اللهم لك الحمد خيراً ما نقول، ومثل ما نقول، وفوق ما نقول، لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، من استنصر بك نصرته، ومن تقرب إليك أحببته، ومن اعتمد عليك كفيته، ومن حاربك خذلته، ومن ضادك كشفت أستاره، وهتكت أسراره، وأظهرت عواره، وفضحت أخباره، والصلاة والسلام على معلم الخير، وهادي البشرية، سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. عباد الله : يقول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم : " ثلاثة لا تردّ دعوتهم : الصائم حين يفطر ، والإمام العادل ، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ، ويفتح لها أبوابَ السماء ، ويقول لها الرب : وعزَّتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعدَ حين " [ أخرجه أحمد والترمذي وحسنه ] .
إخوة الإيمان : الظلم حرام ، فهو من الموبقات العظام ، حرمه الله على نفسه ، وجعله بين عباده محرماً ، فقال قولاً حكيماً : { إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } ، وقال سبحانه وتعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ } ، عن أبي ذَرَ الغِفَارِيِّ رضي الله عنه ، عن رسولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عن الله عَزَّ وَجَلَّ أنه قالَ : " إنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ على نَفْسِي ، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً ، فلا تَظَالَمُوا " [ أخرجه مسلم ] .
أيها الناس : اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه نهى عن الظلم بجميع صوره وما أكثرها, وأمر بمجاهدة الظالمين ، ورفع الظلم عن المظلومين , فإذا تركنا الظالم ولم نأخذ على يديه ، فقد خالفنا ما جاءت به الرسل , ونحن مهدّدون بعقوبة عامة ، وفتنة طامة , قال صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا الظالم ، فلم يأخذوا على يديه ، أوشك أن يعمّهم الله بعقاب منه " [ أخرجه أبو داود والترمذي بإسناد جيد ] ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنصرة المظلوم ، فانصروه وإلا فقد حق عليكم العقاب ، قال الله الوهاب : { وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }
عباد الله : إن كان الظالم قادراً على الظلم فليتذكر قول الجبار : { فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَّفْعاً وَلَا ضَرّاً وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } ، أما المظلوم فليتمسك بحبل الله العظيم ، وليتذكر دعوة نبي الله إبراهيم ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، قال الحي الجليل : { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } . اللهم اهدِنا فيمَن هديت .. وعافِنا فيمَن عافيت .. وتولنا فيمن توليت .. وبارك لنافيما أعطيت .. وقِنا شر ما قضيت .. انك تقضي ولا يُقضى عليك.. اٍنه لا يذل مَن واليت .. ولا يعِزُ من عاديت .. تباركت ربنا وتعاليت .. لك الحمد على ماقضيت .. ولك الشكر على ما أعطيت .. نستغفُرك اللهم من جميع الذنوبوالخطايا ونتوب اٍليك. اللهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك .. ومن طاعتك ما تبلّغُنا به جنتَك .. ومن اليقين ما تُهّون به علينا مصائبَ الدنيا .. ومتّعنا اللهم باسماعِنا وأبصارِنا وقواتِنا ماأبقيتنا .. واجعلهُ الوارثَ منّا .. واجعل ثأرنا على من ظلمنا.. وانصُرناعلى من عادانا .. ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا .. ولا تجعل الدنياأكبرَ همِنا .. ولا مبلغَ علمِنا .. ولا اٍلى النار مصيرنا .. واجعل الجنة هي دارنا .. ولا تُسلط علينا بذنوبِنا من لايخافُك فينا ولا يرحمنا ، اللهم أصلح لنا دينَنا الذي هو عصمةُ أمرِنا .. وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا .. وأصلح لنا آخرتَنا التي اٍليها معادنا .. واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير .. واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شر.
عباد الله : اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة ، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب النار ، ولذكر الله أكبر ، والله يعلم ما تصنعون ، أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم ، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله ،،