لو كنت مديراً للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون لما إنتظرت ان يصدر قراراً في حقي إنتظره الناس طويلاً لكي يقع عليهم برداً وسلاما …كنت أكون اكثر حُنُوّاً وإحساساً ودراية بنفسي أنني شخص غير مرغوب فيه …كنت سأحفظ ماء وجهي واخرج من التلفزيون بكامل كرامتي ولو بنصف قناعة او ربع احترام …. ماكان لي أن اكون سبباً في ان يشتمني العامة على منصات الأسافير وأنا اطالع كتاباتهم بكل دم بارد …وماكنت اكون مبعث ومجلبة في ان تكال الإتهامات على وزير محترم مثل فيصل محمد صالح الذي نعتوه بما ليس له به صلة … كنت سأكون شخص أشجع من عيساوي بكثير وأتقدم بإستقالتي وأترك التلفزيون خلفي وانا اعلم أنني لم أكن حجم المسؤولية والعشم فأنا الضعيف وليس فيصل فالرجل شجاعته عرفت عندما خرج في مواكب ضد النظام تحت قبضته وسطوته وأمنه وجبروته وطالبه بالرحيل في زمن توارت فيه كثير من الوجوه الإعلاميه وتخاذلت فيه الأقلام التي كانت تخشى ان تقول كلمة الحق حتى لاتفقد رضا السلطان ولاتحرم من الميزات والعطايا وأولهم هذا العيساوي الذي صدر قراراً أمس بحقه تحت عنوان إعفاء مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون حيث أصدر رئيس مجلس الوزراء د.عبدالله حمدوك قرارا بإعفاء إسماعيل محمد أحمد عيساوي من وظيفة مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ) فالرجل قدم اسوأ تجربة إدارة وفيلم رّثّ عرفته شاشات التلفزيون في تاريخ الإعلام (خفافيش الظلام) ذلك الفيلم الفاشل اسماً ومضموناً ومحتوى ناهيك عن هدفه والرسالة التي يريد إيصالها للمشاهد فالفيلم كان عبارة عن مادة ضعيفة مصنوعه ( ومعمولة بكُره ) فكيف يطلق على الثوار هذا الأسم وهم الذين خرجوا في وضح النهار وهتفوا امام القياده بسقوط النظام وزواله شرقت الشمس عليهم وغابت وشرقت وهم كالأسود الغاضبة فخفافيش وكتائب الظل أسماء لاتليق الا بالجبناء الذين يزعجهم الضوء وحاشا لله ان يكون هذا وصف للثوار ومعلوم اذا لم يتوافق الإسم مع محتوى المادة الإعلامية فهذا يكشف ضعف الإعلامي وفشله وعيساوي كمخرج ناهيك عن مدير للتلفزيون ماهو نجاحه في مجال الإخراج فبربكم منذ ان عرفتوا التلفزيون القومي هل تذكرون لي برنامجاً واحدا ً كان إخراجه مدهشاً وملفتا ً هل حصد عيساوي جائزة عالمية في مجال الإخراج بما انه صرح بأنه أول إعلامي يحَضّر الماجستير في الإخراج التلفزيوني لذلك اختاره المجلس العسكري مديراً للتلفزيون ) فما علاقة إدارة التلفزيون بماجستير الإخراج وكان للمجلس بحسب التخصص ان يأتي به مديراً لقسم الإخراج بالتلفزيون على أقل مجاملة لكان (الأمر بالطرد ) الصادر في حقه أقل وقعاً عليه وأقول طرد لتشبث الرجل بالمنصب و( قوة عينه ) وردوده وتصريحاته بعد تداول أخبار المطالبه بإعفائه وعيساوي هو مجرد ايقونة للخذلان الإعلامي للثورة فهناك الكثير من مدراء القنوات ومدراء البرامج الذين طرحوا برامج مخيبه للرجاء فبعد اليوم الأسود لفض الاعتصام قدم عمار شيلا برنامجا ً استضاف فيه الرئيس الأسبق لمفوضية الإنتخابات هاتفياً كرسالة واضحة لنهاية الثورة وانتصار العسكر ونقل المشاهد الي أجواء الانتخابات في محاولة بائسة للسباحة في الماء النتن لذلك ان اكثر فترة كشفت حقيقة الزيف الإعلامي هي فترة من (يوم الإعتصام الي يوم 30 يونيو ) هذه الفترة بالتحديد جعلت البعض من الإعلاميين حتى من كانوا في ساحة الإعتصام ويهتفون مع الثوار جعلتهم يخلعون عباءة الزيف ويركضون خلف العسكر ويكيلون الشتائم للثوار وجاءت 30 يونيو التي كانت نصراً مفاجئاً ووضعت نقطة لنهاية السطر فاليذهب عيساوي ودعواتنا وأمنياتنا ان نسمع مزيدا من القرارات المرضية التي تشع فينا روح الطمأنينة وتجدد فينا دماء النصر وهتافات الثورة . طيف أخير : بكره نصرك لا محالة ونلبس التوب المطرز بالعدالة