طلب مني أحد الأهلة أن استريح من الكتابة السياسية قليلاً وأعود لتناول الشأن الهلالي لأقول رأئي حول ما يجري في ملف التسجيلات. . والحقيقة أنني لم أعر هذا الملف كثير إهتمام في الأيام الماضية بالرغم من الضجيج الكثير الذي صاحبه. . ومرد ذلك إلى أنني لا أرى في لاعبينا المحليين الحاليين ما يستحق كل هذا الضجيج. . وقد تابعت الشوط الأول من مباراة منتخبنا ضد تونس وشعرت يومها بأننا نحتاج لعدد من السنوات الضوئية لكي نتخلص من هذا العك الذي نسميه مجازاً "كرة قدم". . لهذا ما توقعت أن نشهد في تسجيلات العام كل هذا العراك حول عدد من ممارسي هذا العك. . الأمر المهم هو إيلاء لجنة الهلال موضوع المحترفين الأجانب ذوي الموهبة الكروية الحقيقية إهتماماً أكبر. . أما أكثر ما يهمني في أمر الهلال حالياً هو أن تستغل جماهير النادي فرصة العضوية ويتدافع الجميع لإكتسابها. . سبق أن قلت أن اختبارنا الحقيقي للجنة يجب أن يتمثل في هذا الملف الحيوي. . وقد أتاح أعضاء اللجنة سانحة لا تعوض، ويجب ألا تضيعها جماهير النادي. . فالعضوية الراشدة المستقلة المستنيرة هي طريقنا الأوحد لتغيير واقع نادينا الذي تركته جماهيره لسنين عددا لبعض الأرزقية الذين تلاعبوا به كيفما شاءوا. . وبلغنا خلال السنوات الأخيرة من عمر نظام المخلوع مراحل بعيدة من الهوان ليصبح كل من هب ودب نجماً في سماء الهلال رغم أنف الجماهير. . هذا الوضع لابد أن يتغير للأبد. . ووسيلة تغيره هي أن يكون هناك أعضاء فاعلين وبأعداد تتناسب مع حجم هذا النادي الكبير. . يوم أن نسمع عن أعضاء بعشرات، بل مئات الآلاف يتوجهون بكامل إرادتهم للنادي لانتخاب مجلس جديد استناداً على القدرات الذهنية والفكرية ونظافة سجل مرشحيه سيكون الهلال بخير. . حينها ستتمكن هذه الجماهير من قول كلمتها وتحفيز مجلسها على العمل الجاد بعيداً عن مانشيتات الصحف وأغاني التمجيد لشعراء ومطربين زهيدي الثمن. . وقتها ستفرض الجماهير ارادتها، وستكف مجالس الإدارات عن شغل العواطف والاستهبال. . حينها سينضم لكشف الهلال اللاعب الذي يستحق حقيقة إرتداء شعاره ، لا الذي تروج له أقلام السماسرة. . قبل أيام عاتبني أخ عزيز في تعقيب له على مقال سياسي ظن أن ما طرحته فيه لم يكن واقعياً. . قال لي " كلامك هذا يذكرني بكتاباتك الرياضية عندما تشبه أنديتنا بالأهلى والزمالك". . والحقيقة أنني لم أشبه الهلال بالأهلي لكنني كتبت كثيراً أنه يمكن أن يصبح مثله من ناحية المؤسسية والعضوية العريضة والملاذ الأسري. . ولا أدري أين (الشطحة) أو عدم الواقعية في مثل هذا الطرح. . قبل أكثر من عشر سنوات ناشدت الجماهير بأن تكتسب عضوية ناديها حتى يصبح مؤسسة محترمة وملتقىً للعائلات لا أن يظل مجرد نادٍ لكرة القدم ومتروكاً شأنه (كمان) لمن يجعلونه مكاناً طارداً بسبب ضعف مؤهلاتهم إدارياً وفنياً وأخلاقياً. . وكنت أصر دائماً على أن نادينا يملك القدرة على احداث مثل هذا التغيير متى ما استجابت جماهيره لندائه وآمنت بقدراتها. . لكن كان هناك دائماً أصحاب مصلحة لا يريدون لمؤسساتنا أن تتحرر من سطوة رجال المال. . والآن بعد أن أُتيحت هذه الفرصة، يلزم ألا تفوتها الجماهير. . والشاهد أن هناك اهتماماً متصاعداً من جماهير الهلال بموضوع العضوية. . وقد تابعنا مبادرة قروب "هلالاب بأدب" على الفيس بوك. . فقد قام مشرفو وأعضاء هذا القروب الفاعل الهادف بأكثر من مبادرة لرفد هذا الملف. . بدأوا بتنوير الأهلة وتثقيفهم حول العضوية الراشدة المستنيرة المستقلة. . ثم أنشأوا مجموعة واتساب لمساعدة الراغبين في الحصول على العضوية فنياً ومادياً. . والمساعدة المادية كان سببها في وقت مضى أن الكاردينال وشلته رفعوا تكلفة العضوية حتى يضمنوا استمرار ممارسة العضوية المستجلبة القذرة. . ومع التأكيد المستمر على أن المساعدة لا تعني اطلاقاً رهن صوت العضو لمجموعة بعينها، أقام أعضاء القروب خيمة عند فتح أبواب العضوية لمساعدة الأهلة الذين يتوجهون للنادي لاكتساب عضويتهم. . وبين هذا وذاك استاجرت ذات المجموعة عقاراً بحي بري العريق اسموه (بيت هلالاب بأدب)، يُدفع ايجاره من تبرعات الأعضاء. . وهذا في رأيي يمثل نواة لفكرة النادي العائلي الذي يمكن أن يصبح ملاذاً لكافة أفراد الأسر الهلالية. . وطالما أن هذه المجموعة المحدودة (رغم كثرة عدد عضوية هلالاب بأدب) استطاعت أن تقوم بكل هذا العمل الجبار، فما الذي يمنع نادي الهلال الكبير العريق من أن يصبح قبلة للعائلات وملتقىً جامعاً يجد فيه الصغار متعة اللعب البريء في بيئة نظيفة تنشئهم على حب الكيانات حباً حقيقياً بعيداً عن فكرة استغلال هذه المؤسسات لتحقيق المكاسب الخاصة!! . ما الذي يمنع نادي الهلال من أن يصبح مكاناً آمناً وجاذباً للزوجات والأمهات يقضين فيه بعض أوقات فراغهن في أنشطة مفيدة وونسة ممتعة بجوار أزواج يتقاكرون حول شئون ناديهم وصغار يلعبون ويطورون مختلف مهاراتهم! . ما تقدم يمكن تحقيقه بكل سهولة إن تخلصنا من علل العضويات المستجلبة، وأصررنا جميعاً على ممارسة حقنا المشروع ونلنا عضوية النادي. . وليكن ما قام به قروب هلالاب بأدب نموذجاً يُحتذى ومحفزاً للمزيد من العمل المخلص والإبداع. . وختاماً أتمنى أن يتم تعديل النظام الأساسي لنادي الهلال في أقرب فرصة حتى يتمكن من يقيمون خارج الخرطوم من اكتساب العضوية. . كما لابد من تطوير الأنظمة الاستفادة من التقنية لمساعدة الراغبين في اكتساب العضوية الكترونياً.