وبعيدا عن الأحقاد وبعيدا عن الانتقام الثورة ترفع شعار السلام والحرية والعدالة فلا تأخذنا العواطف والانتمآءت الجهوية الضيقة ولا الانتمآءت السياسية لندافع عن الباطل أو لنتهم الناس بغير الحق من المعلوم أن اي فرد او مؤسسة كانت تمثل هذا النظام المتهم بالفساد وتبديد الثروة بقوة السلطة والجبروت ليست كبيرة على المحاسبة والمقاضاة وفقا للقانون وكلنا كان يعلم الطريقة التي كان يدير بها قادة واساطين هذا النظام أموال الدولة بلا حسيب ولا رقيب وحتى المراجع العام الذي كان من توابعهم لا يجراءُ في كثير من الأحيان على أن يدخل بعض المؤسسات والشركات ليراجع او يقدم تقريراً لذلك فالاتهام مشروع لاي مواطن أو جهة ترى أن مالاً للدولة قد تم تبديده أو التصرف فيه بغير مسئولية أو وجه حق او نهبه بلا وازع أو ضمير ولكن بالدليل والبينة فالمتهم برئ حتى تثبت إدانته عندما جاء النظام السابق صادر ممتلكات كثير من السياسين بغير محاكمة أو دليل أو اثبات وفصل جيوش من الكفآءت وشردهم لأنهم مخالفون له في الرأي ومكن لكثير من الموالين له واحلهم مكان هؤلاء المفصولين ولم يتح لاي مواطن متضرر فرصة للدفاع عن نفسه وأخذ رقاب الناس فقتل وسجن وسحل ثم مكن لعضويتة من تنظيم الإخوان المسلمين من الاستيلاء على كافة المواقع الحساسة في الدولة وكثيرين منهم غير أكفاء ولا جديرين فطفقوا يتلاعبون بمقدرات وثروات الأمة وكأنها ملك خاص أو أن الوطن ضيعة لهم ولم يراعوا له حرمة وكان كل ذلك يتم باسم الإسلام فتدثروا بدثار الدين والتحفوا قداستة فلم يراعوا لله إلاً ولا ذمة أفبعد هذه الثورة التي مهرها دماء غالية وانفس عزيزة يتراجع الناس عن الحق بسبب هذه العواطف ؟! أفإذا جاءت الثورة لتنصف الناس بالعدل وبالقانون وتتيح المحاسبة وإبراء الذمم واسترداد أموال وحقوق الدولة والمواطن وتقيم ميزان العدل…. يأبى الناس ؟! قال المعصوم عليه افضل الصلاة واتم التسليم (إنما اهلك الذين كانوا قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لاقمت عليها الحد) وحاشا لله أن تسرق بنت اعظم ثائر في الوجود ونبي تلك هي العدالة الانتقالية التي ننشدها ولنستعد في أنفسنا جميعاً للمحاسبة والمسآءلة وإبراء الذمم في الدنيا قبل الآخرة (وما نزعل) عبدالمنعم محمداحمد العوض [email protected]