عودة الي حدث وقع في اليوم الاول من يناير عام 2008 – تسلسل الاحداث كما وقعت، ونشرت بالصحف المحلية والاجنبية – (أ)- كان غرانفيل (33) عاما وهو موظف ب"الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية" (يو إس أيد) عائدا إلى منزله من بيت دبلوماسي بريطاني بعد سهرة رأس السنة الميلادية عندما اعترضته سيارة أخرى وأطلقت النار عليه من مدفع رشاش ، مما أدى لإصابته بجروح خطيرة ومقتل سائقه عبد الرحمن عباس، وقد توفي الدبلوماسي لاحقا بالمستشفى. (ب)- نقل جثمان الدبلوماسي الامريكي جون غرانفيل من مشرحة مستشفى الخرطوم الى السفارة الامريكية وسط اجراءات امنية مشددة قبل نقله الى بلاده. (ج)- وقع الحادث بعد يوم من توقيع الرئيس الامريكي جورج بوش قانونا يهدف الى السماح للولايات والحكومات المحلية وصناديق الاستثمار التعاونية وصناديق المعاشات بتصفية استثماراتها في السودان خاصة في قطاع النفط. (د)- رصدت الولاياتالمتحدة الأميركية مكافأة قدرها (10) ملايين دولار للقبض على سودانيين فارين أدينوا بقتل الدبلوماسي ألاميركي وسائقه. (ه) بعد الحادث مباشرة اعلنت الشرطة إلقاء القبض على شخصين في أم درمان للاشتباه في تورطهما بقتل دبلوماسي أميركي وسائقه السوداني بعد تحقيق استمر أربعين يوما، وقالت الشرطة في بيان نقلته وكالة الأنباء السودانية إن رجالها حاصروا المشتبه بهما في قتل الدبلوماسي جون مايكل غرانفيل وسائقه عبد الرحمن عباس بعد تلقي معلومات عن مكانهما، وتمكنوا من اعتقالهما بعد تبادل قصير لإطلاق النار معهما، مشيرة إلى أن عددا من رجال الشرطة والمارة أصيبوا في الاشتباكات. (و)- واحد المتهمين الخمسة هو "عبدالرؤوف أبوزيد حمزة نجل زعيم جماعة انصار السنة السودانية غير المسلحة التي لا تقوم بنشاطات سياسية لكنها تربط بالوهابية، والمتهمون الاخرون هم طالب وتاجر وحارس امن سابق وسائق. (ز)- اعلن المتهمون في جلسات تمهيدية انهم قدموا اعترافات كاذبة تحت التعذيب، واتهموا الرئيس عمر البشير بتشجيع الجهاد لكنه يعاقب المتهمين به. (ح)- وجه القضاء السوداني الى خمسة ناشطين اسلاميين تهمة قتل دبلوماسي اميركي وسائقه مع سبق الاصرار والترصد، وهي جريمة يعاقب عليها بالاعدام، ووجه القاضي احمد البدري في محكمة جنايات شمال الخرطوم رسميا الى الشبان الخمسة تهمة "التعاون" على قتل الرجلين و"حيازة اسلحة بدون ترخيص". (ط)- في عام 2009، قضت محكمة سودانية بإعدام أربعة سودانيين متهمين بقتل الدبلوماسي الاميركي وسائقه السوداني ، وحكم على متهم خامس بالسجن عامين لأنه أمد المتهمين الآخرين بالسلاح من دون أن يشارك في الجريمة. وحذرت السفارة الأميركية بالخرطوم من حدوث أعمال انتقام عقب الحكم، وقال القاضي سعيد أحمد البدري في منطوق حكمه إن محكمة شمال الخرطوم قضت بإعدام أربعة من المتهمين لمشاركتهم في الجريمة، وحكم على المتهم الخامس بالسجن عامين لأنه أمد المتهمين الآخرين بالسلاح من دون أن يشارك في جريمة الاغتيال ، بحسب ما قال القاضي. (ي)- ومن بين المتهمين الأربعة الذين قضت المحكمة بإعدامهم ابن زعيم جماعة أنصار السنة عبدالرؤوف في السودان، وهي جماعة ليس لها نشاط سياسي لكنها تعتنق الفكر الوهابي. أما المتهم المحكوم بالسجن فقد كان رهن الحبس منذ يناير/2008، وبالتالي فان مدة سجنه تنتهي مطلع 2010. (ك)- بعد ان قضت المحكمة بعقوبة الإعدام على أربعة من المتهمين، إلا أنهم تمكنوا من الفرار من سجن كوبر في يونيوعام 2010، وأعيد اعتقال أحدهم ، فيما نقلت تقارير مقتل آخر في الصومال عام 2011. (ل)- في يوم الاثنين 17/ أغسطس عام 2015، جاءت الاخبار وافادت، ان نجل الشيخ الراحل أبوزيد حمزة، زعيم أنصار السنة المحمدية بالسودان، لقي مصرعه في معارك دارت قرب مدينة سرت الليبية، طبقا لما نشرته مواقع إلكترونية تتبع للتيارات المتشددة، وأكد تنظيم "داعش" فرع ليبيا مقتل "أبوفارس السوداني" عبدالإله أبوزيد محمد حمزة في مواجهات عسكرية، حينما أغاروا على قوات حركة الصحوات التي تصفها داعش ب"المرتدين"، ويذكر أن عبدالإله هو الشقيق الأصغر لعبدالرؤوف، قاتل الدبلوماسي الأميركي بالخرطوم جون مايكل غرانفيل. 2- منذ عام 2009 وحتي اليوم لم ينفذ حكم الاعدام في السجين أبوزيد حمزة ، وطوال عشرة اعوام وهو مقيد في انتظار التنفيذ، وهي حالة نادرة مر بها سجين سوداني، فلم نسمع ولا قرأنا عن سجين محكوم عليه بالاعدام قضي عشرة اعوام في كوبر او اي سجن سوداني اخر ولم ينفذ فيه صدور قرار المحكمة بالشنق. 3- ان السبب القوي والملح الذي جعلني مرة اخري اعيد فتح ملف السجين عبدالرؤوف، استغرابي الشديد من زيارة السيدة/ رجاء نيكولا عيسي عضو مجلس السيادة ومعها السيدة/ عائشة موسى، لسجن حيث لسجن كوبرفي زيارة تفقدية لرموز النظام السابق، واستمعا الي (23) سجين سياسي دون الاهتمام بزيارة بعبد الرؤوف صاحب الرقم السوداني في انتظار حكم الاعدام!! 4- وبما ان السيدة/ رجاء نيكولا عبد المسيح، العضو الحادى عشر لمجلس السيادة من مواليد أمدرمان حاصلة علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1980، عينت في وزارة العدل عام 1982 وتدرجت في الهيكل الوظيفي حتي تم ترقيتها لمنصب مستشارة في عام 200، وعملت بعدد من الإدارات، ومثلت وزارة العدل في مفوضية مراعاة حقوق غير المسلمين…فاطلب منها – وهي القانونية الضليعة في مهنتها -، ان تهتم بقضية عبدالرؤوف مثلما اهتمت بقضية بنافع وعلي عثمان. 5- رابط له علاقة بالمقال. حوار مع المحكوم بالإعدام عبد الرؤوف ابو زيد حمزة بتهمة قتل الدبلوماسي الأمريكي في السودان -( صورة) – https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/10/21/449181.html بكري الصائغ [email protected]