إذا كانت قاعدة رصانة الكلام يتمثل فيها لسان الإنسان بنوعيه تشبيهاً بأصالة الحصان إذا ما صانه صاحبه بحسن الرعاية وجودة التدريب ..فتراه يحرز قصب السبق في مضمار الإعجاب دائما ..فإن لسان المرأة هوالأحق بان يكون ملجماً بضوابط العفة التي تنحني النجوم لسمو سيرتها وتتثنى الجبال ذوباً مع رقة صوتها حينما يشدو بالحق . فحينما تشذ أصوات بعض الحناجر النسائية التي نخرها سرطان الحالة النفسية وهي تعتصردواخل صاحبتها التي تبحث عن الشهرة ولوبالخطاب المنبوذ في زمن الجسارة الثورية ..فإن تلك الأصوات لاتعلو الى مسامع الفضاء بقدرما هي تندفع ساقطة الى ما دون مواضع أحذية المسيرة التي تلتصق فيها أكتاف هتافات حواء وآدم السودان الذي سيتشكل على خارطة رحم الغد القادم بخصوبة ترابه التي لم تشتكي يوماً من تراجع فحولة زمانه التي تتجاوزكل المعاني الساذجة لعبارات الوقاحة ولعل صاحبتها تظن أن كسر الحواجز عن المسكوت هي من أولويات نساء السودان ..إذ لم يكن وقوفها عند حوافه الهشة خوفا ولكنه الحياء الناطق بعيون التلميح وليس المتجاسر بقلة أدب التصريح ! وأخرى تأتي بخفة رأسها الخاوي لاهثة من الأصقاع البعيدة كلما هبت رياح البحث عن تكسب العطايا من الفتات الذي يعافه حتى نمل الموائد ولا يهم أن تطلّب منها الأمر رقصة لإولى الأمر المندحرفتؤديها في عرُي التودد على مسرح حوار الوثبة لترتد اليها كفها خاسئة حسيرة ..فتعود الى إجترار قذارة البيان عبر الأسافير المنفلت من خلف زجر الرقيب ..وترسل بقايا من حشرجات صوتها المهزوم في هتاف الشارع المهموم بإصلاح الشأن العام على غير ما تصبو اليه هي من حلم في غفلتها وفهمها الخاطي لمقدراتها والذي سيتبدد في يقظة العقل الإنساني السوداني الحاضرفي زمان الثورة وهي تنبذ كل من تتخبط في إدعاء ثقافتها العاقر . والبلاد تعيش ثورة تضم الى أحضان ممراتها الواسعة من يقدمون العطاء على الأخذ ..وتميز مواكبها كل حشرجة تطن في آذان هذا الشعب الذي ينجب العظماء و يرمي بعيداً بالحمولة الزائدة من قمامة البشر خاصة من صنف النساء اللائي لايجدن نظافة اللسان .. ! فكيف تطرب وتتمايل أغصان الخمائل لنعيق الغراب وسط تغريد العصافير . نعمة صباحي [email protected]