ناضل الشعب السوداني طيلة الثلاثين عاما الانقاذية العجفاء ليرسي دعائم الدولة الحديثة التي قوامها الكفاءة في تولي المناصب الحكومية التي هي خدمة للشعب تقدم له كواجب وحق من حقوقه ، لا منحة ولا هبة من أحد ، ولمنع المحاصصات الحزبية والجهوية من أن تكون معيارا للإختيار . وقد صَلَتنا الإنقاذ بنيرانها بتنصيب أهل الولاء والثقة وتبعته بالجهوية كمعايير ذقنا من ورائها المصائب والويلات . وكان ظننا أن إختيار ذوي الكفاءة والخبرة هو مبدأ مقدس من مبادئ الثورة ، ولم يخطر على بالنا في أحلك كوابيسنا أن تكون الجهوية هي أحد المعايير في إختيار أعضاء مجلس السيادة ، ليخرج إلينا ممثل قحط ليعلن أن الخمسة المختارين لهذا المجلس يمثلون المناطق الخمسة للسودان ؟ هذا الإختيار بهذه الخلفية مرفوض تماما وقد جاء استقبال الشباب له بالاحتجاج وعدم الرضا . فهو اختيار يخالف عهدنا مع قحت أن لا محاصصة ولا جهوية ولا قبلية وأن الكفاءة وعدم الانتماء الحزبي هما المعياران فقط للاختيار فخالفت قحت هذا العهد وتحاول تمريره بحجة تمثيل كافة السودان فيه . وهذا ضد مبدأ المواطنة والوطن الواحد والحق المتساوي لكافة المواطنين في تولي المناصب الحكومية . وليست هذه سقطة قحت الأولى في ملف السيادة ، فقد تم اختيار بعضهم دون الاتصال بهم وأخذ موافقتهم كما قالوا هم بأنفسهم بأنهم سمعوا به كغيرهم ؟ وكذلك خرقت قحت مبدأ عدم اختيار أي من المشاركين في المفاوضات مع العسكر وهو شرط وضعوه هم بأنفسهم وجاءوا ليتجاوزوه بلا أدني مبرر . وحسنا فعل المرشح، طه عثمان بسحب ترشيحه التزاما بالعهد . وحسنا فعل تجمع المهنيين بالضغط لأجل اقرار هذا المبدأ . كل تلك الدروب الشائكة سلكتها قحت ليكون نتاجها التأخير في تشكيل المجلس السيادي ؟ فمن هو الذي يتحمل مثل هذا التأخير في هذا الوقت الحساس والاتفاق لم يجف الحبر الذي كتب به ؟. لقد خولناكم وساندناكم ليس من أجل كفاءة استثنائة لا توجد في سواكم فالبلد تذخر بالكثير من الأكفاء وكل واحد منهم جدير بتحمل المسؤولية . فإن كنتم غير أهل لها فاتركوها لغيركم ويكفي ما صنعتم وتشكرون عليه . لن نجاملكم في مبادئ ثورتنا التي صنعها الشعب بالدم والدموع . المجلس العسكري الذي طالما اتهمتموه بالتباطؤ والجرجرة فرغ باكرا من اختيار ممثليه ، ولم نسمع بأي اختلاف بينهم ، ولم يتم اختيارهم بالمناطقية ولا بالوحدات العسكرية ولا محاصصة ولا غيرها . أنتم الآن وضعتم أنفسكم في موضع الاتهام بالجرجرة وبالجهوية . نحن لسنا قطيعا من الاغنام أينما تسوقونه يتبعكم ، ولكن بينكم وبيننا عهد وميثاق إن حدتم عنه فلا تتوقعواأن نسكت على ذلك ، فما رفضناه من حثالة الاتقاذ لايمكن أن نقبله الآن . الواجب عليكم الاعتذار علنا للناس عن هذه الأخطاء الفجة ، ولو بقي في الأمر مجال للاصلاح فلتبادروا به فالرجوع للحق فضيلة وخير من التمادي في الباطل . كسرة : أتوقع رفضا واسعا من الثوار لممثلي قحت في المجلس السيادي . إذا لم يتم تدارك الأمر . كسرة ثابتة : اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وحظرها واجب ديني وسياسي وأخلاقي لحماية البلاد والعباد من مخاطر لا حصر لها . د. زاهد زايد