الليلة .. تسقط بس .. لقد حان أيها الشعب العظيم موعد تحقيق هذا الشعار الذي رفعه الثوار منذ اندلاع الثورة .. أما الليلة فلم تعد ليلة النصر المتوقع بل لتكن هذه الليلة هي التاريخ الفعلي لسقوط نظام القتل والترويع. .. هذا النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة .. يعاني من الحيرة والارتباك .. لا يعرف ما يفعل لذلك يجب الإجهاز عليه وهو " يفرفر فرفرة المذبوح" بعد أن ذبحه الشعب بسكين السلمية والالتزام الصارم بها وفوّت الفرصة على المتربصين والخائفين والمترددين من مصير شعوب أخرى هي أصلا أقل وعيا وأحدث تجربة من الشعب السوداني العظيم الذي يحق له أن يفخر ويفاخر كل شعوب الأرض بسابقة لم تحدث وهو أنه يطلق مواكب التحدي لإعلان حالة الطوارئ بجنود وحشود لم يروها فكان هذا فخرا لشعب لا يعرف التخاذل ولا التنازل ولا ترهبه قرارات النظام المذعور. نحن الآن في معركة الساعات الأخيرة .. فلتكن هذه الليلة هي الموعد المضروب ليكتب التاريخ نهاية هذه العصابة المتعطشة لسفك المزيد من الدماء .. هؤلاء وصلوا مرحلة الدفاع عن رقابهم وممتلكاتهم .. وسبق أن قلنا إن سيف القانون هو الذي يحكم و" يدوس الكيزان دوس " فلسنا دعاة فوضى أو انتقام لكنا دعاة محاسبة صارمة حاسمة لا ترحم قاتل ولا تخفف على مجرم ولا تتهاون مع من عذب وظلم وسرق وشتم الشعب واستخف به بحماقة وصفاقة وذلك ليكون الجزاء بحجم الجريمة والعقوبة من جنس العمل. تمر ليالي الصمود التي يستبسل فيها شباب السودان أمام القيادة العامة للجيش ولكن تسيل المزيد من الدماء .. وقد شهدت هذه الأيام تضامنا لم تعرفه ثورات العالم، شعب يهب فقراؤه قبل أغنيائه لتقديم الطعام والشراب بل ويجمعون " حق المواصلات وحق الاتصال للأهل من موقع الاعتصام " لمن لا يستطيع .. شعب تجتهد نساؤه في تزويد المتظاهرين الشرفاء بسندويتشات يقتطعنها من قوت صغارهن لتعين الثوار على ساعات الصبر الطويل والهتاف الذي لا يتوقف وقطع المسافات مشيا على الأقدام وتظهر مظاهر عزة النفس والشهامة في أن كل واحد يؤثر من يكون بقربه على نفسه ليستقر ما يقدم للأقرب منهم في يد من يبعد عنه كثيرا.. لله درّهم فهذا جيل لن ينهزم أبدا .. " يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة".. ووسط هذا التضامن الشعبي يطل علينا بوق الحكومة الأجوف حسن طرحة "الصحاف" وطبل النظام التمبل حسين خوجلي "مسيلمة الكذاب" ليطلقوا كذبتهم الصلعاء عن تمويل خارجي بمئات ملايين الدولارات للمتظاهرين!!!! أيها الشعب العظيم .. هؤلاء الأبالسة من إخوان الشياطين لا يؤمن لهم جانب مهما تراجعوا أمام زحفكم والحذر واجب ومهما لاحت بشائر النصر يبقى أن الأهم ألا تطول فترة ممارسة الكر والفر معهم بل حان وقت الالتحام والاقتحام لأن أي ساعة تمر تطيل عمر النظام وتمنحه المزيد من الوقت لاستخدام كتائبه والتفكير في ارتكاب جرائم أخرى بحق الثوار العزل، لذلك يجب أن تكون الضربة القاصمة للنظام عبر إسكات صوته ، فلتتحرك الحشود لتخرس وكر الأكاذيب وذلك باحتلال جماهير الشعب للإذاعة والتلفزيون الحكومي حتى ينقطع عن العالم كما يجب على الجماهير الزحف نحو المطار من كل ناحية ودخول مدرج الطائرات للاعتصام هناك وذلك يعني السقوط الفعلي للنظام.. لقد حان الوقت لتغيير التكتيك والأهداف فالملايين الهادرة في الشوارع لديها فائض كبير وتستطيع ببساطة احتلال الإذاعة والتلفزيون والمرابطة أمامها ومنع الدخول للعاملين بأجهزة الدجل والكذب التي ما زالت تبث الأغنيات وبيانات التضليل لأبناء الشعب في الأماكن البعيدة فيصدقها من لا يرى جموع الشعب تحاصر مقر البشير وعصابته وستكون نتيجة انقطاع النظام عن العالم هي تغيير مواقف الدول المترددة وبعدها سرعان ما سنرى بياناتهم تؤيد الثورة وتدعو النظام للاستسلام.. فلتكن هذه الليلة بل هذا اليوم هو مسك الختام لثورة الشعب الظافرة وإعلان وفاة الإنقاذ وعهد الإنقاذ ليتفرغ الشعب بعدها لكنس آثار ثلاثين عاما من البؤس لطخت تاريخ هذا الوطن الجميل وحتى نعيد للوطن العزيز تاريخ المهابة والعزة والكرامة. النصر لكم .. ولا نامت أعين الجبناء .. والليلة تسقط بس. أبو الحسن الشاعر