بعدأن سدُت الملايين الهادرة كل سبل الخلاص في وجه المسيرالبشير وبعد أن فقد ثقته في سند الجيش له وقد باعه رخيصاً ليرتمي في أحضان المليشيات ومرمط عقيدته الوطنية في تراب اليمن ليسدد فاتورة فساده التي جعلت البلاد تجلس على قارعة الفقر ..ورغم أن إشارة الشعب أصبحت تؤمي له على إتجاه الخروج فقط ..حيث لم يعد أمامه ثمة خيارات آخرى ..هاهوالرجل الذي أضاع كل فرص الخلاص ..عاد ليبحث عن نجاته في أروقة المؤتمر الوطني المهجورة مجدداً متذكراً حديث على عثمان الخبيث وقدعشمه في مقدرة كتائب الظل الفدائية لتفض له جموع المعتصمين ولا يهم بحور الدماء التي ستغرق هذا الثرى الطاهر ولا عدد من يريدهم أن يموتوا في سبيل بقائه وهوسلوك ليس غريباً على من رهن الوطن كله ولسنوات طويلة من أجل سلامته الشخصية ! الان مع تطور الأحداث سينفض من حوله سامر المنافقين الذين أوصلوه الى هذا الفخ وأولهم المؤتمر الشعبي الذي لوح بقرب قفزه نهائياً عن مركب الحكومة . وستترى خلال يومٍ و يومين إن لم يكن ذلك في ساعات قليلة موجات الهروب من حوله كمريض الجرب المتقيح . لذا فعلى عقلاء الوطن من الشخصيات القومية ذات الوزن الإجتماعي وليس بالضروة السياسي أن يشكلوا وفداًمن أعيان القبائل والنواحي ليوقفوه عند حده ..لآن مصارعة صخر الشارع لم تعد ممكنة وقدتجاوزت المسيرات والإعتصامات الملايين ولن يصدها طيش صبية المليشيات وكتائب الظل وسلاح ملثمي الأمن . فإذا كان هو من دأب دائماً على تخويف الناس بمصيرالدول التي إنزلقت الى الحروبات والتفكك فإن ذلك لم يكن بسبب ثورة شعوبها على الظلم والإقصاء ..بل بسبب تصلب قادتها في عدم الإستجابة لما تريده هذه الشعوب من مطالب كان تحقيقها بسهولة وسلاسة سيجنب بلادهم كل تلك الويلات لولا جنوح حكامها الى الحلول الأمنية التي يريد البشير إعادتها بذات وسائل القمع و القتل . لكن النهاية حتماً ستكون سقوطه مخلفاً خسائر يمكن تجنبها قبل أن تنزلق البلادالى السيناريو الذي يخيف به الناس ..فهل يلتقط عقلاء الوطن قفازالمبادرة قبل أن يحرق هذا النيرون الأزعر البلاد بنار خوفه ممن قالوا له إرحل وحقده على من سيتخلون عنه في اللحظات المفصلية و الحرجة . فنظرة خاطفة الى عاصمة المليون شهيد ..تكفي لرؤية خاتمة مواقف الذين تركوا بوتفليقة آخر المودعين يزحف على كرسيه كسيحاً بلا أنيس أوجليس في عزلته التي جلبها بيدي عناده !