بسم الله الرحمن الرحيم توطئة: يتمحور جل اهتمام إدارة الجامعة هذه الأيام لمحاولة التعرُّف على كُنه المقنع الكندي والتوصُّل لشخصيته الغامضة، دون أدنى اعتبار لما يورده في سلسلة مقالاته هذه من حقائق ومعلومات، ومحاولة تصحيح مسار الجامعة التي أصبحت على لسان القاصي والداني ذمّاً وليس مدحاً، وما مقطع الفيديو المتداول هذه الأيام في وسائل التواصل الاجتماعي للسيدة (إخلاص قرنق) شقيقة المرحومة زوجة المرحوم صباحي الذي كان يعمل بالحرس الجامعي قبل وفاته، إلاَّ واحد من تداعيات هذه السلسلة من المقالات التي كشفت المستور وعرّت الجامعة التي كانت كبيرة في أعين الجميع، ولكنها الآن ليست كذلك، فقد ذكرت السيدة قرنق في الفيديو أن المدعو كمال عبيد قام بسحب خدمة البطاقة العلاجية من أبناء المرحوم صباحي بعد وفاته مباشرة، على الرغم من أن لديه أطفالاً قُصَّراً، وزوجة مكلومة لوفاة زوجها، لم تستطع العيش بعده طويلاً، فكان أن لحقت به إلى الدار الآخرة تاركةً أيتاماً يقاسون الأمرّين، في حين أنه عند وفاة أحد منسوبي الجامعة من المؤتمر الوطني، فإن أسرته تتمتع بكافة الخدمات دون انقطاع، كما حدث مع أسرة الكوزة شريفة الموظفة السابقة بمركز الطالبات (رحمها الله) التي لم تُقطع عن أسرتها خدمة البطاقة العلاجية أو غيرها من الخدمات، بل على العكس، زادت الخدمات لأسرتها بعد وفاتها، وذلك بمنح زوجها (كُشكاً) جنوب المركز الإسلامي الإفريقي؛ يتخذه لبيع الرصيد وتصوير المستندات وغيرها من الخدمات! فما الفرق بين موت وموت إلا أن يكون المرحوم كوزاً نبيلاً مبجَّلاً أو عبداً وخادماً في إقطاعية الكيزان الضخمة، لا يهم إن مات أو عاش، ولكنه ذهب لملاقاة ربه شاكياً له ظلم الإنسان لأخيه الإنسان! مجلس الأمناء واللعب في الزمن الضائع: كما أسلفنا في مقال سابق أن استعدادات الجامعة لجلسة مجلس الأمناء القادمة لا ترقى لمستوى مثيلاتها من جلسات الأعوام الماضية (أعوام العزّة والتمكين) فالأوضاع المهتزة التي تمر بها الجامعة عقب تسلُّم قوى إعلان الحرية والتغيير لمقاليد السلطة بالبلاد، وسن قانون (تفكيك دولة التمكين)، والزج بعصابة المؤتمر الوطني التي جثمت على صدور الشعب السُّوداني ثلاثين عاماً خلف القضبان بمن فيهم عضو المجلس البروفيسور مأمون حميدة، وغياب رئيس المجلس الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل خارج الحدود، وعدم قدرته على العودة مخافة الاعتقال، كل هذا في جانب وفي جانب آخر مهم جداً، هو موجة الاعتذارات لعدد من أعضاء المجلس (المهمين) من خارج الحدود، عن حضور جلسة المجلس القادمة، لخوفهم من الأوضاع الأمنية بالبلاد أو لانشغالهم بأعمالهم الخاصة ربما، أما الأعضاء غير المهمين أو (تمومة الجرتق) فلا أحد يعبأ لهم أو يلقي لهم بالاً، لأن غاية مشاركتهم في المجلس، الاستمتاع بالسفر والإقامة في الفنادق والتلذذ بأطايب الطعام والشراب، ولذلك لا يهم إن شاركوا أم اعتذروا. وقد حصل المقنع الكندي على نسخة من عناوين الاتصال بجميع أعضاء المجلس، ويعكف الآن على إعداد ملف متكامل يحوي مجموعة المقالات هذه إضافة لغيرها من المعلومات التي ستُغيِّر نظرة هؤلاء الأعضاء عن الجامعة وسياساتها وتوجُّهاتها بلا أدنى شك. ماذا تفعل الحركة الشعبية داخل الجامعة؟ على الرغم من انفصال جنوب السُّودان الحبيب عن شماله نتيجةً لسياسات الكيزان الهوجاء، وانتهاء ما يُعرف بالحركة الشعبية لتحرير السُّودان، إلا أن هذا الجسم الغامض لا يزال موجوداً بجامعة إفريقيا العالمية على كافة الأصعدة، بل ويتسنَّم أصحابه أعلى المناصب الإدارية بها، فأبرز منسوبي الحركة بالجامعة هو المدعو تاج الدين نيام الذي يشغل حالياً رئيساً للعلاقات الخارجية بها، وهذا لعمري وضعٌ غريبٌ عجيب، فكيف لشخص يخدم أغراض وأجندة حركة انفصالية تابعة لدولة أخرى، أن يتقلَّد هذا المنصب الحساس، حتى وإن كان هذا الجسم خاصاً بقطاع الشمال (كما يقولون) ولكنه في حقيقة الأمر لا يخرج عن عباءة الحركة الأم. إذن فالمحسوبية والمحاصصة والترضيات لا تزال تجد لها موطئ قدم داخل الجامعة، وهذا إن دل على شيء، إنما يدل على التخبط الإداري والازدواجية في المعايير واتخاذ القرارات داخل الجامعة. القوافل الدعوية خدمات تجسس مجانية! لا أدري لماذا تصر الجامعة حتى الآن على ما يسمى ب"برنامج القوافل الدعوية" الذي يخرج فيه الطلبة والطالبات كل عام؛ يطوفون شرق البلاد وغربها، وشمالها وجنوبها ووسطها، خدمة مجتمعية (كما يزعمون) ولكنها في حقيقة الأمر لا تعدو أن تكون خدمات تجسس مجانية، ومادة دسمة من المعلومات التي يتم جلبها من هذا البرنامج، والتي لا تخدم إلا أغراض التجسس والأجندة الخارجية، فالطلبة الجواسيس من الأجانب الذين تكتظ بهم الجامعة، وجدوا في هذه القوافل ضالتهم المنشودة في جمع المعلومات المجانية عن أدق التفاصيل المتعلقة بالسُّودان، من حيث عدد المدن، وساكنيها، والخدمات المتوفرة بها، ومقومات الاقتصاد التي تعتمد عليها أو تشتهر بها، ومراكز الشرطة والأمن والجيش، وكذا نقاط القوة والضعف في تلك المدن والأرياف، وغيرها من المعلومات التفصيلية التي يستحيل الحصول عليها بدون التغلغل داخل هذه الأماكن والمجتمعات، ولكن الجامعة أبت نفسها إلا وأن تقدم لهم هذه الخدمة التجسسية المجانية في طبق من ذهب، ليس هذا فحسب، بل التباهي بهذا البرنامج، واعتباره من البرامج التي تميِّز الجامعة عن غيرها من المؤسسات التعليمية في السُّودان! داعش بجامعة إفريقيا العالمية: ينشط الفكر المتطرف داخل الجامعة بشكل غير مسبوق، فعدد كبير من الطلبة الأفارقة تحديداً، يأتون من بيئات تنشط فيها داعش وبوكو حرام بصورة واضحة، ك(مالي والنيجر ونيجيريا وإفريقيا الوسطى وغيرها)، كما أن البيئة الجامعية مهدت لهم الاستمرار في هذا التطرف دون رادع، فحلقات العلم والدروس الأسبوعية التي يتلقونها بمراكز ومساجد منتشرة في الخرطوم دون رقابة من إدارة الجامعة، جعلت هذا الفكر يتأصل في نفوسهم، ويُترجم لأفعال دامية عند عودتهم لأوطانهم! ومن أبرز الدروس التي يتلقون فيها هذا الفكر المتطرف؛ دروس المدعو مزمل فقيري، وصادق عبد الله، وخطب الجمعة بمسجد المدعو محمد علي الجزولي، وغيرها