زيارة السيد رئيس الوزراء لأمريكا كانت زيارة ناجحة في كسر حاجز الرهبة في التعامل مع الملف الأمريكي السوداني وفتح حوار عاقل مع صناع القرار في واشنطن، لا يختلف اثنان في تقييم جهود حمدوك لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. زار الدكتور حمدوك الكونغرس واجتمع مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ سناتور "James Risch" بوجود كنغرسمان "Engel" رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، زيارة الكونغرس كانت مثمرة رغم قصر مدتها بالنسبة لحجم الملف موضوع النقاش ، كنت أتمنى أن تسبقها اجتماعات في الأسابيع الماضية مع مستشاريه للتمهيد للقاء ليصبح أكثر فائدة. أيضاً كنت أتمنى ان يلتقي "حمدوك" بالكتلة السوداء بالكنغرس وبها أكثر من 50 عضواً وهم من كانوا وراء قرارات الحظر الاقتصادي الصادرة في الأصل ضد السودان بقيادة الراحل "Don Payne Sr" رئيس الكتلة السوداء حينها، وخلفه ابنه في دائرته جرسي "Don Payne Jr" وهو أيضاً مهتم بالسودان. غابت عن اللقاء رئيسة لجنة أفريقيا الفرعية "Karen Bass" المهتمة بالسودان والتي زارت السودان قبل الثورة وقابلت الحكومة والمعارضة ووقفت مع الثورة عند اندلاعها، وأيضاً غاب عن اللقاء رئيس لجنة الأمن الداخلي "Bennie Thompson" الذي زار السودان في نوفمبر 2015 وهو من محبي الشعب السوداني وسلطة الدكوه. أهمية هؤلاء الأعضاء تأتي من رئاستهم للجان مهمة بالنسبة للسودان والاٍرهاب وأيضاً اهتمامهم بالسودان من عقود مضت. اعتقد بداية الألف ميل خطوة وكلنا نأمل في تواصل اللقاءات مع الكنغرس بصفة مستمرة لأنهم هم المهمين بالمقارنة مع قصر مدد الإدارات الأمريكية والرؤساء وطول خدمة أعضاء الكونغرس التي تمتد لعقود. انعقاد عدد من الندوات بالمجلس الاطلنطي كانت ناجحة كما علق عليها الصحفيين والمجلس الأطلنطي بدأ العمل مع السودان بمبادرة من الوزير السابق غندور، وعقدت به عشرات الندوات التي تحدث فيها أعمدة النظام السابق في السنوات الماضية وعمل المجلس الأطلنطي لسنوات مع وزارة الخارجية السودانية في عهد الانقاذ وتلقى الاطلنطي دعم مالي من رجال أعمال سودانيين في السابق واختارت الحكومة الجديدة العمل مع نفس المجلس لأسباب مجهولة. نقترح على الحكومة الجديدة التواصل مع أكبر معهدين أمريكيين وأكثرهم تأثيراً في المرات القادمة "Heritage Foundation" وهي الذراع الفكري للحزب الجمهوري في رسم السياسات الأمريكية و"Brookings Institution" وهو الذراع الفكري في رسم السياسات الأمريكية للحزب الديمقراطي وأيضاً لم يسبق لهما العمل مع السودان أو التعامل مع الإنقاذ، وتتعامل معهم كل الحكومات الأوربية والعربية ومعروفين في أوساط الساسة الأمريكان وأكثر حياداً وسبق أن أوصى السفير الأمريكي الأسبق في السودان "Jerry P. Lanier" المعارضة السودانية في اجتماعهم مع وفد أمريكي في نوڤمبر 2015 بالتواصل مع المعهدين. أخيراً أتمنى التوفيق لرئيس الوزراء لتحقيق السلام والتنمية والديمقراطية في السودان.