طالعتنا وسائل الاعلام بإفشال انقلاب علي الدعم السريع ، وهو خبر لم يهتم له المدنيون باعتبار أن الانقلاب أمر يهم مليشيا الدعم السريع التي سارع قائدها الحامل لمنصب نائب البرهان بوضع أسرته وأسرة أخيه في حماية الجيش بالرغم من أن الجيش غير مسؤول عن حماية أسرة أخيه ، ومانستغربه من الجيش أنه يهتم بحماية أسر النظام البائد وأسر ضباط الدعم السريع ويترك للشرطة أمر اجتثاث رقاب الثوار ثائرا إثر اخر دون أن يحرك ساكنا ، فانقلابات العسكر بعد الثورة ماعادت تهزّ شعرة في المدنيين لأنها شاء العسكر أم أبو ، ستنحصر بينهم ، فمدنية الثورة محروسة بقناعات ثوارها ولن يعجزهم اقتلاع من تسوّل له نفسه بتقويضها رغم المطبات المعيشية القاسية التي وضعنهم فيها طالبوا تفويضات القضاء عليها ، وأن يذهب حميدتي ويأتي موسي هلال أو غيره أمر يخص تلك المليشيات التي أوسعت الثوار والثائرات جلدا بالعصي والخراطيش وحلق الرؤوس دون أن تتمكن من فلّ عزيمتهم وإيمانهم بسودانهم الذي هبوا لأجله ، وكأنما أحدهما أفضل من الأخر بالرغم من أن موسي هلال لم تتجرأ العدالة علي النظر في أمره بفضل عرقلة أعداءه من بني جلدته ، وأصبح مصيره كمصير شهداء ثورتنا الذين لم يلوح حتي اللحظة شيئا عن عدالة القصاص لهم بالرغم من أن الكل يعرف من قام بفض الإعتصام ومن خان ، بينما يتم توجيه الاتهام لدولة معادية بالرغم من أن النظام المدني لاتوجد في قاموسه دولة معادية ، ولست ادري ما المعيار الذي تم عبره تصنيف الدولة المجهولة بأنها معادية ، فهل هي معادية للدعم السريع والجيش أم هي معادية للمدنيين ، ولماذا لم يتم إعلان إسم الدولة وتم التستر عليها لو كانت بالفعل معادية وسعت لتفتيت مليشيا الدعم السريع ؟ الأوضاع في بلادنا لازالت مختلة ، ووجود هذا الكم الهائل من عساكر الجيش والدعم السريع وحركات المحاصصة داخل المدن الكبيرة أمر لابد من النظر فيه بمنظار مختلف ، وحتي تحدي قوات الشرطة لوالي الخرطوم يبقي جزءا من ذلك المخطط الشرير الذي يسعي لوأد الثورة بمختلف الوسائل ، ويكفي أن ثوارنا قد أعلنوها واضحة بأن لا مهادنة حتي يتم الإقتصاص من قتلة قرشي ذكري اكتوبر ، ويكفي أن إعلان الإنقلاب تم في الوقت الذي لازال يثير فيه جدل العلاقات مع إسرائيل ورفع البلاد من قائمة الدول الراعية للإرهاب وزيارة حكومة دولة بكاملها لبلادنا التي يعاني مواطنوها من شظف العيش ، ورفع الدعم المفاجيء عن السلع الأساسية . من يحاول الضحك علي الشعب السوداني عليه إدراك حقيقة أنه يضحك علي نفسه فوعي الشعب أكبر بكثير من كل محاولات التغييب ، وتحليله للأمور يفوق كل تصور ، وماحدث بين قوات الدعم السريع لاناقة للشعب فيه ولاجمل ، ووطن الثورة لايعادي أي دولة من دول العالم ، وحتي المتواطئون من مدنيينا لن يفلتوا من العقاب طال الزمن أوقصر ، والثوار جاهزون وكل الدلائل تشير إلي قرب تغيير حتمي يتم بأيديهم مالم يرعوي سارقو ثورتهم من مدنيين وعسكريين وقد بلغت .