الهدف من هذه المسيرة النضالية الطويلة اقتلاع النظام من جذوره من أجل إحداث تغيير شامل لكافة الأوضاع المنهارة وازاحات السياسات القائمة علي المحاصصات والترضيات مع تشديد الرقابة حتي يتم إغلاق كافة النوافذ التي يدخل منها الفساد….. الفاسد مهما علا منصبة يجب أن يتم فصله ومحاسبته … يتم ذلك دون مساومة أو تفريض في مطالب وأهداف الثورة….. البدايات المعوجة لن تقود الي حلول جذرية و تهاون الذين يصلون الي السلطة بعد الثورة يؤدي إلي نهايات أكثر تدميرا مما سبق… ضعف القادمون والذين جاءت بهم الصدف للمناصب سيكون حصادة كارثي أذا لم تتم معالجات فورية… التهاون في اعتقالات رموز النظام والحجز علي ممتلكاتهم وإجراء محاكمات فورية وحاسمة أدي إلي تقوية شوكتهم وأصبحوا يصرحون ويهددن…. ما يحدث الآن من إجراءات ضد الذي حكموا وبطشوا ليس بحجم ما أفسدوا ودمروا كل ذلك يرجع الي أن الذين وصلوا إلى السلطة لا يشبهون الثورة ولا قوتها ولا يملكون القدرات التي تؤهلهم الي أحداث تغيير… اخشي أن تجد الثورة المضادة ثغرات تتسرب منها… الشواهد التاريخية ترصد كثير من الثورات النبيلة ذات الأهداف السامية تم اغتيالها بواسطة الثورة المضادة… وعلي سبيل المثال وليس الحصر ثورة فيشي التي استبدلت شعار الثورة الفرنسية من (الحرية و المساواة و الإخاء) الي شعار (العمل والعائلة والوطن)، لكن ابشع الثورات المضادة من وجه نظري الثورة الملكية في انجلترا التي إعادة الملك الذي شكل محكمة من أجل محاكمة كروميل بعد وفاته وأمر الملك بإخراج هيكله العظمى من المقبرة… بالفعل تم إخراج الهيكل وعلق علي المشنقة كما أمر الملك… الثورة المضادة من خلال قراءتي للتاريخ كانت تنتصر على الثورة الأصلية النابعة من عمق المعاناة المسنودة بالأغلبية من الشعب. *علينا أن لا نتهاون أو نميع القضايا أو نفرعن الأشخاص حتي نتمكن من تحقيق أهداف ثورة قدم فيها الشباب أرواحهم من أجل الإصلاح والتغيير وليس من أجل تحويل الواقع السياسي لمحاصصات وترضيات و تعيينات تتم وفق العلاقات الاجتماعية ووووالخ علينا العمل حتي لا تنتصر الثورة المضادة بصورة جادة بدون إدخال حسابات أخرى… وحتي اللحظة أمام الجميع فرصة لهزيمة كل ما يحاك في الخفاء والعلن. الثورة عادة ما تكتفي بقلع شجرة الاستبداد ولا تقتلع جذورها، فلا تلبث أن تنبت وتنمو وتعود اقوي مما كانت اولا عبد الرحمن الكواكبي حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.