برز القانوني كمال عمر كأحد قيادات الشعبي التي ظهرت بصورة قوية خلال السنوات الأخيرة وعُرف عنه المصادمة في آرائه والجرأة في طرحها، (الانتباهة) استنطقته في عدد من الأطروحات المختلفة في قضايا الراهن السياسي وفي مقدمتها العلاقة بين قوى الحرية والتغيير والجبهة الثورية، بجانب اختيار حمدوك لرئاسة حكومة الفترة الانتقالية وموقف المؤتمر الشعبي في المعارضة ومحاور أخرى وكان الرجل حاضراً بأجوبة قوية فإلى مضابط الحوار: * قراءتك للمشهد السياسي الحالي بعد المتغيرات التي طرأت عليه عقب تغيير 11 أبريل الذي أفضى إلى سقوط النظام السابق ؟ الآن هنالك اختلاف في الساحة السياسية يقود إلى بعض التشاكس في الفترة الانتقالية لو أسميت الخلاف الداخلي في قوى التغيير افتكر الخلاف حول مشاركة الجبهة الثورية في الفترة الانتقالية في الوثيقة الدستورية اعتقد اخطر خلاف يمر بالفترة الانتقالية الان ظهر في عدم الاستيعاب الدستوري لقضايا الحرب والسلام وكون ان الجبهة الثورية تصبح خارج المظلة الدستورية خاصة وانها ليست قضايا الثورية لوحدها وانما قضايا جوهرية لازمت السودان منذ الاستقلال وليست موجودة بالوثيقة، ومشكلة الجنوب اندلعت بسبب هذه الاخطاء الانية حيث لم تستفد القوى السياسية من التجربة السياسية في دستور 52 الذي عرف بالحكم بالذاتي انذاك والذي تعامل مع السودان بشكل كأنما البلاد موحدة ولم يعترف بالفيدرالية ، وأقول إن نفس الخطأ الذي تسبب في فصل الجنوب "كوبي بست" في الوثيقة الحالية. * شد وجذب بين الحرية والتغيير والجبهة الثورية واتهامات كانت متبادلة فيما بينهم بنية كل منهم بالمحاصصات ما تعليقك على هذه الجزئية ؟ طبعاً المشكلة الاساسية في كل القوى السياسية الا من رحم ربي الصراع حول السلطة يعني قضايا السودان في الديمقراطية والحريات وقسمة السلطة العادلة ما موجودة وكل الاحزاب السياسية الموجودة بالبلد كل هدفها الاساسي الاتجاه للسلطة وظهرت هذه الامراض منذ اسقاط النظام واقول بان القضايا الجوهرية تم الالتفاف عليها والان كل الأحزاب تمضي نحو الكيكة مع تأكيدي على أن هذه المرة الشعب يحرس قضايا البلد ويحرس ثورته في انتظار نتائجها. * تعليقك على اختيار حمدوك رئيساً للوزراء وهل تتوقع بأن ينجح الرجل في مهمته التي يصفها الكثيرون بالمعقدة نظراً للراهن السياسي والاقتصادي ؟ حمدوك جاء في وقت بالغ التعقيد والسودان يحتاج الى معجزة سياسية في تجاوز الازمة الحالية والرجل خبير سوداني يجب ان يفتخر به كل السودانيين ويجب على كل المكونات السياسية ان تعمل على انجاح مهمة حمدوك خاصة وانها مرتبطة بالمناخ والظرف السياسي وقضايا البلد وفي فترة انتقالية واعتقد لو عمل رئيس الوزراء الجديد مع كل القوى السياسية ونسي قوى الحرية والتغيير التي اتت به وكان رئيساً قومياً سينجح وايضاً صعوبة اخرى ستواجه حمدوك متمثلة في التعامل مع الاسلاميين لو عمل بنظرية "كل كوز ندوسو دوس" في تقديري هذا شعار اقصائي سيؤدي الى فشل مهمته خاصة وان الاسلاميين قطاع عريض في السودان ومنظم وله خبرة سياسية لذلك مهمة التواصل مع الاسلاميين هي مهمة للرجل في هذه المرحلة، والاسلاميون بالوعي السياسي لديهم قدرة وخبرة في تسهيل مهمة حمدوك ونجاحه. * حمدوك ذكر في أول تصريحاته عقب أداء القسم بأنه سيكون رئيساً قومياً وأن اختيار الوزراء سيخضع لمعايير صارمة وهي الكفاءة.. هل تتوقع بأن ينجح الرجل في اختيار توليفة تكون بعيدة عن المحاصصات الحزبية أم يتعرض لصراعات داخل مكونات قوى الحرية والتغيير ؟ تجربة النظام البرلماني في السودان فشلت من قبل بسبب تهافت القوى السياسية نحو السلطة ولذلك سبب نجاح اي رئيس وزراء في نظام برلماني سيكون اختيار الكفاءات اللا حزبية والخبرة خاصة وان المسؤولية امام البرلمان هي مسؤولية حكومية وليست مسؤولية فرد وفي هذا الصدد اقول لاخواننا في قحت اتركوا الرجل ولا تقيدوه بالمحاصصات الحزبية. * كيف تقرأ ملف السلام الذي تعهد السيادي ورئيس الوزراء كذلك بأن يكون على رأس الأولويات هل تتوقع بأن يتم الوصول إلى تسوية سلام شاملة خلال ال6 أشهر المقبلة ؟ أعتقد بأن كل القوى السياسية بمنظوماتها المختلفة وبالاخص مجلس السيادة ورئيس الوزراء الحالي لديهم الرغبة الجادة في حل مشكلة الحرب ولذلك دعنا نقول بان قضايا السلام الان يجب تضمينها في ملحق دستوري متعلق بالدستور، الامر الاخر بان ما جرى في اختيار عضوية مكونات قحت في التمثيل السيادي كانت محاصصات حزبية وباعدت بين الثورية وتحالف الحرية ويجب ان يتم تدارك هذا الامر لاهميته وحساسيته، وذلك بمشاركة جادة من الجبهة الثورية في التشكيل الوزاري المقبل عبر دخول رئيس الوزراء في مشاورات جدية معهم وتضمين قضايا الهامش والتي كانت سبب الحرب في المرحلة القادمة. * ولكن من المتوقع الإعلان عن حكومة حمدوك في خواتيم الأسبوع الجاري على أقصى تقدير كيف يتم في نظرك استدراك ما ذكرته ؟ أعتقد بأن الفجوة كبيرة بين قحت والجبهة الثورية ولكن حمدوك بطرحه وتوجهه وقدراته يمكن ان يتواصل مع الثورية بصورة جدية وواسعة رغم صعوبة المهمة في هذا الزمن الوجيز، ولكن لابد على الاقل ان تتلقى الجبهة الثورية تطمينات جادة من رئيس الوزراء في ملف السلام والحكومة المقبلة سيكون لديها تأثير ولو اتبع حمدوك المحاصصات الحزبية أعتقد بأنها ستسهم في تباعد الفجوة بين الثورية والتغيير ولابد من اختيار كفاءات تسهم في قضايا الحرب والسلام. * الآن بدأ المشهد السياسي يترتب وبدأت الأحزاب تأخذ أوضاعها والشعبي رسم لنفسه أن يكون حزباً معارضاً والأمين العام علي الحاج كان قد أرسل عدة رسائل خلال الفترة الماضية بأن الشعبي سيعارض ما جرى من اتفاق بين العسكري وقحت ؟ أعتقد بأن الحديث عن المعارضة نتيجة طبيعية لان الشعبي وبعض الاحزاب تم عزلهم في الوثيقة الدستورية والتي تعد تعبيراً عن كل القوى السياسية وهو عقد الدولة وما تم هو عزل متعمد للشعبي ومعه بعض الاحزاب وما كان ينبغي ، والدستور كما قلت لك عقد الدولة يجب ان لا تستثني قوى سياسية مسجلة في هذا البلد وبمعايير وضع الدساتير هذه الوثيقة التي تم التوقيع عليها هي أبأس وثيقة وضعت في تاريخ السودان وبالتالي موقف الشعبي طبيعي متعلق بحيثيات الوضع الدستوري وفي نظري الوضع الاسلم الان معارضة رشيدة تسهم في نجاح الفترة الانتقالية وليس افشالها. * نشوء تحالفات منذ التغيير الذي جرى في البلاد على غرار قوى الحرية وتنسيقية القوى الوطنية وكذلك تحالف نهضة السودان وغيرها هل هو بداية لاتجاه مختلف في الممارسة السياسية ؟ هذا ماراثون سياسي مهم في هذه المرحلة والان الوعي السياسي في الشارع السوداني ازداد وسقطت كل دعاوى الطائفية والدينية والعصبية انتهت وهنالك وعي كبير بقضايا السودان والمعادلة الان في طرح الاحزاب اختلفت، حيث لم تعد تقيم القوى السياسية بتاريخها وانما بطرحها السياسي وقدرتها على اقناع الجيل الواعد من الشعب السوداني. * ما هو مستقبل الإسلاميين بعد 11 أبريل ؟ الإسلاميون الآن بعد تجربة الثورة وتجربتهم في الحكم يحتاجون لشكل جديد يستوعب المرحلة وهم بارعون في التفكير السياسي والقدرة السياسية ومثل ما صنعوا الجبهة الاسلامية وجبهة الميثاق قادرون على اختيار منهج سياسي يقنع الشعب السوداني، وكما اسلفت لديهم قدرة على التنظيم والحركة السياسية وافتكر الشعب يستحق من الاسلاميين الان الدفاع عن قضاياهم والمساهمة في انجاح الفترة الانتقالية والتحول الديمقراطي. * ما هو مصير المنظومة الخالفة بعد متغيرات 11 أبريل ؟ المنظومة الخالفة الشيخ حسن الترابي رحمه الله أهداها للواقع السياسي برمته واعتقد بان انسب ظرف للمنظومة وتطبيقها هو الان . * ولكن هل المكونات الإسلامية لديها الرغبة في الوحدة مع بعضها ؟ الأزمات الآن توحد الإسلاميين ولكن لا أريدها وحدة ضد الآخر وإنما من أجل الشعب السوداني. الانتباهة