حينما دعا تجمع المهنيين لأول موكب لتنحي البشير ونظامه في شارع القصر في الواحدة ظهرا يوم الثلاثاء 25ديسمبر 2018 طوق رجال الأمن الشوارع لمنع الالاف من المتظاهريين السلميين من الوصول إلى القصر الرئاسي. رافقت «إيمان يوسف» الحاصلة على درجة الماجستير في الإدارة من جامعة الخرطوم الموكب الذي سلك شارع المك نمر في مسعى للوصول الى القصر الرئاسي وتفادي رجال الأمن. صورتها التي ألتقطت من هاتف أحد النشطاء وهي تلوح بيديها من شارع المك نمر تحولت لاحقاً إلى أيقونة للانتفاضة الشعبية ورسوم كست جداريات الخرطوم حتى دعوات القوى الإحتجاجية ادرجتها ضمن صور دعوات التظاهر الاسبوعية. جسارة إيمان مكنتها من المشاركة في عشرات المواكب خاصة نهاية الاسبوع كما درج تجمع المهنيين وهي قوى تقود حركة الاحتجاجات الشعبية على التظاهر الحاشد الخميس من كل أسبوع خلال اربعة اشهر من الاحتجاجات حتى الاطاحة بالبشير. تقول إيمان «كنت أغادر المنزل أخفيت مشاركتي في الاحتجاجات عن عائلتي لكنني كنت أخبرهم لاحقا لأنهم يشعرون بالقلق من عدم عودتي الى المنزل تم إعتقالي مرة واحدة من موكب امدرمان وافرجوا عني بعد سيل من الشتائم اللفظية .. كنت على يقين ان النظام يقترب من السقوط». تتوجس إيمان البالغة من العمر 25 عاماً من العودة للمنزل بعد المشاركة في الإحتجاجات بوسط الخرطوم و الاحياء ولاتقترب من منزل عائلتها دون مراقبة الشوارع للتأكد من عدم إنتشار رجال الأمن او الشاحنات الأمنية. لا تتذكر هذه الفتاة التي تعمل مصرفية في بنك محلي بالعاصمة عدد الاحتجاجات التي شاركت فيها بالعاصمة السودانية لكنها تشدد على انها شاركت في « جميع المواكب التي خرجت الخميس من كل أسبوع وإحتجاجات الحي». ورغم مساع من نظام البشير المخلوع بتسريب الإحباط الى المحتجين والتقليل من وطأة احتجاجات الاحياء الا ان ايمان والالاف من رفيقاتها سعين الى تتويج الاحتجاجات بإجبار البشير على التنحي في الحادي عشر من أبريل بعد احتجاجات مليونية إستمرت خمسة ايام قرب مقر قيادة الجيش السوداني. تؤكد إيمان أن «السلمية حل ناجع للإطاحة بالدكتاتور المخلوع وترياق لتحقيق مطالب الثورة لإكمالها واقامة نظام ديمقراطي .. إنه خروج الى بر الأمان».