كشفت صحيفة أمريكية عن أن إحدى زوجات زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي وحامل رسائله، لعبا الدور الأبرز في تحديد موقعه، ما مهد لعملية قتله. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن المعلومات حول موقع زعيم تنظيم "داعش" -في قرية تقع في شمال غربي سوريا تحت سيطرة تنظيم القاعدة- جاءت عقب اعتقال واستجواب إحدى زوجات البغدادي وحامل رسائله الصيف الماضي. وأضافت أنه استنادا إلى هذه المعلومات عملت وكالة الاستخبارات المركزية عن كثب مع مسؤولي المخابرات العراقية والكردية في العراقوسوريا لتحديد مكان البغدادي بصورة أكثر دقة ونشر الجواسيس لمراقبة تحركاته الدورية، مما سمح للقوات الخاصة الأمريكية بشن هجوم أمس السبت، الذي سمح للرئيس ترامب بالإعلان عن مقتل البغدادي. وتابعت الصحيفة: لكن قرار ترامب المفاجئ بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا أعاق التخطيط الدقيق وأجبر مسؤولي البنتاجون على المضي قدماً في تنفيذ الغارة الليلية التي كانت محفوفة بالمخاطر قبل غياب قدرتهم على حشد القوات والجواسيس وطائرة استطلاع، وفقًا للجيش ووكالة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب. أشاد المسؤولون بالقوات الكردية، الذين واصلوا تقديم المعلومات إلى وكالة الاستخبارات المركزية حول البغدادي، حتى بعد قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية.. حيث قال أحد المسؤولين إن الأكراد السوريين والعراقيين قدموا معلومات أكثر دقة خدمت الهجوم أكثر من أي دولة أخرى. بدأت أولى الخطط لتنفيذ الغارة في الصيف الماضي، عندما بدأت وحدة كوماندوز تابعة لقوة دلتا الخاصة في وضع خطط للتدريب على القيام بمهمة سرية لقتل زعيم داعش أو القبض عليه، وقد واجهت عقبات جمة. كان أبرزها عمق الموقع داخل الأراضي الخاضعة لسيطرة تنظيم "القاعدة" الإرهابي.. وسيطرة سوريا وروسيا على أجواء هذه المنطقة.. وقد ألغى الجيش المهمة في اللحظة الأخيرة مرتين على الأقل. من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر في برنامج "هذا الأسبوع" الذي يذاع اليوم الأحد: "اتخذ الرئيس ترامب خياره وأعطانا الضوء الأخضر للمضي كما فعلنا بالأمس". وأضاف إسبر إنه كانت هناك شكوك في قدرة الولاياتالمتحدة على تنفيذ غارة باستخدام طائرات الهليكوبتر ضد مجمع البغدادي لو تم سحب القوات الأمريكية بالكامل من سوريا، كما خطط ترامب في البداية. وأوضح إسبر في برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة سي إن إن: "اضطررت للتشاور مع قادتنا بشأن ذلك".. وبالإضافة إلى رواية ترامب، قدم أكثر من ستة من مسؤولي البنتاجون والجيش والاستخبارات ومكافحة الإرهاب هذه التسلسل الزمني للغارة بعد أن وافق الرئيس على العملية. وقالت الصحيفة إنه في منتصف ليل السبت/ الأحد، أقلعت 8 طائرات هليكوبتر أمريكية، من طراز شينوك سي إتش 47، من قاعدة عسكرية بالقرب من أربيل، العراق، وحلقت الطائرات على ارتفاع منخفض وسريع لتجنب اكتشافها، ثم عبرت المروحيات الحدود السورية في رحلة خطرة استغرقت 70 دقيقة واجهت فيها المروحيات نيرانا أرضية متقطعة – في منطقة باريشا شمال مدينة إدلب، في غرب سوريا.. وقبل الهبوط مباشرة، بدأت المروحيات والطائرات الحربية الأخرى في إطلاق النار على مجمع من المباني، حيث وفرت غطاء لقوات الكوماندوز مع قوة دلتا وكلابهم العسكرية لينزلوا إلى منطقة الهبوط. من جانبه، بدا الرئيس الأمريكي حريصا على تقديم تفاصيل عن الغارة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في البيت الأبيض، الأحد، وقال ترامب إن طائرات الهليكوبتر أطلقت النار لفتح ممر في الجدار خوفا من الأبواب المفخخة. وقد سمح لهم ذلك بالاندفاع ومواجهة مجموعة من مقاتلي "داعش". وكان الرئيس ترامب، بالإضافة إلى إسبر ونائب الرئيس مايك بينس، والجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة، شاهدوا الغارة من غرفة الأزمات بالبيت الأبيض، من خلال طائرة مراقبة تدور حول ساحة المعركة، حيث دخلت قوات الكوماندوز التابعة لقوة دلتا، التي تعرضت للنيران، المجمع، وأطلقوا النار وقتلوا عددًا من الأشخاص. وقال ترامب إنهم نقلوا 11 طفلاً إلى مكان آمن. وتابع ترامب: فر البغدادي إلى نفق تحت الأرض، تلاحقه القوات الخاصة الأمريكية.. وأخذ البغدادي معه ثلاثة من أطفاله، يعتقد أنه حاول استخدامهم كدروع بشرية. وبدافع من الخوف كان البغدادي يرتدي سترة ناسفة، لذا أرسل الكوماندوز كلبا عسكريا لإخضاع البغدادي.. لكن زعيم "داعش" فجر سترة ناسفه، مما أدى إلى إصابة الكلب وقتل الأطفال الثلاثة. وقال ترامب إن القوات الأمريكية كانت على الأرض في المجمع لمدة ساعتين تقريبا، حيث قامت بتطهير المباني من المقاتلين وجمع المعلومات التي قال الرئيس إنها تحتوي على تفاصيل مهمة حول عمليات داعش، مضيفا: أفراد قوات الكوماندوز لديهم بالفعل عينات من الحمض النووي لزعيم داعش، والتي أثبتت أنهم قضوا على الشخص الصحيح.
