كشفت مصادر بالحكومة الانتقالية في السودان، عن تقديم وساطة السلام بين وفد الحكومة و"الحركة الشعبية-شمال" برئاسة عبدالعزيز الحلو، مقترحاً بشأن القضايا العالقة، ومنها العلمانية وحق تقرير المصير، لمناقشتها والرد عليها. وانطلقت في جوبا الخميس الماضي، أولى الورش غير الرسمية بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية شمال" للتفاهم على عدد من القضايا، بينها علاقة الدولة بالدين، بغرض التوصل إلى تفاهم مشترك حول القضايا الخلافية. وكان رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وعبدالعزيز الحلو، اتفقا مطلع سبتمبر الماضي، على عقد ورش غير رسمية لإنهاء الخلافات في شأن بعض القضايا. قضايا خلافية وتطالب "الحركة الشعبية-شمال" بإدراج علاقة الدولة بالدين في مفاوضات السلام، التي تستضيفها عاصمة جنوب السودان، بينما تقول الحكومة، إن هذا الأمر يُناقش في المؤتمر الدستوري، وذلك قبل أن يعلن حمدوك موافقة مبدئية على فصل الدين عن الدولة. وقالت المصادر ل"الشرق"، إن الوساطة وبعض الخبراء قدموا مقترحاً للوفد الحكومي ووفد الحلو للتباحث بشأن القضايا العالقة، وأشارت إلى أن الطرفين سيقدمان في جلسة السبت، موقفهما من المقترح. أثناء توقيع اتفاق السلام في جوبا بين الحكومة السودانية الانتقالية والحركات المسلحة. 3 أكتوبر – REUTERS وكان عضو المجلس الانتقالي، الفريق أول شمس الدين كباشي، أعلن بدء النقاش بين وفد الحكومة و"الحركة الشعبية شمال"، من أجل حسمها، تمهيداً للدخول في تفاوض مباشر. وقال كباشي، في بيان: "طرحنا ضرورة مناقشة قضايا الإدارة الذاتية والحماية والجيش الواحد ووقف العدائيات، كما ورد في البيان المشترك"، مشدداً على أهمية معالجة هذه القضايا الخلافية عبر الورش المقترحة، أو تنظيم ورش أخرى لحلها. وأضاف: "في حال تم التوافق حول هذه القضايا الثلاث، يمكن الاتفاق بشأن إعلان المبادئ وتوقيعه، تمهيداً للدخول في التفاوض المباشر". "كسر الجمود" وكانت "الحركة الشعبية شمال" انسحبت سابقاً من المفاوضات في جوبا، على خلفية رفضها التفاوض مع رئيس المجلس الانتقالي السوداني، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، وطالبت بنقل ملف المفاوضات إلى مجلس الوزراء برئاسة عبدالله حمدوك. والتقى حمدوك والحلو في أديس أبابا، مطلع سبتمبر الماضي، وأصدرا بياناً مشتركاً يمهد الطريق للوصول إلى اتفاق بخصوص الملفّين الشائكين في المفاوضات، وهما حق "تقرير المصير"، و"علمانية الدولة". وفي النصف الأول من أكتوبر الجاري، التقى حميدتي والحلو بشكل مفاجئ في جوبا برعاية رئيس جنوب السودان سلفا كير، وأكد الطرفان أنه "كسر الجمود التفاوضي". ويأمل السودانيون في التوصل إلى سلام دائم في البلاد، التي أرهقتها الحروب الأهلية، مُنذ الاستقلال في 1956.