لن تنجح حكومة الفترة الانتقاليه في السودان ، بكل كفاءاتها ، في تحقيق اهداف الثورة ، واقتلاع جذور الدولة العميقة ، والوصول للتغيير الذي ينشده الشعب السوداني ، والذي دفع ثمنه باهظا من دماء ابنائه ، ان لم تسيطر فعليا وتقبض وتتحكم على مقاليد مؤسسات الدولة ، ومرافقها، وتكون قرارتها نافذة وفعالة. جذوة نار الثورة ، ما زالت وهاجة متقدة ، في قلوب افراد الشعب السوداني وثواره وناشطيه ، اينما كانوا ، والذين من كثب ، يراقبون ترجل وزراءهم المختارين ، صوب مؤسسات حكومة ثورة ديسمبر المجيدة ، لاستلام حقائبهم الوزارية ، بعد اكتمال مراسيم اداء القسم . لا تحبطوا هذا الشعب ، قبل "توهطكم" في كراسيكم ، فقوتكم تكمن في ثوريتكم ، وفي ما سوف تصدرونه غدا ، من قرارات جريئة ، تهيئ المناخ المناسب والملائم ، لنجاح وتطبيق خططكم ، وافكاركم ، وخبراتكم ، التي امتلأت بها صفحات سيرتكم الذاتية . بثوا لهذا الشعب ، من مواقعكم الجديدة ، رسالة قوية عملية وواقعية ، ليقرأ ويفهم بأن النظام السابق قد غادر فعلا ، و لم يعد صالحا ، وقد انتهى مفعوله للابد. بوجود هذا الشعب المارد ، المرابض خلف ثورته ، ماعاش من يكسر قرارات وزرائه ، فاستمدوا ياوزرائنا من هذا الشعب الملهم قوتكم وصلابتكم فلا تحبطووه . ابعدوا بقدرما تستطيعون عن كثرة التصريحات غير اللازمة ، والاطلالات الاعلامية المتكررة ، قبل ان يرى المواطن طحينكم ، فأمامكم تحديات جسام ، فكونوا اهلاللنجاح والتغيير . ففي سوداننا الجديد الذي لا يقبل غير العمل و العطاء ، من كان منكم قويا وصالحا سيبقى ويصمد ، ومن كان هشا وضعيفا سيغادر ،غير مأسوفا عليه . فهذه الثورة التي خرجت لبناء الوطن ودولة المواطنه والحرية والعدالة والديمقراطية، لا تمنح وظائف بل تكليف وتشريف لمن يرى في نفسه الكفاءة والمقدرة على البذل والعطاء . لابد لنا بالارادة والعزيمة ، من زحزحة هذا الوطن المجروح ، من تلك الحافة التي تطل على جرف عميق ، وخطر ، ومن ذلك الركن القصي ، والمظلم الذي اوجدنا فيه النظام الديكتاوري السابق . ياوزرائنا الاكارم ، ان اردتم العبور بالوطن لفضاءات النجاح ، فانتم الآن في كبسولة الانطلاقة عموديا ، فلابد لجوانحكم ان تشتعل كالصاروخ ضغطا و نارا ، حتى ترتقوا سلالم المجد والعلى، اخرجونا من حيز الدولة العميقة ، المتمكنه في جسدنا ، اجتثوا بذور التمكين السرطانية، ساعتها سوف تفلحون في الصعود بنا وفي بناء الدولة المتميزة التي نريد .