فور أداء أعضاء المجلس السيادي القسم، أعلن الأمين العام لما يسمى بتنسيقية القوى الوطنية دكتور علي الحاج، أحد قادة نظام الإنقاذ الفاسد، عن تكوين حكومات ظل في الولايات لإسقاط الحكومة وأعلن تمزيق الوثيفة وعدم الاعتراف بها، وقال أن الوثيقة أنتجت حكمًا عسكريًّا ثنائيًّا إقصائيًّا، وأن ما جرى انقلاب عسكري ناعم، وانتقد وجود البرهان وحميدتي في السيادي. السؤال الذي نوجهه للسيد علي الحاج، مَن أعطى حكومة الإنقاذ الشرعية؟، ألا يتذكر أنها جاءت بانقلاب "عديل" واستباحت البلد وارتكبت كل أنواع الكبائر، ثم لمَ هو متعجِّل لإسقاط حكومة لم يكتمل تشكيلها ولم تمارس عملها ولم يُرَ لها أداء؟. الأمر المضحك حقا أن علي الحاج هدد بالذهاب للمحكمة الجنائية الدولية لتحريك عددٍ من القضايا ضد عدد الأشخاص مطلوبين للعدالة الدولية، ولكنه لم يذكر القضايا ولم يذكر الأشخاص "خلاها مستورة" كعادته يتستَّر على المجرميين، ونقول له خير وبركة يا ليتك تحرِّكها فنحن في غنًى عن كل من له علاقة بالإنقاذ وهو واحد منهم. السؤال الآن، ماذا يريد السيد علي الحاج؟، فهو حتى آخر لحظة كان متمسكا بالمجرم المخلوع يصرُّ على السقوط معه، وهو الذي سكت على الفساد وصاحب مقولة "خلوها مستورة"، ثم السؤال الأهم لماذا يريد الذهاب إلى الجنائية اليوم ولم يذهب وقت ارتكبت كل تلك الجرائم في حق الشعب؟ أين كان ضميره ومبادئه في ذلك الوقت؟، لمَ سكت 30 سنة ويريد أن يتحدث اليوم؟ أم لأن مصلحته تضررت فبدأ يتاجر ويمارس الابتزاز ليجد لنفسه موطئ قدم في الساحة السياسية التي لفظته مع رفقائه؟. ما يجري الآن هو ثورة شعبية أسقطتكم أنتم الانقلابيين واسترد الشعب سلطته منكم وكلكم في نظره مجرمون وقتلة وفاسدون من شارك ومن بارك ومن سكت، أما الجيش فمشاركته في المجلس السيادي مرهونة بمصلحة البلد والشعب الذي يقف في حراسة الثورة تماما ولن يسمح للإنقاذ أن تتكرر ولا لإنقاذي أن يعود، وإن كان السيد علي الحاج يقوم بهذه الدراما من أجل الوصول إلى أية منصب باسم حزبه أو باسم الحركة الإسلامية فنقول له ولهم "عشم إبليس في الجنة". عموما ننصح علي الحاج بالنصيحة التي قدمها له شباب (الشعبي)، وهي أن يعود إلى المانيا التي قضى فيها 17 سنة في عز سنوات قهر حكومته للشعب، حين ترك شباب (الشعبي) وحدهم في مواجهة البشير ووحوشه، وعلي الحاج كما نعرف لم يتحمل فراق جماعته وظل يغازلهم باسم أخوة الحركة الإسلامية وهو في ألمانيا ثم عاد متمسكا بهم حتى سقط معهم. السيد علي الحاج الآن لا يستطيع تكوين قروب في الواتساب ناهيك عن حكومة ظل، وما يقوم به ما هي إلا "فرفرة ذبيح" ودراما مستهلكة، وحقيقية على الشباب في المؤتمر الشعبي أن يتصدوا له فالسودان لم يعد يتحمله وهو ومن معه في التنسيقية، وهو يبدأ مرحلة مختلفة وينفتح نحو تجربة جديدة تتغير فيها حتى أشكال المعارضة التقليدية وسيكون للمعارضين مواصفات وشروط مثل شروط الذين يختارون للمناصب في الدول..