أوجعتني كثيرا الحملة ضد الأستاذ الكبير نبيل أديب بعد ان اختير رئيسا للجنة التحقيق في مجزرة الثالث من يونيو . وأكثر ما المني ان وراء قوة دفعها أناس احترمهم. والحقيقة البسيطة الواضحة وضوح الشمس هي انه اذا كان هناك شخصا واحداً في البلاد مؤهلا لرياسة هذه اللجنة فهو الأستاذ نبيل أديب. فهو الشخص الذي يتفق خصومه ومناصروه على حد السواء حول علمه الموسوعي بالقانون. وتكامل شخصيته وانطباعها على القانون. والدليل على ذلك انه كان الخيار الأول لجميع الأحزاب السياسية وجميع النشطاء المدنيين والطلاب ليمثلهم ضد جهاز الأمن . حينها لم يسال احد لماذا قبل الأستاذ نبيل تمثيل قوش. لم يسالوا لانه لم يشك واحداً من هؤلاء بان هذا التمثيل يطعن في مؤهله الأخلاقي لتمثيلهم ضد جهاز امن قوش. وبنفس هذا القدر لم يتساءل احد لماذا اختار قوش خصما سياسيا وفكريا ودينيا ليمثله رغم تبرع عدد كبير من المحامين الكيزان للترافع نيابة عنه؟ ببساطة لانه يعلم بانه واحد من أفضل المحامين في البلاد، ان لم يكن الأفضل. فهل نرفض واحداً من أفضل القانونيين السودانيين لان قوش اتفق معنا حول كفاءته؟ لقد اجاب الأستاذ نبيل على جميع الأسئلة الموضوعية المرتبطة بموضوع قوش، وإجاب أيضا على جميع الأسئلة المتعلقة بموضوع لجنة التحقيق. والأستاذ نبيل هو الذي سيكشف عن طريق اللجنة جميع الحقائق المتعلقة بالمجزرة. وهو الذي سيميط اللثام عن الأدوار التي لعبها أعضاء المجلس العسكري الانتقالي في المجزرة. وهو من نصح السيد رئيس الوزراء بان يغير الأساس القانوني للجنة لتصبح بالإضافة لقانون 1954 مؤسسة على قانون الإجراءات الجنائية حتى يتمكن أهل الشهداء استخدام نتايج اللجنة في المحاكم تحقيقا لشعار الثورة " الدم قصاد وما بنقبل الدية". ومن المقترحات الإضافية للأستاذ نبيل ان يسمي السيد رئيس الوزراء نساء في اللجنة حتى يتوازن تمثيلها ويستغرب المرء لم فات هذا الأمر على السيد حمدوك المعروف عنه حساسيته لهذا الأمر. كذلك فمن حق اللجنة ان تستعيد بمن تراه ضروريا من الخبرات مثل علماء الفورنزك وخبراء الأسلحة وغيرهم. الشاهد في الأمر ان هذه الحملة تشوه سمعة واحد من الرموز الوطنية التي تستحق منا التبجيل، لمساهمته الكبيرة في الدفاع عن النشطاء وكذلك في حقل التثقيف القانوني. أما على المستوى الشخصي فيعلم كل من تعامل معه عن لطفه وتواضعه وكرمه وخفة روحه . انني أدعو كل من يعرف/تعرف الأستاذ نبيل ان ينصفه وتنصفه ويعرف به، وتعرف به ، ويدافع عنه وتدافع عنه . فهذا سوف يقنع المنصفين والموضوعين من الناس أما غير الموضوعيين ومن أصبحت قضيته شخصية فلهم الله. فيسبوك