ما قام به بعض المتطرفين بالأمس من مبايعة للشيخ عبدالحي يوسف كأمير للمؤمنين ، لا شبيه له في التاريخ الحديث في المنطقة الا ما حدث حين بايع المتطرفين في العراق و سوريا زعيم داعش أبوبكر البغدادي اميرا للمؤمنين ، و يعلم الجميع ما فعلته داعش في العراق و ما فعلته في سوريا و تهديدها للسلم و الأمن في الإقليم و في العالم . تساهلت الحكومات في البداية مع بيعة البغدادي فلم تجني الا الحروب و الذبح و القتل ، فهل ستتساهل حكومة السودان مع بيعة عبدالحي ؟! ، صحيح أن عبدالحي أنكر علمه المسبق بهذه البيعة و لكن حدوث الامر في حد ذاته مؤشر خطير على أن بذرة التطرف التي رعاها هذا الشيخ تتمدد ، فالشيخ تاريخه المتشدد في كنف نظام الإخوان المسلمين غير خفي ، فقد حشد جماعته بعد مقتل الارهابي أسامة بن لادن و صلى عليه صلاة الغايب ، بينما لم يصل هذا الشيخ صلاة الغايب على شهداء الثورة السودانية و لا على اي شهيد اغتالته يد الجبن و الظلم عبر تاريخ الانقاذ ، و قد قال عنه غريمه الداعية مزمل فقيري ان عبدالحي من جماعة تكفر الحكام ، و معروف ان التكفير في الإسلام مبرر لإقامة حد الردة و حد القتل و هو نفس المنهج الذي تتبناه داعش . يعلم الجميع أن الشيخ عبدالحي يوسف هو مجرد استاذ جامعي و لكن خلال فترة الانقاذ ظهر عليه ثراءا فاحشا لا يتماشى مع وظيفته ، حيث اصبح يملك قناة فضائية و يملك مؤسسة إعلامية باسم الأندلس كما يملك مجمعا دينيا فاخرا بضاحية جبرة بالخرطوم، هذا غير ما يتداول عن امتلاكه لمنزلين من عدة طوابق لزوجاته الاثنتين و غير سياراته ، هذا الثراء الفاحش يثير عشرات الأسئلة حول كيف استطاع استاذ جامعي يتقاضى راتبا عاديا من الحصول على كل هذه الثروة ، من أين له هذا ؟ في ظل بلد فقير لا يأكل أكثر من 30% منه سوى وجبة واحدة في اليوم كما ذكرت احصائيات المفوضية الأوربية، و السؤال يتمدد اخلاقيا ليقول كيف بشيخ يدعي التدين و حفظ الإسلام و الدعوة اليه يتقلب في النعيم و ليس ببعيد منه ينام المئات جوعى و عراة على طرقات الخرطوم !! لم تفت مظاهر الثراء هذه على منظمة زيرو فساد حيث ذكرت العين الاخبارية ان زيرو فساد فتحت بلاغا ضد شركة الشيخ عبدالحي يوسف المسماة ( وداي الجندي للاسبيرات ) بتهمة الحصول على إعفاءات ضريبية و جمركية طوال الفترة الماضية و هو ما يعد تحت بند الثراء الحرام و المشبوه . لا يبدو أن أمير المؤمنين المبايع بواسطة بعض المتطرفين يقف على أي أرض أخلاقية صلبة تمكنه من قيادة حرب ضد الدولة و ضد المجتمع فتاريخ الرجل المتشدد و الشبهات التي تحوم حول ثراءه الفاحش تجعل منه هدفا سهلا و لا يبدو أن بلاغ زيرو فساد سيكون سوى خطوة اولى في الملاحقات القضائية التي سوف تبحث في الملف المالي لكل مؤسسات و أملاك الشيخ الثري ، كما لا يبدو أن شبهات تحول الشيخ إلى قائد لجماعة متطرفة تهدد امن البلاد قد يترك بلا تحقيقات و بلا مساءلة في شكل ثورة قامت في الأساس على نظام احترف المتاجرة بالدين و الغش باسمه . يوسف السندي