من المحاضن التي تفرّخ الفكر الداعشي المتطرف. وحتى أبناء منسوبي الجامعة لم يسلموا من هذا الفكر، فابن الدكتور محمد أحمد عبد الجبار (مسجل كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية) قُتل بليبيا قبل سنوات بسبب مشاركته مع داعش هناك! كما أن (أشرف) ابن الدكتور حاتم عثمان محمد خير (عميد كلية الاقتصاد حالياً ونائب المدير للشؤون المالية والإدارية سابقاً) حاول التواصل مع الدواعش على الرغم من تخرجه من كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم، إلا أن والده اعترض طريقه، فكان أن هجر المنزل لشهور محاولاً اللحاق بركب المجاهدين، لولا تدخل زوج عمته الثري المرموق والموظف السابق بالمصرف الإفريقي للتنمية والحاصل على الجنسية الأمريكية والذي يقطن بحي المنشية بالخرطوم (بكري موسى)، حيث قام بالإصلاح بين أشرف ووالده حاتم، واقترح عليهم أن يمهد له الطريق للحصول على تأشيرة للولايات المتحدةالأمريكية بدلاً عن داعش، وقد كان، حيث سافر أشرف إلى أمريكا منذ سنوات ليبدأ حياةً طبيعيةً جديدة، بدلاً عن حياة التطرف التي كان سيغرق فيها، والتي كانت ستودي به إما إلى الموت أو الضياع! دكتاتور القبول والتسجيل! تعمل إدارة الجامعة على تثمين جهود أي دكتاتور بها مهما بلغت هذه الجهود من الهمجية والبربرية، وذلك لأن النفسية الدكتاتورية التي تترأسها ممثلة في كمال عبيد، غير بعيدة عن هذه التصرفات، وفي هذا الإطار تغض إدارة الجامعة الطرف عن التصفيات والاقصاءات التي يمارسها دكتاتور إدارة القبول والتسجيل المدعو عمر طه الحاج، ضد موظفيه والعاملين معه بالإدارة. تلك الإدارة التي كانت تعجّ بأميز موظفي الجامعة، أمثال المرحوم مجذوب محمد بابكر، ومحمد علي، وناجي يحيى، وعلي عبد الله، وحاتم وعليش، وغيرهم من المميزين، ولكن بمجئ الكوز عمر طه الذي عمل على إقصاء كل من يخالفه الرأي وإن كان محقاً، أصبحت الإدارة الآن خاويةً على عروشها، على الرغم من ضغط العمل الهائل الذي بها، والذي تم توزيعه على من تبقى من موظفين مغلوبين على أمرهم، لا يستطيعون مخالفة أوامر الدكتاتور طه، وبالتالي قلّ الأداء والعطاء، وضعفت الهمم. ماهر سالم رباح: جاء إلى السُّودان شريداً طريداً فقيراً، وسرعان ما كوّن ثروةً ضخمةً من الأعمال المختلفة؛ بدأها بجمعية الدعوة والإرشاد عندما كان طالباً بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم في تسعينيات القرن الماضي، وانتهى به المطاف الآن مديراً ومالكاً لشبكة قنوات إفريقيا الفضائية التي تبث برامجها بأكثر من لغة! وبين هذا وذاك ترأس أو تنفّذ في منظمة المشكاة الخيرية وقناة طيبة الفضائية، مستفيداً في كل ذلك من علاقته بالدكتور عبد الحي يوسف، وعلاقة الأخير بالجهات والمؤسسات الداعمة داخلياً وخارجياً! ذلك هو الفلسطيني ماهر سالم رباح، الذي وقّع توأمةً وبروتوكولاً مع قناة العالمية الفضائية التابعة للجامعة، وقبل ذلك تم اختياره عضواً شرفياً لمجلس كلية الدراسات الإسلامية! فما هو الدور الخفي الذي يلعبه المذكور في السُّودان؟ فالعلاقات المريبة التي تجمعه بأساطين العهد البائد من الشرطيين ورجال الأمن والجيش، مما انعكس ذلك على سهولة حركته كأجنبي في السُّودان، ووضعية لا تتوفر لأي أجنبي في مثل حالته، كل ذلك يترك علامات استفهام واسعة أمامه، وما يخفيه ورائه من أسرار وخفايا، تحتِّم على الحكومة الانتقالية حسمه هو وجميع الأجانب الذين تغلغلوا في السُّودان على حين غفلة من أهله! حلنقي الدّباب! دائماً ما كان يتباهى في الاجتماعات التي تجمعه بالإدارة العليا بوصفه مديراً للموقع الإلكتروني للجامعة، بالتقدم الملحوظ الذي يحققه الموقع في التصنيف العالمي للمواقع الإلكترونية، ولكن هذا التباهي كان يخفي تحته عجزاً واضحاً عن إدارة الموقع التقنية والأخطاء الكبيرة فيه كما لاحظها بعض التقنيين به وأخبروه بها، ولكنه تجاهلهم بكل غرور، فهو المدعوم من كمال عبيد فقط لأنه كان دبّاباً وكوزاً، ولذلك استحق هذه المكانة! ذلك هو المدعو مصطفى حلنقي الذي لا زال يترأس إدارة الموقع الإلكتروني بالجامعة على الرغم من التراجع الكبير له في التصنيف العالمي، ولكن كيف لكمال عبيد أن يغيّره وهو الذي اعتاد على التمسُّك بمنسوبي المؤتمر الوطني وإن كانوا لا يفقهون شيئاً فيما يوكل إليهم من مهام ومسؤوليات! طُرفة: ذهب البهاري لكمال عبيد طالباً منه التصديق بأموال لتسيير أعماله بالوحدة الهندسية التي يرأسها، فقال له كيمو: ليس لدينا مال الآن، فكل الأموال تم توجيهها لجلسة مجلس الأمناء القادمة، فقال له البهاري: ولكن هناك متعلقات خاصة بأشخاص تنتظر التشطيب ويجب تسليمها لهم، فقال له كيمو: احجزها ريثما ينتهي المجلس، واستفد منها كمعروضات في المعرض المصاحب للمجلس ثم سلِّمها لأصحابها بعد ذلك، وبهذا نكون قد اصطدنا عصفورين بحجر واحد؛ أقمنا المعرض ولم نصرف جنيهاً واحداً! نحن الديامة يا عمك يااااا ولكن السؤال الذي لم يجد إجابة حتى الآن هو: أين ذهبت الخمسة مليون يورو؟! ابتزاز جنسي! جاءته في مكتبه منكسرة حزينة طالبةً تخفيض مصروفاتها الدراسية الكبيرة جداً، فهي تدرس بإحدى الكليات الطبية عالية المصروفات، فكان أن جالت برأسه فكرة شيطانية خبيثة شرع في تنفيذها مباشرة دون أدنى تردد، طالباً منها تمكينه من نفسها مقابل إعفاءها من المصروفات بصورة نهائية، فأُسقط في يدها، وتلعثمت، وزادت دقات قلبها هلعاً وخوفاً مما ترى وتسمع، فهل هي في حلم أم علم؟ وهل هذا الذي أمامها طالباً منها هذا الطلب الخبيث هو حقاً ذلك المسؤول الكبير بالجامعة الذي يُفترض فيه النزاهة والأخلاق وخدمة الطلاب وحفظ أعراض الطالبات؟ وسرعان ما استجمعت قواها رافضةً الطلب الشيطاني وخارجةً من مكتبه الفاره، تاركةً الطلب وربما الجامعة بأسرها بعد أن سمعت بأذنيها لا كما نُقِل لها! تلك هي قصة الطالبة (ن أ ع) خريجة إحدى الكليات الطبية، مع المسؤول الكبير بالجامعة، أو قل الرجل الثاني بها، والتي جاءتنا مجملةً مصحوبة بالبريد الإلكتروني للخريجة الضحية، وقد أرسلنا لها رسالة للاستفسار والاستيثاق عن الحادثة قبل نشرها بتفاصيلها مصحوبة باسم المسؤول في الحلقات القادمة بإن الله! يتبع…