محض كلمات قد تكون متداولة بين شفاءه الناس بطريقة تلقائية ولكن مجرد أن يتم نظمها وتدعيمها ببعد جمالي منسوج بخيال لطيف ملئ أو محتشد بالعديد من الصور البلاغية المدهشة مع إضافة بعض اللمسات الإيقاعية و الموسيقية تخرج هذه المفردات بهارمونية تتسرب الى الدواخل وتحتل الحنايا وتتحول الى رسول يهدي الى سماح الطرب ويصبح بمثابة كبسولات علاجية لديها قدرات فائقة في إقتلاع أحاسيس الكآبة وتحرير مستعمرات الأحزان والإحباط وخلق حالة فرايحية بصورة سريعة جداً . الأغنيات كما أثبت دراسات علم النفس و واقع الإستماع والمشاهدة ذات تأثير في الحالة النفسية للشحض الذي القى السمع عليها وهو حصيف ، حتى أن بعض المصحات العلاجية أقرت الموسيقى والأغنيات ضمن جلسات الإستشفاء لمرضى الإضطرابات العصبية وهي بالشكل العام متنفس يلجأ اليه ويلوذ به الكثيرين للترويح والمؤانسة . الاحباط (الوطني) : الأغنيات والإستماع اليها من قبل المتلقي العادي محاولة منه للتعبير عن طرب أو بهجه ما يمر به أو للتفريغ حالة نفسية محددة إتفقت مع النص أوالنغم ، ومقاومة الغناء للإحباط الذي يصيب النفوس كما يتم بتلقائية ايضاً ، توجد أغنيات تخصصت ودعت بشكل مباشر من الفكاك عن قيود الخمول واليأس ولعل الغناء السوداني رغم صبغة الحزن والتباكي البادية عليه الا انه احتوى في بعض أروقته على أعلان صريح ضد الإحباط و اليأس و وعلى جميع الأصعدة ففي الشأن المتعلق بالوطن مثلاً كانت الأغنيات التبشيرية التي تطلق من قبل الأنظمة الحاكم رغم أن هذه اللونية كانت محدودة الصلاحية والتصديق ، في ذات سياق الوطن ظهرت كذلك الأغنيات الثورية (المتعشمه) في صناعة وطن جديد وأفضل فداعبت أحلام الكثيرين التواقين للتغيير وحاولت الخروج من حالة الإحباط (الوطني !!) ، بعضها اتى مؤاسياً ومصبراً ومؤكداً على أنها مرحلة وستمضي ويطل فجر الخلاص و مثال لتلك الأغنيات ما تغنى به الفنان سيف الجامعة من كلمات الراحل محجوب شريف (مريم ومي) والتي قالت في بعض كلماتها …. (وفجراً كالكرِب حيبين وشعب تترب حيقوم ويملا شوارع الخرطوم وتجري مدامع الحلال تجر النم تسوى القوق فوق فوق سودانا فوق سودانا فوق) وفي نفس الاتجاه ظهرت أغنيات حاولت مقاومة اليأس من خلال رسم ملامح للوطن الجديد والأعمال في هذا الدرب كثيره جداً ، ايضاً هناك أعمال أتت مواجهه للإحباط والخمول بصورة مباشرة من خلال التحفيز للهمم لتحقيق الحلم الفسيح ومن أمثلة هذه اللونية ما تغنى به الفنان محمد وردي لنفس الشاعر محجوب شريف في الأغنية الشهيرة (يا شعباً لهبك ثوريتك) الى قال في مقاطعها ….. أرفع صوتك هيبه وجبره خلى نشيدك علي النبره خلى جراح أولادك تبرا كبروا مكان الضحكه العبره إلاّ يقينهم فيك اتماسك يا الإصرارك سطراً سطراً مَلا كراسك اغنيات الفال السمح : الأغنيات السودانية كترياق للاحباط وأعراضه بصورة عامة (عاطفة ، وطن ، …الخ) إستخدمت عدة أساليب أو جرعات في عملية العلاج هذه يمكن إختصارها في ثلاثة أصناف أولى تدعو للتخفيف والتناسي وثانية تحث المقاومة (يا زمان الاهة حدك) ثالثها بث الفال (السمح) . بعض الفنانين انتبهوا الى هذه النوعية من الأغنيات المتفائلة وسعوا الى تقديم أغنيات قصدوا عبرها هزيمة الخيبه العاطفية والإجتماعية ، كانت حناجرهم تجاهر وتصرخ في وجه الأوجاع وتفتح البراح ل(الأماني العذبة) وفي هذا تظل أغنية الأماني السندسية التي تغنى بها الفنان يوسف الموصلي من أبزر أغنيات (الفال السمح) والتي تقول ….. بكرة بصبح ذكريات حالى داك الكنت فيهو تملأ آمالى العراض كل درباً اقتفيهو بكرة تجمعنى الصلات بى عزيزاً اصطفيهو ترجع ايامى النضيرة بى لياليها الهنية وسعدى برجع ليا تانى بالأمانى السندسية عموماً هذه الأغنيات على قلتها تمثل أجمل ما يُتغنى به أو كما يقول النقاد بأن أغاني الفال جاءت بمعاني جميلة وعميقة والمجتمع في حوجه اليها الآن لان جمالها ايضاً ينبع من اللغة الحالمة الرقيقة التي قيلت بها مؤكدين على أنها الأسرع وصولاً والأكثر تأثيراً في إقتلاع حالات الإحباط والإنتقال الى وضعية أفضل .