذين يخرجون في مظاهرات تجمع المهنيين وعقدة عمره الشيوعيين والبعثيين و جماعة المؤتمر السوداني..فأين ياترى نسبة الثمانية والتسعين التي تباهي بتبعيتها لهم ! ولوت أيضاً الصدمة لسان الصبي صاحب فضيحة فنيلة مسي أبي عزالدين فلجأ الى الكذب عبر الفضائيات ليقول ماكان للمواكب المليونية التي إعترف بضخامتها كارهاً ..أن تصل الى هدفها لولا التنيسق بين أجهزة الأمن والجيش لفتح المعابر وتسهيل مهمتها. وهويعلم أن تلك القوات التي يتحدث بنفاق واضح عن كرمها الفياض المفاجي ء هي ذات التي كانت ترتعب من مواكب عشرات الطلاب ومئات المحتجين وتتعامل معهم بكل وقاحة البطش ..فكيف تتنزل عليها هذه الحنية ..والكل يشهد على ذهولها الذي أخرسها واصابها بجحيم الإحباط حينما داهمتها سيول الجسارة البشرية التي تدفقت من كل حدبٍ وصوب ! وهكذا دائماً يكون مصير الذي يستصغر شرارة الغضبة أويتعامى عنها ..ولا ينتبه لسوء عاقبة إحتقاره لكرامة هذا الشعب الخلوق فيكاد يقتله الذعر اليوم كالفأر الذي وقع في المصيدة وهو يضرب رأسه المهموم بسياج ليس فيه مخارج للنجاة . الآن حق لشعبنا أن يبدل صيغة هتاف تسقط بس ..ليصبح سقطت تب ..فقد فات آوان دعوات الحوار و الإلتفافات الهادفة الى كسب الزمن حتى يرتب الحرامية حقائب الهروب بما نهبوه أو يدبروا سبل اللحاق بما هربوه سلفاً ! وعلى الجيش الذي وصلته رسالة الجموع التي باتت على مقربة من داره أن يتحمل مسئؤليته الوطنية ويقف الى جانب شعبه الذي هو من أبنائه الشرفاء الذين يعول عليهم لينقضوا على تنابلة السلطان من قادة الأدلجة الكيزانية ويثأر لكينونته وعزته التي أحالها النظام الى إمتيازات وأتوات بذلها للمليشيات و العصابات التي حاولت أن تتعدى مساء الأمس على ضيوفه المعتصمون أمام قيادته.. و هي ملك خالص للأمة وليست تكية لمهاويس النظام البغيض .. وكانت ستحدث مجزرة بشعة لولا تصدي بعض فتية القيادة العامة والقموهم حجارةً جعلتهم يلون ذيول التولي خلف خيبة مخططهم الدموي الشريرلفض ذلك الإعتصام السلمي بكل المقاييس الأخلاقية والتنظيمية. فمن لحظة إنطلاق مواكب أبريل في نسخته الثانية ..لن نقول بعدالآن غير سقطت تب ..لان تسقط بس أصبحت عبارة من الماضي ..مثلما أن الغد المشرق لناظرنا قريب .