لآخر دقيقة قبل المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك كنت أظن وبعض الظن (وهم ) ان حمدوك لن يوافق على تعيين مدني عباس مدني وزيرا للصناعة والتجارة ليس لأن مدني عباس مدني أخلف وعده مع الثوار في عدم ترشحه لأي منصب إن كان بلسانه او بلسان تجمع المهنيين فنحن في السودان بيننا من ينفي مايريد فعله غالباً وماخرج رجلاً ليخاطب الناس في الشأن السياسي الا وكان فعله يخالف قوله و ثلاثيين عاماً نسمع في كذبات البشير وقومه حتى وجدنا أنفسنا في الدرك الأسفل من الهلاك خاصة تلك الكذبات الخاصه بعدم الترشح ولكن عشمي كان في رئيس مجلس الوزراء الذي قتلنا إثابةً وإرجاع بذكر حكومة الكفاءات فعن اي كفاءات كان يحدثنا رئيس مجلس الوزراء ماهي المؤهلات التي تجعل من مدني وزيراً لأهم وزارة وقطاع عانى السودان بسببه فقراً وتراجعاً اقتصاديا كبيراً فكبرى الدول العالمية تقدمت بصناعتها واحتلت أمكنة مرموقه في الاقتصاد العالمي وهذا لايخفى على حمدوك ومعلوم إن الانقاذ دمرت السودان بدمارها لقطاع الصناعة وجعلت من (صنع في السودان ) عبارة للسخرية والتهكم من المواطن السوداني نفسه ناهيك عن الأجنبي فكيف لحمدوك الرجل العقلية الاقتصاديه ان يكون (مجاملاً) في هذه الوزارة المهمه والتي يمكن ان تساهم في دفع عجلة الإقتصاد وتكون سبباً في انتعاش الإنتاج والإكتفاء الذاتي ويمكن ان تعيدا مجداً وتاريخاً عظيما للسودان …كيف ؟! وليعلم مدني وأظنه يعلم ان عدداً كبيراً من الثوار غير راضيين عن ترشحه لهذه الوزارة وسمع مدني كثير من الأصوات التي أجهرت بهذا الرفض وكان بإمكانه ان يعتذر مثل ما اعتذر غيره الذين رفضوا التكليف بالرغم من ان الشعب منحهم الثقة لو اعتذر مدني لظل في نظر الناس كبيراً ولكسب احترام الجميع ولكن الآن جاء مدني وزيرا رغم أنف الكثيريين وهذا لعمري لافرق بينه وبين اختيارات الانقاذ للوزراء فأغلب الذين جاءت بهم الانقاذ كان مجيئهم ثقيلا على قلوبنا لأن الحكومه كان آخر همها مانعانيه من ( وجع قلب ) مجيء مدني خصم قليلاً من أرصدةالثقه في حمدوك التي كانت عباره عن جُدر سميكة تقف سدا منيعا بينه والمحاصصة ولكن للأسف فبعد ان سمعنا ان الرجل له عدة ملاحظات على وزراء الحريه والتغيير تفائلنا وقلنا انه رجل المرحله الذي لم يجلس على مقعده ليوقع فقط انما له رأيه وكلمته في إختيار الكفاءات وجاءت ( كفوة ) مدني على مسامعنا كهم ثقيل لتجعل من الحكومه المعلنه ( حكومة الاّ ربع ) مدني لاننكر دورة في الثورة وصولاته وجولاته في نشر ثقافة الوعي بالسلمية والمدنية ويبقى رمزا من رموز الثوره والمهنيين الذين لن نستطيع ان ننكر دورهم ولكننا لن نجامل في مستقبل السودان لطالما ان الثمن كان دم شهداء دفعوا بإرواحهم الغاليه ليجلس حمدووك في هذا المقعد ليعلن لنا مدني وزيراً وليس مدني وحده الذي أخفق حمدوك في اختياره فمثله ولاء البوشي التي لاتملك مؤهلاً واحدا لوزارة الشباب والرياضة سوى همسها في أذن الرئيس أوباما فسيرتها الذاتية لاعلاقه لها بمجالها الأمر الذي يجعلني ابحث عن معنى آخر لكلمة (كفاءات ) فعندما سمعت اسمها خفق قلبي وقلت في نفسي اتمنى ان لا اسمع اسم ذلك الطفل السوداني الذي اخترع الساعه وكرمه اوباما ….(وزيراً للشؤون الاجتماعيه وحماية الطفل ) . طيف أخير : لا تَسْأَلني من أنا؟ وما الَّذي أَفعلُهُ كي أَتحدَّى الموتَ والزَمَانْ أنا الذي أسْقَطْتُ ألفَ دولةٍ ودولةٍ لكيْ أُقيمَ دَوْلَةَ الإِنْسَانْ .. أنا الثوره